غزة... سياسة تجويع وحصار مفروض وضحايا نتيجة سوء التغذية
في اليوم الـ 665 من الحرب على قطاع غزة، تتفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق، وسط استمرار سياسة الحصار والتجويع التي أودت بحياة السكان خاصةً الأطفال، لترتفع حصيلة الوفيات الناتجة عن سوء التغذية إلى 157 حالة بينهم 90 طفلاً.

مركز الأخبار ـ في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يشهد القطاع أوضاعاً إنسانية كارثية تتفاقم يوماً بعد أخر، وسط ارتفاع في عدد الضحايا المدنيين وتدمير واسع للبنية التحتية.
أعلن مجمع "ناصر" الطبي أمس الخمس 31 تموز/يوليو، أن طفلاً يدعى أحمد سمير عبد العال يبلغ من العمر ثلاثة سنوات فقد حياته نتيجة سوء التغذية جراء سياسة التجويع والحصار المفروض منذ أشهر على القطاع، مشيراً إلى أن ثلاثة أطفال فقدوا حياتهم خلال يوم واحد نتيجة المجاعة ليرتفع بذلك العدد الإجمالي لوفيات التجويع وسوء التغذية منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 157 بينهم 90 طفل.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن كل المحاولات البائسة لنفي حقيقة المجاعة تعريها أعداد الوافدين إلى أقسام الطوارئ وأعداد الوفيات التي طالما حذرنا من حدوثها.
وفي اليوم الـ 665 من حرب الإبادة الجماعية على غزة، تتواصل الاستهدافات الإسرائيلية لسكان القطاع لا سيما طالبي المساعدات، وقالت مصادر طبية أن عشرة مدنيين قتلوا بنيران القوات الإسرائيلية بينهم أثنان من طالبي المساعدات، كما أصيب العشرات جراء قصف إسرائيلي طال مبنى في حي الرمال غرب القطاع.
وأفاد مركز الميزان لحقوق الإنسان، أن استهداف منتظري المساعدات الإنسانية تصاعد بشكل لافت منذ إعلان القوات الإسرائيلية عن تسهيلات لدخول الإغاثة في 26 تموز/يوليو، لافتاً إلى أن 238 فلسطينياً قتلوا وأصيب 1498 آخرون في الأيام الخمسة الأخيرة وحدها، مقارنة بـ170 قتيلاً و1459 مصاباً في الأيام الخمسة السابقة، ما يشير إلى تصعيد متعمد في استهداف المدنيين أثناء انتظارهم المساعدات.
وكانت مقررة الأمم المتحدة المعنية بمناهضة العنف ضد المرأة ريم السالم قد عبرت عن استيائها من الموقف الدولي تجاه ما يجري في القطاع، مؤكدةً أنها تعمل في المجال الإنساني منذ عشرين يوماً ولم تشهد مثل ما يحدث في القطاع "لم نر في التاريخ الحديث استهدافاً ممنهجاً للمستشفيات، ومراكز النزوح، والمدارس وروضات الأطفال كما يحدث الآن"، معتبرةً أن ما يُسمى بمؤسسة غزة الإنسانية لا تُعد مؤسسة إنسانية، ويجب وقف عملها على الفور.
ومع استمرار الحرب تجاوز عدد ضحايا القصف منذ بدء الحرب في تشرين الأول/أكتوبر 2023 حاجز الـ42 ألف، فيما أصيب أكثر من 97 ألفاً بجروح متفاوتة، وتشير تقارير أممية إلى أن نحو 90% من سكان غزة باتوا نازحين، بعضهم نزحوا أكثر من عشر مرات، وفي ظل هذه الظروف، حذرت منظمات دولية من انهيار كامل للمنظومة الصحية، مؤكدةً أن أوامر الإخلاء المتكررة تهدد حياة الأطفال الخدج والمرضى في وحدات العناية المركزة.