"هزار دف"... النساء كسرن القوانين وعزفن إلى جانب الرجال
رافق حفل دكاكا 1000 دف وكسرت النساء القوانين الإيرانية التي تفصل بين الجنسين عندما عزف الرجال والنساء معاً.
نيان خسروي
سنه ـ أقيم حفل "هزار دف" الرابع الفني والتراثي السنوي، أمس الخميس 4 نيسان/أبريل، في قرية "دكاكا" التابعة لمدينة سنه بشرق كردستان، بحضور النساء والرجال الذين يدقون على الدف من مدن كرماشان، دهغولان، سنه، مريوان.
تاريخ الدف
رغم أن آلة الدف ارتبطت بدور العبادة، إلا أن تاريخها يعود إلى ما قبل الإسلام وله باع طويل في الموسيقى الكردية، ودخلت الموسيقى الإيرانية بعد ذلك، فالدف يعد من أول الأدوات أو الآلات الموسيقية التي صنعها الإنسان واستخدمها نظراً لتوفر المواد المستخدمة في صناعتها وهي جلود الحيوانات، ولا يزال الشعب الكردي يستخدمها في مراسم الحداد والأفراح.
ومع ظهور الإسلام وجد الدف طريقه إلى دور العبادة وتستخدمه النساء أيضاً، ومثل هذه المساجد والدور مليئة بالنساء ويعتبر مكان لتعلم الدف خاصة الفتيات المهتمات بهذه الآلة، يمكن اعتبار الدار مفيداً في وقت ما للنساء للتعلم والتعبير عن أنفسهن في هذا المجال.
لم تعد حكراً على الرجال
تقول فريدة. ك التي كانت تعزف على الدف في الدار منذ 48 عاماً "لا يمكن القول إن الدف آلة دينية وهي مملوكة لدور العبادة فقط، لكن هذه الآلة كان لها دور في أفراح وأحزان الأهالي منذ عقوداً مضت، والآن تشكل النساء غالبية عازفي الدف ومن الواضح أن هذه الآلة تركت الدين واختلطت بالموسيقى، كما نرى في الاحتفالات الثقافية وهي تبرز كأداة تكمل الموسيقى الكردية في أيدي النساء".
من جانبها تقول عازفة الدف سمية خاني "نشأت على صوت الدف منذ أن كنت طفلة، وكانت والدتي عازفة دف أيضاً، فعندما كبرت قليلاً أصبح الدف جزءاً مني، ولحسن الحظ تمكنا من تحريره من الاحتكار الذكوري".
حفل "هزار دف"
ويقام احتفال "هزار دف" في شرق كردستان للسنة الرابعة، ويتجمع عازفي الدفوف من كافة المدن ويصبحون ضيوفاً في إحدى القرى إما قرية بالينجان أو هشميز أو دكاكا بحضور العديد من النساء والرجال، ويتزايد عدد النساء المشاركات في كل مرة.
وأقيم الحفل هذه العام في قرية "دكاكا" في منطقة سروآباد، لكن تحاول الحكومة السيطرة عليه في كل مرة من خلال إلقاء الخطب والحضور بشكل مكثف، لكن الاحتفالات تقام بغض النظر عن كل هذه المحاولات، ويصل الناس إلى رغبتهم في الحفاظ على الآلة الموسيقية حية كأداة ثقافية ذات هوية كردية.
وعلى هامش هذا الحفل قاطع عازفي الدفوف كلام المسؤولين واستمروا في العزف على الدف، وقدم أحد الشعراء قصيدة حول خصائص نساء هذه القرية، والتي تضم نساء كن مغنيات وتعملن في الخزف والنسيج والحرف اليدوية وفنانات كبار، والآن هن أمهات يفخر أطفالهن بهن وتحملن شهادات جامعية عالية.
ورافق حفل دكاكا 1000 دف وكسرت النساء القوانين الإيرانية التي تفصل بين الجنسين عندما عزف الرجال والنساء معاً، وكل هذا يمكن أن يعزى إلى ثورة Jin jiyaz azadî.