‫"‬هي… تعني ريادة الأعمال" مشروع رائد لدعم النساء‬ وتمكينهن اقتصادياً‬

أكدت مشاركات في لقاء تواصلي حول أهمية التمكين الاقتصادي للنساء، على أن النساء تعتبرن عنصراً أساسياً في بناء الاقتصاد الوطني، حيث ينبغي دعمهن وتشجيعهن من خلال خلق الفرص أمامهن ودعمهن لتجاوز التحديات التي تحول دون خلق مشاريع مدرة للدخل.

رجاء خيرات

المغرب ـ نظمت جمعية النساء المقاولات بجهة مراكش ـ أسفي، أمس الجمعة 31 كانون الثاني/يناير، لقاءاً تواصلياً تحت شعار "هي… تعني ريادة الأعمال"، لتسليط الضوء على أهمية التمكين الاقتصادي للنساء ودعم المقاولات وتشجيعهن للانخراط في التنمية المحلية والمساهمة في الاقتصاد الوطني.

أكدت المشاركات في اللقاء أن إنشاء مقاولة وخوض تجربة ريادة الأعمال طريق شاق ومليء بالتحديات بالنسبة للنساء، حيث تكون أبواب التمويل موصدة في وجوههن، مما يتطلب الكثير من الإرادة والصبر والعزيمة لاقتحام عالم ريادة الأعمال.

وأشرن إلى أن مشاكل التمويل ليس العائق الوحيد في طريق النساء اللواتي ترغبن بالدخول إلى عالم المقاولة، بل هناك تحديات أخرى مرتبطة بالمرأة المقاولة نفسها ومدى امتلاكها للأدوات والآليات التي تمكنها من إنجاح المقاولة، لافتات إلى أنه عندما تمتلك المرأة آليات التفكير والتخطيط المنظم وتكون متمكنة من فكرة المشروع المخطط له جيداً والمعد بعناية، آنذاك تبدأ في تنفيذ الخطط عبر مراحل، ثم تدق الأبواب بحثاً عن مصادر التمويل، من خلال رفع سقف التحدي تدريجياً والذي تغذيه الرغبة في النجاح.

كما أوضحن أنه من الصعب تحقيق التنمية المستدامة إذا بقي نصف المجتمع الذي تمثله النساء على الهامش محرومات من فرص العمل ومن خلق مشاريع تساهم في إنعاش الاقتصاد الوطني.

ونوهن إلى أن البرامج التي أطلقتها مجموعة من المؤسسات التي تعنى بتعزيز قدرات الشباب والنساء وتشجيعهن على خلق المقاولة، خاصة في صفوف النساء القرويات، من خلال التأطير والمواكبة والاستفادة من منح مالية تساهم في توفير جزء من التمويل يضمن توفير بعض التجهيزات المتعلقة بالمشروع. 

وعلى هامش اللقاء قالت رئيسة جمعية النساء المقاولات بجهة مراكش ـ أسفي بديعة بيطار، إن هذا اللقاء يندرج في إطار إطلاق مجموعة من البرامج التي تدعم النساء المقاولات بجهة مراكش ـ أسفي "أن هذه البرامج تم إطلاقها بتعاون مع مجموعة من المؤسسات مثل الوكالة الوطنية لإنعاش العمل والكفاءات والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وغرفة الصناعة والتجارة والخدمات وغيرها، والتي تعمل على تعزيز قدرات النساء المقاولات بجهة مراكش أسفي".

وأشارت إلى أن المشروع يهدف كذلك إلى خلق حاضنة لمشاريع خاصة بالفتيات خريجات المعاهد العليا واللواتي ترغبن في خلق مشاريعهن الخاصة، فضلاً عن النساء اللواتي تضررن جراء الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز، في أيلول/سبتمبر 2023 وكذلك القرويات.

