"Jin Jiyan Azadî" حين يصبح النضال أسلوب حياة
ترى نساء شرق كردستان أن انتفاضة "Jin Jiyan Azadî" أيقظت الوعي النسائي، ووسعت النضال ليشمل كل فئات المجتمع، مؤكدات أن التحرر يتطلب وحدة النساء، وأن مستقبل النضال النسائي مشرق رغم الانتهاكات.

ماريا قديمي
سنه ـ في الذكرى الثالثة لانتفاضة Jin Jiyan Azadî"" هل استمر نضال النساء أم خفت صوته؟ هل تجسدت فلسفتها في الحياة الاجتماعية واقتربت من تحقيق أهدافها، أم طمست في غبار النسيان؟ وهل يمكن بعد ثلاث سنوات رؤية هذا النضال؟
إلهام مظفري، إحدى النساء اللواتي تحملن شهوراً من السجن والتعذيب النفسي خلال انتفاضةJin Jiyan Azadî""، قالت رداً على سؤال حول استمرارها في النضال "لم أفكر ولو للحظة في التخلي عن النضال، نحن نحيا من خلاله، هذه الانتفاضة أيقظتنا وذكّرتنا بمعنى أن نكون نساء، خلال هذه السنوات، عشنا لحظات مرّة وأخرى جميلة، وإذا سُئلت عن إنجازاتها، سأجيب ألف مرة نعم".
وأضافت "حياتي وحياة كثير من رفيقاتي انقسمت إلى ما قبل وما بعد هذه الانتفاضة، كنت أرى زاوية ضيقة من الحياة، أما الآن فقد انفتح أمامي عالم جديد؛ رأيت الحقائق، النضال بالنسبة لي ليس فقط لتغيير نظام سياسي، بل لتغيير منظومة فكرية تريد للمرأة أن تبقى أسيرة ومقيدة، أواجه عقلية ذكورية صادرت حياتنا وحياة أمهاتنا".
"نضال النساء في شرق كردستان بين التهميش والتحرر"
وعن التغيرات التي طرأت على نضال النساء في إيران، خاصة في شرق كردستان، قالت إلهام مظفري "النساء يتعرضن لضغوط متعددة؛ فهن يُقمعن بسبب جنسهن وأيضاً بسبب انتمائهن القومي، كامرأة كردية، يجب أن أقول إن ثقافتنا التي كانت تعتبر المرأة صاحبة قرار وقوة، أصبحت اليوم تحت هجوم الذكورية، المرأة لم تفقد مكانتها فحسب، بل أصبحت عرضة للمصادرة الكاملة".
وأفادت أنه "يمكن رؤية هذا الإقصاء في جرائم قتل النساء، والزواج القسري، وزواج القاصرات، لا تزال هناك نساء يعشن في القرى وأطراف المدن بطريقة عبودية، ولا يمكن إنكار ذلك، مجتمعنا ليس فقط المدن والطبقات العليا؛ كون جزء منه قد تقدم بفعل العولمة لا يعني انتهاء مشاكل النساء، النساء ما زلن يعانين من التمييز والقمع".
وشددت على أنه "يجب أخذ هذه الحقائق بعين الاعتبار؛ حينها يتضح أن نضال النساء قد توغل في أبعد القرى وأعمق طبقات المجتمع، حتى النساء في المناطق النائية سمعن صوت الحرية وخرجن من خلف جدران، فلسفة Jin Jiyan Azadî"" لا تخص جزءاً من المجتمع فقط، بل هي نضال من أجل جميع النساء".
وترى إلهام مظفري أن "نضال النساء خلال هذه السنوات الثلاث لم يخفت، بل بلغ ذروته "يجب أن نكون واقعيين؛ قبل الانتفاضة، كانت النساء في سبات وكانت التحركات متفرقة، لكن بعدها أصبحن أكثر راديكالية، وزاد عدد المناضلات باستمرار، هذا النضال لا يعرف حدوداً عمرية أو جنسية، وأثبت أن الذكورية ليست رغبة المجتمع، بل نتيجة سنوات من السياسات والقوانين المعادية للمرأة".
واعتبرت أن التشتت أكبر ضرر يهدد نضال النساء "يجب أن تدرك النساء أن مفتاح النصر في هذه المرحلة هو الوحدة والتضامن، مهما اختلفت الأفكار والانتماءات".
"مستقبل نضال النساء مشرق"
بدورها، قالت سمانة مريدي، إحدى الناشطات في مجال حقوق المرأة، في الذكرى السنوية لانتفاضة Jin Jiyan Azadî"" إن يوم 16 أيلول/سبتمبر قد سُجّل في تاريخ نضال النساء، وستعتبره الأجيال القادمة أحد أعظم الإنجازات، فمنذ ذلك اليوم، يقترب النساء والرجال أكثر فأكثر من الحقيقة، وإذا كانت كل امرأة سابقاً تقاتل وحدها في البيت والمجتمع، فإن النساء اليوم وجدن نظرة مشتركة للنضال ويعلمن أنهن لسن وحدهن".
وترى أن فلسفةJin Jiyan Azadî" " لا تقتصر على زمان أو مكان معين، بل هي مفتاح تحرير النساء "لقد أدركن أن حرية النساء تعني حرية المجتمع بأسره، وأن نضال النساء واسع لكنه متفرق، لذلك، يجب توحيد هذه الطاقة والإرادة من أجل تحقيق النصر".
وأكدت سمانة مريدي على ضرورة تجاوز انعدام الثقة والأنانية "يجب تحويل الاتحاد إلى ثقافة دائمة، وأن نكون يقظين أمام السياسات التي تزرع الفرقة، قبل الانتفاضة، لم أكن على دراية بوجود مثل هذه الإرادة بين النساء، ولم يكن لدي الكثير من الأمل، لكنني الآن أقول بثقة إن مستقبل نضال النساء مشرق، لقد زادت السجون والتعذيب من عزيمتنا. واليوم، لا تزال العديد من رفيقاتنا في السجن؛ نساء يعتبرن الحياة في النضال، ويبحثن عن الحرية ليس خارج السجن، بل في تحرير جميع النساء، ويضحين بأرواحهن من أجل هذا الهدف العظيم".