في ظل تدهور أوضاع النساء... أرقام صادمة لبلاغات عن انتهاكات قوات دعم السريع

وسط تصاعد موجات النزوح في مناطق النزاع بسودان، يزداد وضع النساء والفتيات سوءاً بصورة مقلقة، فيما كشفت النيابة العامة عن أرقام صادمة تتعلق بانتهاكات ارتكبتها قوات دعم السريع.

مركز الأخبار ـ كشفت هيئة الأمم المتحدة للمرأة في السودان عن تدهور الوضع الإنساني للنساء والفتيات، فيما أعلنت النيابة العامة أنها تلقت 1365 بلاغاً من نازحي مدينة الفاشر المقيمين في مدينة الدبة بالولاية الشمالية، تتعلق بانتهاكات نُسبت إلى قوات الدعم السريع.
 

 تدهور متسارع في أوضاع النساء والفتيات

أكدت هيئة الأمم المتحدة للمرأة في السودان لقناة القاهرة الأخبارية أن الوضع الإنساني للنساء والفتيات في مناطق النزاع يشهد تدهوراً مأساوياً، مشيرةً إلى تزايد أعداد النازحين التي بلغت 9.9 مليون شخص، تشكل النساء 54% منهم.

وأوضحت الهيئة أن "السيدات والفتيات في مناطق مثل كردفان لم يعد أمامهن سوى تناول العشب وغذاء الحيوانات للبقاء على قيد الحياة، في ظل الحصار ونفاد الإمدادات الغذائية وتوقف الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والخدمية". وأضافت أن "البشائع والانتهاكات تتوسع في المناطق المحاصرة، ما بين المجاعة والعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، بالإضافة إلى عمليات قتل جماعي الموثقة منذ سيطرة الدعم السريع على مدينة الفاشر".

ويواجه العاملين في المجال الإنساني صعوبات حادة للوصول إلى المتضررين، بسبب غياب الممرات الإنسانية واستمرار العمليات العسكرية، الأمر الذي يمنع وصول المساعدات الأساسية لمن هم في أمسّ الحاجة إليها، وكما لفتت الهيئة إلى أن أكثر من 80% من المنشآت الصحية والخدمات المرتبطة بها قد توقفت بالكامل، بما في ذلك مراكز التغذية.

ونوهت إلى أن "نهب آخر مستشفى في الفاشر دفع العديد من النساء إلى الولادة في الشوارع نتيجة غياب الرعاية الطبية، مشيرةً إلى ارتفاع حالات العنف الجنسي والاغتصاب الجماعي، مع غياب أي دعم طبي أو نفسي للناجيات، واستمرار انتشار أمراض مثل الكوليرا".
 

 النيابة العامة تتلقى 1365 بلاغاً من نازحي مدينة الفاشر

من جانب أخر، كشفت النائبة العامة في السودان، انتصار أحمد عبد العال، خلال زيارتها لمخيمات نازحي الفاشر في الدبة في الولاية الشمالية، أن النيابة تلقت 1365 بلاغاً، تشمل هذه البلاغات قضايا اغتصاب، وجرائم قتل، ونهب، وفقدان أموال، إضافة إلى بلاغات مرتبطة بتدمير البنية التحتية في المدينة.

وقالت إنها اطّلعت على الأوضاع الإنسانية وحجم الانتهاكات التي تعرض لها النازحون، واستمعت إلى إفادات عدد منهم، موضحةً أنها تلقت تقريراً مفصلاً حول أعمال لجنة التحقيق والتحري دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وأضافت إلى أن زيارتها "تهدف بالدرجة الأولى إلى تفقد أوضاع النازحين القادمين من الفاشر إلى محلية الدبّة، والاطمئنان على أحوالهم الإنسانية، ومتابعة سير التحريات للتحقيق في انتهاكات قوات الدعم السريع المتمردة"،

وفي 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، سيطرت قوات دعم السريع على الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، وارتكبت انتهاكات ومجازر بحق مدنيين بحسب منظمات محلية ودولية.

وتسيطر قوات الدعم السريع حالياً على الولايات الخمس لإقليم دارفور غرب البلاد، باستثناء أجزاء من شمال دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني، الذي يفرض نفوذه على معظم ولايات البلاد الثلاث عشرة في الجنوب والشمال والشرق والوسط، بما فيها العاصمة الخرطوم.

وتشهد ولايات كردفان الثلاث في الأيام الأخيرة اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أدت إلى نزوح عشرات الآلاف.

وتتفاقم المعاناة الإنسانية في السودان منذ بدء النزاع بين الجيش السوداني وقوات دعم السريع في نيسان/أبريل 2023، والذي أدى إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.