جلسة حوارية تركز على تحديات وإنجازات المرأة السورية عبر العصور

نظم اتحاد المثقفين في مقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا جلسة حوارية بعنوان "تحديات وإنجازات المرأة السورية بين الماضي والحاضر"، بمشاركة مجموعة من الباحثين والمهتمين بقضايا المرأة.

قامشلو ـ تناولت الجلسة الحوارية التي جاءت تحت عنوان "تحديات وإنجازات المرأة السورية بين الماضي والحاضر"، محطات أساسية في مسيرة المرأة السورية، من النضال الاجتماعي والسياسي في العقود الماضية، وصولاً إلى التحديات المعاصرة التي تواجهها في ظل المتغيرات السياسية والاجتماعية.

في إطار تسليط الضوء على دور المرأة السورية عبر مراحل التاريخ المختلفة، نظم اتحاد المثقفين، اليوم الأربعاء 7 أيار/مايو في حديقة القراءة بمدينة قامشلو، جلسة حوارية بعنوان "تحديات وإنجازات المرأة السورية بين الماضي والحاضر"، حيث شكلت فرصة لتبادل الرؤى وطرح مقترحات تهدف إلى تعزيز حضور المرأة وتمكينها في مختلف الميادين الحياتية.

وعلى هامش الجلسة الحوارية قالت الإعلامية والباحثة الاجتماعية سوسن أمين أن "المرأة السورية تعد ركناً أساسياً في تشكيل الجمهورية السورية، وقد لعبت أدواراً محورية عبر مختلف المراحل التاريخية، سواء في ظل النظام السابق أو خلال سنوات الثورة وما تلاها من تحولات سياسية".

وأضافت "إن محاور الجلسة غنية ومهمة، ففي المحور الأول يتناول التقرير واقع المرأة السورية في بدايات تأسيس الجمهورية السورية، حيث كانت مشاركتها في الحياة العامة محدودة نتيجة التقاليد الاجتماعية والقيود السياسية المفروضة آنذاك"، مبينة أن "المرأة واجهت تحديات عديدة تمثلت في ضعف التمثيل السياسي والتمييز في القوانين المتعلقة بالأحوال الشخصية، إضافة إلى الصعوبات الاقتصادية والتعليمية التي حدت من دورها المجتمعي".

أما المحور الثاني، فقالت إنه "سلط الضوء على وضع المرأة السورية خلال السنوات الأربع عشرة الأخيرة، في ظل الثورة السورية التي اندلعت عام 2011"، لافتةً إلى أنه "خلال هذه الفترة واجهت المرأة السورية ظروفاً استثنائية تمثلت في النزوح، والاعتقال، وفقدان المعيل، إلا أنها أثبتت قدرة كبيرة على الصمود، حيث برزت في العمل الإغاثي، والنشاط المدني، والتعليم، وحتى في بعض المجالات منها السياسية التي نشأت في سياق الثورة، بينما تناول المحور الأخير وضع المرأة في الخمس الأشهر الأخيرة".

وذكرت سوسن أمين "بشكل عام سعينا قدر الإمكان إلى إبراز المفارقات بين واقع المرأة السورية في مختلف المراحل التاريخية، بدءاً من تشكل الجمهورية السورية، مروراً بعهد نظام الأسد، وصولاً إلى مرحلة الثورة، وحاولنا تسليط الضوء على المكتسبات التي حققتها المرأة في تلك الفترات، وعلى التحولات والتخبطات التي رافقت مسيرتها، وما نتج عنها من فوارق على مستوى الحقوق والمكانة الاجتماعية والمشاركة العامة".

وأشارت إلى أن "هدفنا الأساسي من هذه الدراسة أو السلسلة التوعوية هو تقديم صورة شمولية للمجتمع، وبشكل خاص للأجيال الشابة، عن النساء السوريات اللواتي تميزن في مختلف الميادين، واللاتي عُرفن بقوّتهن، وجدارتهن، وبما وصلن إليه من علم ومعرفة، وقد تخرجن من أرقى الأكاديميات السورية والعربية، كأطباء وصيادلة وأساتذة جامعات في مجالات اختصاصهم، وكان لهن حضور واضح ومشرف".

وأضافت "نسعى اليوم إلى استعادة أمجاد المرأة السورية، والتذكير بإسهاماتها الجوهرية في بناء المجتمع، وتعزيز دورها في الحاضر والمستقبل، من خلال فتح مساحات للنقاش والحوار وإعادة تسليط الضوء على تجاربها الثرية والملهمة".

وأفادت أن "المرأة الكردية في إقليم شمال وشرق سوريا تعد نموذجاً مميزاً في مسيرة نضال المرأة السورية، فقد تمكنت من تحقيق مكتسبات ملموسة على مختلف المستويات، سواء قبل الأزمة أو خلالها، وحتى في المرحلة الانتقالية الحالية، ظهرت إنجازاتها بشكل واضح في مجالات السياسة، والإدارة، والتعليم، والدفاع، حيث أثبتت المرأة الكردية حضورها الفاعل في بناء مجتمعها والدفاع عن قضاياه".

وفي ختام حديثها بينت سوسن أمين أنهم يسعون من خلال هذه السلسلة من المحاضرات والندوات الحوارية، التي يعتزم تنظيمها في حديقة القراءة، إلى تسليط الضوء على واقع المرأة بجميع جوانبه، سواء الإيجابية أو السلبية "نهدف إلى استعراض التحديات التي تواجه المرأة والعقبات المحيطة بها بصورة عامة، من أجل بناء وعي مجتمعي شامل يقدّر دور المرأة ويعيد الاعتبار لمكانتها في مختلف المجالات".