'لا سلام بالسلاح والحل يبدأ بالاعتراف بالكرد والحوار مع القائد أوجلان'

خلال مشاركتها كعضوة في هيئة الرئاسة ضمن لقاءات "السلام والمجتمع الديمقراطي"، أكدت الناشطة في حركة المرأة الحرة (TJA) أرزو كهرمان أنها لاحظت لأول مرة مدى إصرار وعزيمة الشعب في جميع مراحل الدعوة، مشددةً على أن الشعب يثق بالقائد أوجلان.

أرجين ديليك أونجل

آمد ـ في إطار السعي لإنهاء سنوات من الصراع والحرب، وجّه القائد عبد الله أوجلان نداءً، بموجبه أعلن حزب العمال الكردستاني إنهاء مرحلة الكفاح المسلح والبدء بالعمل السياسي من خلال إتلاف مجموعة من أعضائه لسلاحهم في 11 تموز/يوليو الماضي.

تم تشكيل لجنة في البرلمان التركي من أجل إجراء التعديلات القانونية اللازمة وإطلاع الرأي العام على مجريات عملية إنهاء الكفاح المسلح لحزب العمال الكردستاني، إلى جانب ذلك، أُطلقت لقاءات "السلام والمجتمع الديمقراطي" بمبادرة من حزب DEM، وحركة المرأة الحرة (TJA)، وحزب DBP، بهدف توضيح مسار العملية.

 

"الحوار والاعتراف بحقيقة الكرد طريق للسلام"

وفي تقييمها للعملية التي تتجه نحو حل القضية الكردية، تحدثت أرزو كهرمان، عضوة هيئة الرئاسة في لقاءات "السلام والمجتمع الديمقراطي" وناشطة في حركة المرأة الحرة (TJA)، عن اللقاءات الشعبية التي أُطلقت في هذا السياق وتطلعات النساء تجاه العملية.

وأشارت أرزو كهرمان إلى أن نداء القائد أوجلان في 27 شباط/فبراير كشف أن الحل الديمقراطي في القرن الحادي والعشرين لا يمكن أن يتحقق عبر السلاح، بل من خلال الحوار والتفاوض، مؤكدةً أنه بحث لسنوات عن طرف يُخاطبه من أجل الحل.

وأضافت أن الدولة التركية والعقليات التي تعاقبت على الحكم أنكرت وجود الشعب الكردي على مدى قرون، وأن سياسات الإنكار هذه كانت السبب في انطلاق الكفاح المسلح لحزب العمال الكردستاني.

وأوضحت أن حزب العمال الكردستاني قام بإحراق وإتلاف عدد من أسلحته استجابة لنداء القائد أوجلان "لقد بات واضحاً أنه يمكن العيش بسلام في إطار أخوة الشعوب، وأن العيش في الفوضى لا يؤدي إلى أي نتيجة، فاليوم بدأت الحرب العالمية الثالثة، وهي حرب تتطور في الشرق الأوسط، وللأسف، نحن الكرد مضطرون لدفع ثمن كل حرب تنشب في المنطقة، فهذا الوضع كشف أيضاً عن مدى أهمية موقع الكرد في الشرق الأوسط".

وبيّنت أنه "من الأسباب التي تمنع القوى المهيمنة والقوى الرأسمالية من ترسيخ وجودها الكامل في الشرق الأوسط هو حقيقة الشعب الكردي وموقفه، فقد بات واضحاً أن الدولة التركية قامت بتحليل هذه الحقيقة، وأدركت أنها لا تستطيع فعل أي شيء بدون الكرد، وأنها لن تصل إلى أي حل بدونهم، وفهمت أن خلاص تركيا يمر عبر الاعتراف بحقيقة الكرد، ومن هنا بدأت من جديد عملية التفاوض".

 

"الشعوب مدعوة لتبني حل القضية وخطوات الدولة تحدد مستقبل العملية"

وأشارت أرزو كهرمان إلى أنه فور صدور النداء، خرجت النساء إلى الميدان، وعقدن اجتماعات في شمال كردستان وتركيا "بدأت بشعار السلام والمجتمع الديمقراطي، منطلقةً من آمد ومقاطعاتها من 17 حتى 22 حزيران/يونيو الماضي، وانتهت في 5 آب/أغسطس الحالي، ومن خلالها تم مناقشة العديد من القضايا، وتم تجاوز بعض المخاوف وأُزيلت علامات الاستفهام التي كانت تدور في ذهن شعبنا الذي قدم اقتراحاته".