وأكدت على أن الحاضنة من شأنها أن تواكب هؤلاء النساء وتقدم لهن الدعم من أجل استرجاع الثقة، من خلال برامج تمكن هؤلاء النساء من الانخراط في التنمية المحلية لجهتهن والمساهمة في الرفع من جودة الاقتصاد الوطني.

وبدورها قالت إحدى المشاركات مريم منهاج وهي مديرة مقاولة "M 4 Nature" والتي تعمل على تثمين المنتوجات المغربية المجالية بطريقة تعتمد على البحث والتنمية، من خلال وصفات تقليدية مغربية، لافتةً إلى أن المزج بين الجانب العلمي البحثي والجانب التقليدي المغربي يجعل المنتوجات طبيعية وسهلة الاستعمال. 

وأوضحت أن المنتوجات التي تنتجها هي عبارة عن أكياس (مثل أكياس الشاي) بها أعشاب طبية تقليدية لعلاج بعض الأعراض، كما تعمل على إنتاج مواد تجميلية طبيعية، فضلاً على مشروع آخر يهم تطوير مكملات غذائية ترتكز على وصفات تقليدية مغربية.

وبشأن المرأة المقاولة في المغرب والتحديات التي تواجهها، أشارت إلى أن رحلة المقاولة ليست سهلة، بل هي رحلة شاقة والمرأة المغربية بطبيعتها امرأة مقاولة في بيتها الذي تتطلب إدارته مهارات خاصة، مؤكدةً أن هناك العديد من العراقيل التي تواجه المرأة المقاولة كالتعامل مع الممولين ثم مع الزبائن، حيث يتطلب الأمر الكثير من الصبر والتحدي.

ولفتت إلى أن هناك صعوبات تتمثل في اقتحام العديد من المؤسسات التي تفرض إجراءات إدارية منفرة، لا تراعي خصوصية النساء خاصة إذا كن مسؤولات عن أسر وأبناء، حيث تجد المرأة المقاولة نفسها تتجول من إدارة إلى أخرى في سلسلة ماراثونية لا تنتهي "إن المرأة المقاولة مطالبة بالتوفيق بين كل الالتزامات الملقاة على عاتقها، كما أنها ملزمة بإيجاد حلول لكل المشاكل التي قد تعترضها أثناء رحلة إنشاء وتدبير المقاولة".

وقالت المقاولة هبة غياتي التي تعمل في مجال صناعة أثاث غرف الأطفال، أن اقتحام النساء لعالم المقاولة هو طريق مليء بالتحديات والصعوبات، وعلى رأسها البحث عن مصادر التمويل التي ليس من السهل الحصول عليها خاصةً في مجتمع لازال يضع النساء في منزلة أدنى من غيرهن "بالنسبة لي كان دائماً والدي يشجعني ويعاملني تماماً كما يعامل أشقائي الذكور وأحياناً أفضل منهم خاصة إذا كانت نتائجي المدرسية مرضية".

ونوهت إلى أنها اقتحمت عالم النجارة واستفادت الكثير من خبرة والدها في المجال حيث كان خير داعم وموجه لها في مجال عملها "تعاني النساء أكثر في مجال خلق المقاولة بسبب النظرة الدونية والصور النمطية حولهن، خاصة إذا اقتحمن مجالاً يعد حكراً على الرجال، كما أنهن مطالبات بالتوفيق بين التزاماتهن الأسرية إذا كن زوجات وأمهات وبين إنجاح مشاريعهن الخاصة، وهو أمر ليس متاحاً دائماً، بل يتطلب إرادة حديدية وصبر وتفاني في العمل، ولكن أهم من كل ذلك يتطلب إيماناً بالمشروع وبالقدرة على إنجاحه"، داعيةً النساء إلى التشبث بحلمهن والسعي إلى تحقيقه، والحفاظ على الروح الإيجابية والبحث عن الحلول مهما استعصت التجربة وكذلك طرق كل الأبواب للبحث عن مصادر التمويل.