جلسة نقدية تكشف الأبعاد الهامة للسرد النسوي في الأدب العربي

سعت الأديبات والناقدات والقاصات العراقيات خلال جلسة نقدية البحث في رمزية الخوف والغياب والحرب، بما يعكس مكانة السرد النسوي في المشهد الأدبي والاجتماعي المعاصر.

رجاء حميد رشيد

العراق ـ أكدت المشاركات في جلسة نقدية للسرد النسوي، على ضرورة الكشف عن الحاضنة الثقافية التي منحت للسرد النسوي في الأدب العربي، وأهمية الوقوف على خلفيات الفكر النسوي والتعبير عن تجارب النساء.  

أقام منتدى نازك الملائكة في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، أمس الأربعاء 19 تشرين الثاني/نوفمبر، جلسة بعنوان "الوجع والاستلاب في نصوص مختارة من السرد النسوي".

شهدت الجلسة حضور نخبة من المثقفين والأدباء وأدارتها الشاعرة غرام الربيعي، وتضمنت قراءات قصصية لعينات من أعمال أربع كاتبات عراقيات مبدعات يمثلن أجيالاً إبداعية مختلفة، وهن إنعام كجه جي، ميسلون هادي، ولام العطار، وزهراء ناجي، وقدمت الرؤية النقدية فيها الأكاديمية رباب هاشم.

واستهلت الشاعرة غرام الربيعي الجلسة بمقتبس من كتاب (السرد النسوي: الثقافة الأبوية، الهوية الأنثوية والجسد) مشيرةً إلى أن البحث في ظاهرة السرد النسوي يستدعي الكشف عن الحاضنة الثقافية التي منحت هذا السرد دلالته الخاصة في الأدب العربي الحديث، ولا سيما في النوع الروائي، استناداً إلى حضور أحد المكونات الثلاثة أو اندماجها وهي "نقد الثقافة الأبوية، اقتراح رؤية أنثوية للعالم، الاحتفاء بالجسد الأنثوي".


         


        

التأكيد على ضرورة الوقوف على خلفيات الفكر النسوي

وأكدت على ضرورة الوقوف على خلفيات الفكر النسوي ومسار أطروحاته وسجلاته مع الفكر الأبوي وتجلياته في الثقافة، مع التفريق بين كتابة النساء التي قد تشابه كتابة الرجال، والكتابة النسوية التي تقصد بها التعبير عن تجربة المرأة ورؤيتها للعالم، في ظل صعود لافت للسرد النسوي العربي ومكانته في الحياة الاجتماعية.

كما قرأت خلال الجلسة أربع قصص، وهي "خوافات" للروائية الكبيرة إنعام كجه جي، "غيبة" للروائية والقاصة ميسلون هادي، "ظلال هائمة" للقاصة ولام العطار، واختتمت القراءات بقصة "خواء" للقاصة زهراء ناجي.

وفي مداخلة لها قدمت الناقدة رباب هاشم تفكيكاً نقدياً للنصوص الأربعة، مبينة أنها تعبر عن الوجع الإنساني بعيداً عن الهويات الفرعية والخطابات المتضخمة.


         


        

ولفتت إلى أنه في قصة "خوافات" يتجسد الخوف بأشكاله، بينما تشير "الغيبة" في دلالتها اللغوية والاصطلاحية إلى الغياب التام عن الحياة، مبينةً أن القاصتين تشتركان في الجيل الإبداعي وتتناولان موضوعاً مهماً، مع اختلاف في الفكرة والأسلوب.

أما رواية "ظلال هائمة" فبحسب رباب هاشم تميل نحو الشاعرية والرمزية وتختلف رؤيتها عن القصتين السابقتين، إذ تنفتح على الآخر وتطرح تجاوز الذات الأنثوية وتحويل الخوف الداخلي إلى مصدر للقوة والتماسك والتفاؤل.

بينما السرد في قصة "خواء" يأخذ منحى الفانتازيا العجائبية، رغم أن الفكرة ليست جديدة، وقد تجسدت فيها رموز عديدة، أبرزها رمزية الحرب وما تخلفه من تشوه وقبح في الحياة وانتهاك للجسد والفكر، في إشارة إلى استحالة إخضاع العقول للأنظمة المستبدة.

واختتمت الجلسة بمداخلات من الحضور أثرت النقاش وأضافت إليه الكثير من الرؤى.