هجمات القوات الإسرائيلية تمحي عائلات بأكملها في غزة

شهد قطاع غزة قصفاً عنيفاً تسبب بمقتل وإصابة عشرات المدنيين في مناطق مختلفة من القطاع، مع استمرار الحصار وانتشار المجاعة وتصعيد القوات الإسرائيلية في استهداف المدنيين العزل.

مركز الأخبار ـ يعيش السكان في قطاع غزة أوضاعاً إنسانية مأساوية مع تصاعد العنف واستمرار القصف والحصار أمام مرأى العالم والمجتمع الدولي وفي خرق للقوانين الدولية والإنسانية.

أعرب المرصد الاورو متوسطي لحقوق الإنسان أمس الاثنين 28نيسان/أبريل، عن قلقه إزاء تصعيد القوات الإسرائيلية الحاد في استهداف المدنيين العزل خلال الأسابيع الأخيرة في قطاع غزة، بما في ذلك محو عائلات بأكملها وقتل النساء والأطفال بمعدلات مروعة، وسط استمرار صمت المجتمع الدولي عن وقف جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ قرابة 19 شهر.

وقال المرصد في بيان له إنه خلال الأيام الأخيرة قتلت القوات الإسرائيلية 345 مدنياً وأصابت 770آخرين، وفق معطيات ميدانية تظهر أن 94% على الأقل من الضحايا هم من المدنيين، حيث تعمدت القوات الإسرائيلية استهداف مراكز الإيواء المؤقتة والبسيطة كالخيام، والمنازل شبه المدمرة بالغارات الأمر الذي يكشف عن سياسة ممنهجة تهدف إلى إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية في صفوف المدنيين.

وأوضح المرصد أن فرقه الميدانية وثقت خلال الأسابيع القليلة الماضية حالات متكررة من محو عائلات بأكملها من الوجود، فضلاً عن استهداف متكرر لأسر بعينها في نمط يعكس المسعى الواضح لإفنائها بالكامل، منوهاً إلى أن حياة المدنيين هي أراوح حقيقية وقصص إنسانية يجري تدميرها عمداً وبمنهجية خارجة عن كل إطار قانوني.

وأكد أن حماية أرواح المدنيين والمساءلة على استهدافها تمثل مسؤولية قانونية وأخلاقية لا يجوز للمجتمع الدولي التهرب منها، مندداً بالصمت الدولي وكأن قتل المدنيين بات واقعاً مقبولاً ضمنياً في النظام الدولي، تمارسه القوات الإسرائيلية علناً دون خشية من عواقب قانونية وأخلاقية.

 ودعا المرصد جميع الدول بتحمل مسؤولياتها القانونية والتحرك العاجل لوقف جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، واتخاذ التدابير الفعلية لحماية المدنيين، وضمان امتثال القوات الإسرائيلية لقواعد القانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية.

 

70 قتيل

وعلى الصعيد الميداني، قتل أكثر من 70 قتيلاً وأصيب 153 أخرين جراء غارات القوات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية، ليرتفع بذلك الحصيلة الإجمالية إلى 52 ألف و314 قتيل، وأكثر من 117 ألف و792 مصاب، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وفقاً للمكتب الإعلامي.

وحذر المكتب من التدهور الكارثي في الأوضاع الصحية نتيجة الحصار الخانق والإغلاق المستمر للمعابر، والذي يحد من وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، في وقت يشهد فيه القطاع تفشياً في حالات سوء التغذية الحاد، خاصة بين الأطفال والرضع.

وأشار إلى أن عدد الحالات التي وصلت إلى المستشفيات والمراكز الطبية نتيجة سوء التغذية الحاد بلغ 65 ألف من أصل  1.1 مليون طفل يعانون من الجوع اليومي، داعياً المجتمع الدولي إلى محاكمة مجرمي الحرب أمام المحاكم الدولية على جرائمهم المتعددة، وفتح المعابر بشكل فوري وعاجل وإدخال المساعدات الإنسانية.

وفي منطقة المواصي غربي خان يونس، قتل أربعة مدنيين بينهم طفلة جراء غارة جوية للقوات الإسرائيلية استهدفت خلالها خيام النازحين، فضلاً عن عشرات المصابين والمفقودين، كما استمر القصف ليشمل مناطق أخرى من خان يونس، وقامت الزوارق الحربية بإطلاق قذائفها تجاه شاطئ بحر خان يونس.

 

تدهور الأوضاع الإنسانية

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، أن هجمات القوات الإسرائيلية المستمرة على غزة أسفرت وفقاً للتقارير عن مقتل العشرات وإلحاق الضرر بالبنية التحتية، مشدداً على ضرورة حماية المدنيين بمن فيهم عمال الإغاثة بموجب القانون الدولي الإنساني.

وأكد أن العمليات الإنسانية لا تزال تعاني من قيود شديدة بسبب العمليات العسكرية المستمرة والمنع المفروض على المساعدات والسلع التجارية، لافتاً إلى أن التقديرات تشير إلى نزوح الآلاف من العائلات استجابة لأمر نزوح آخر أصدرته القوات الإسرائيلية للمناطق الغربية من محافظة غزة قبل أيام.