في ظل استمرار الصراعات احتفالات اليوم العالمي للمرأة تغيب عن السويداء
أكدت نساء السويداء عن تضامنهن مع أهالي مدن الساحل السوري الذين تعرضوا للعنف والقتل والمجازر في الآونة الأخيرة من قبل جهاديي هيئة تحرير الشام، وأنهن لن تتراجعن عن مطالبهن.

روشيل جونيور
السويداء ـ لأول مرة منذ عقود غاب ذكرُ ثورة الثامن من آذار عن المشهد السوري، وغاب معه الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في معظم مدن سوريا من بينها السويداء، التي لطالما كانت نسائها في مقدمة الحراك الشعبي، منذ الثورة السورية الكبرى وحتى انتفاضة 2011.
تقول الناشطة في الحراك الشعبي في السويداء وعضوة الهيئة الاجتماعية للعمل الوطني إلهام ريدان، أنها المرة الأولى التي تستقبلن فيه الثامن من آذار دون التذكير بثورة الثامن من آذار، وهي المناسبة التي كان النظام البائد يستخدمها كوسيلة لتهميش يوم نضال المرأة العالمي.
أهداف مجموعة "صبايا الربيع"
وعن مجموعة "صبايا الربيع" التي هي عضوة فيها، تقول "كنا مجموعة من الصديقات من خلفيات مختلفة تجمعنا خصلة وحيدة وهي هويتنا النسائية، منذ عام 2000 بدأنا بتنظيم أمسيات ثقافية، تلخيص كتب، استضافة مختصين، وإحياء يوم المرأة العالمي سنوياً".
وأضافت "مع انطلاق الأزمة السورية عام 2011، اتخذت المجموعة موقفاً واضحاً تجاه النظام البائد، وشاركت في اعتصامات نسوية ومسيرات شموع ووقفات احتجاجية تحت اسم "صبايا الربيع"، ومع مرور الوقت توسع النشاط ليشمل تقديم المساعدات الإغاثية والدعم النفسي وتقديم عروض مسرحية عن الواقع الذي تشهده النساء في ظل الانتهاكات الممارسة ضدهن، وتنظيم أنشطة للأطفال في مراكز الإيواء".
وعن سبب غياب احتفالات اليوم العالمي للمرأة عن مدينة السويداء هذا العام تشير إلى أن فرحتهن لم تكتمل بسبب استمرار الصراعات والانتهاكات بحق مكونات وأطياف سوريا، ولهذا قررت مجموعة "صبايا الربيع" الناشطات في الشأن العام، وهي عضوة فيها، الامتناع عن الاحتفال تضامناً مع أهالي الساحل السوري وتأكيداً على أن النساء في سوريا شريكات في الألم كما في النضال.
وأوضحت "ها هو اليوم الذي حلمنا به أتى، ها هو الثامن من آذار النقي المليء بالمعاني السامية يتصدر التقويم وحده، اليوم الذي تطغى عليه احتفالات ذكرى ثورة الثامن من آذار، سيصبح هذا التاريخ حياً بنا وميتاً معهم".
وتساءلت "لماذا لا نفرح؟ لماذا لا نهلهل ونرقص ونقيم الكرنفالات في الشوارع؟ ببساطة لأن الشوارع اليوم تغرق بالدماء! دم سوري صرف بلا طائفة ولا معتقد ولا مذهب، بلا جنس ولا عمر ولا هوية، هو دم سوري فحسب".
وعن المطالب التي تسعى النساء من خلالها لضمان حقوقهن تقول "تطالب النساء السوريات اليوم بوطن يسوده القانون والمساواة بعيداً عن العنف والقتل حيث لا تجبر الفئة الشابة على الهجرة بسبب المآسي التي يعانونها في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية المتأزمة"، مؤكدة على أنه رغم الظروف القاسية والتحديات التي يواجهونها إلا أن الحراك النسوي سيبقى حاضراً حتى تتحقق العدالة والديمقراطية لكافة السوريات.
وأشارت إلى أنه "في يومنا، يوم المرأة العالمي، لا يهمنا إن قدم لنا الزهور أو العطور، نريد فقط وقف سفك الدماء، نريد بلاداً تحل فيه العدالة، لا مقبرة ولا عصابات، وطناً آمناً موحداً بمكوناته وأطيافه، لا تؤرّقه الحروب ولا يهدّده التقسيم ولا يتحكم فيه الأغراب، وطناً لن تعوزنا فيه اللقمة ولا الدفء ولا النور، وطناً يعيش فيه الجميع بلا تهميش ولا إقصاء، لا انتقام ولا عنف، لا سلاحاً منفلتاً ولا خطاب كراهية ولا تعتيم ولا تزوير، بلاداً تكون فيه الحرية حقاً لا منّة من أحد، نسيجه الإنسانية ولسانه الحق، تغني فيه الأمهات لصغارهن قبل النوم لا تبحثن عن أشلائهم تحت الركام".
وشددت في ختام حديثها على أنهن لن تتراجعن عن مطالبهن وستسعين لإشراكهن في القرارات المتعلقة بمصيرهن".