وأكدت أنه خلال هذه المرحلة، تجلّى مرة أخرى مدى ارتباط الشعب بالقائد أوجلان، ورؤيتهم له كقائد، ففي كل اجتماع، كانت النساء اللواتي حصلن على فرصة الكلام يقلن "نحن نثق بحركتنا وبالقائد أوجلان، ونتمسك بقراراته"، مضيفةً "لقد مررن بالعديد من مراحل التفاوض، لكن جميعها تم تعطيلها، ومع تعثر هذه العمليات، تزعزعت ثقتهن، مع ذلك قلّن "نحن ندعم العملية بسبب ثقتنا بالقائد أوجلان" ولأول مرة، رأيناهن بهذه الدرجة من العزيمة، وبهذا الوضوح في طرح مطالبهن".

وأوضحت أن "تبني الشعب لهذه العملية يجب أن يُؤخذ بعين الاعتبار من قبل الدولة والحكومة"، مشيرةً إلى أن الشعب، رغم كل الآلام التي عاشها، أظهر تضحية وحسن نية "لكن للأسف، حتى الآن لم تتخذ الدولة أي خطوة ملموسة تُرضي الشعب".

وتابعت حديثها بالقول إنه "على الدولة التركية أن تُحلل هذا الواقع بشكل جيد، ويجب أن تمنح الشعب الثقة في أقرب وقت ممكن، فخلال اللقاءات، عبّر الشعب عن مطالبه، وكان الإفراج عن المعتقلين السياسيين على رأس هذه المطالب، كما أنه يُولي أهمية كبيرة للحرية الجسدية للقائد أوجلان من أجل سير العملية بشكل صحيح، كما أن كل امرأة حصلت على فرصة للحديث تطرقت إلى حق التعليم باللغة الأم، أي أن الشعب يتعامل مع العملية بعزم وإيجابية واعتدال، لكنه يطالب أيضاً بالاستجابة لمطالبه".

وشددت أرزو كهرمان على أن المؤسسات والشعب يسعون لبناء مجتمع ديمقراطي "في المرحلة المقبلة سنقوم بتأسيس مجالس وكومونات شعبية، وسنبني تنظيمنا الذاتي في مواجهة العقليات التي تنكر وجود الكرد، ولن ننتظر من الدولة أن تحمينا، يمكننا حماية أنفسنا بقوانا الذاتية، لن ننتظر في هذه المرحلة، بل سننظم أنفسنا، ونُنشئ آليات اتخاذ القرار الخاصة بنا، وسنعمل على تعزيز النداء الذي أطلقه القائد أوجلان".

 

"يجب على شعوب تركيا أن تتبنى العملية"

وأضافت أرزو كهرمان "هناك واقع قائم يتمثل في اندماج الشعب مع قائده، واليوم، قرارات القائد أوجلان هو قرار الشعب والعكس صحيح، وإن طريقة التعامل معه ذاتها طريقة التعامل مع الشعب الكردي، فهو ليس مجرد فرد في جزيرة إمرالي".

وأشارت إلى "مراسم إتلاف الأسلحة، وأنه على الدولة اتخاذ خطوات إيجابية، وستتبعها تطورات أخرى، لأن ذلك كان تعبيراً عن حسن النية، وكان تبنياً لنداء القائد أوجلان، ومع اتخاذ هذا الكم من الخطوات الإيجابية، يجب أن يتم تبنيها، ليس على الكرد وحدهم، بل يجب على شعوب تركيا أيضاً أن تتبنى هذه العملية، لأن الأزمات المتعددة التي تعيشها تركيا اليوم ناتجة عن عدم حل القضية الكردية".

واختتمت أرزو كهرمان حديثها بالتأكيد على أن الفئة الأكثر نشاطاً في المرحلة الجديدة ستكون الشباب والنساء، "الشعب يتعامل مع العملية بعزم واعتدال وإيجابية، وفي هذه المرحلة الجديدة، لا يمكن للشعوب أن تحقق مكاسب إلا من خلال الوحدة والتنظيم والعمل المشترك، لذلك على الشباب والنساء بشكل خاص أن يتبنوا هذه العملية ويكونوا في طليعة البناء الجديد".