تصاعد جرائم قتل النساء في إيران خلال شهر واحد
قُتلت خلال تشرين الثاني/نوفمبر الفائت 16 امرأة وأربعة أطفال في إيران، كما أقدمت 12 امرأة على الانتحار لأسباب مجهولة، فيما تم إعدام 8 نساء.
مركز الأخبار ـ تصاعد جرائم قتل النساء في إيران لا يُعد مجرد أزمة اجتماعية، بل هو انعكاس مباشر للبُنى السياسية والقانونية والأمنية للبلاد. فمراجعة ملفات القتل خلال السنوات الأخيرة تكشف أن كثيراً من هذه الجرائم تقع في سياقٍ تُقصى فيه النساء عن الحماية بفعل السياسات الحكومية والقوانين التمييزية وآليات العدالة الجنائية غير الفاعلة.
في ظل هذا الواقع، يتحول قتل النساء من حادثة فردية إلى مؤشر على طبيعة العلاقة بين الدولة والمجتمع؛ علاقة تُجعل فيها أجساد النساء وحياتهن أكثر هشاشةً من أي وقت مضى تحت تأثير السياسات الرسمية.
يرتكز هذا التقرير على البيانات المتاحة وتحليلات الخبراء، ويطرح رؤية تعتبر أن جرائم قتل النساء ليست مجرد انعكاس للعنف الأسري، بل نتاج منظومة متشابكة من القرارات السياسية، والتمييز القانوني، وضعف المؤسسات الداعمة، إضافة إلى المناخ الأمني المسيطر على المجتمع. الهدف من هذا الطرح إبراز حقيقة أن عجز النظام القانوني في إيران عن الوقاية والمتابعة الفعّالة للجرائم ضد النساء، قد تحوّل بحد ذاته إلى جزء من دائرة العنف المستمرة.
تُصدر وكالتنا كل شهر تقريراً عن إحصاءات القتل والانتحار وأسبابه. وبناءً على البيانات التي تم جمعها، فقد قُتل خلال الشهر الماضي 16 امرأة وأربعة أطفال، كما أقدمت 12 امرأة على الانتحار لأسباب غير معلومة، فيما تم إعدام 8 نساء.
في 23 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أنهت فتاة في الخامسة عشرة من عمرها حياتها في مدينة أهرم بوشهر لأسباب ما زالت مجهولة. وفي اليوم التالي، أقدَم شاب في طهران على قتل والدته المسنّة بدعوى خلافات عائلية.
أما 25 من الشهر ذاته، فقد شهد ثلاث حوادث مأساوية؛ إذ أُعدمت محبوبة جلالي، البالغة 38 عاماً من رودسر، في السجن المركزي برشت، كما عُثر على جثة مبينا زارع بعد يومين من اختفائها وقد قُتلت بوحشية على يد خطيبها السابق، فيما أُعدمت نرجس أحمدي في سجن قم.
وقُتلت ليلا عليرمايي، البالغة 40 عاماً وأم لطفلين من سكان مريوان، في 26 من تشرين الأول/أكتوبر، بسبب رفضها الطلاق والزواج من أحد أعضاء الحرس الثوري، وبعد ثلاث أيام، أُعدمت كتایون شمسي في سجن وكيل آباد بمدينة مشهد.
وفي الأول من تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، نُفذ حكم الإعدام بحق میترا زماني في سجن خرم آباد إثر إدانتها بجريمة مشابهة. أما اليوم التالي، فقد شهد جريمة مأساوية حين قُتلت الشابة البالغة من العمر 23 عاماً، میترا جمالي، من سكان داراب في مدينة فارس، على يد زوجها السابق.
وفي الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، أنهت الطبيبة ناديا متقي، البالغة من العمر 36 عاماً والمقيمة في شيراز، حياتها لأسباب ما زالت مجهولة. وفي اليوم نفسه، أقدمت المراهقة ماريا رضائي من ثلاث باوه جاني على الانتحار في ظروف غامضة.
وفي الرابع من الشهر ذاته، فقد نُفذ حكم الإعدام بحق كُبرى رضائي في سجن يزد. وفي اليوم التالي، قُتلت الشابة سوسن تشهار شانبور، البالغة 18 عاماً، على يد شقيقها بذريعة خلافات عائلية، كما أنهت سنور عزيزي من مهاباد حياتها بالانتحار لأسباب غير معلومة، في اليوم الذي تلاه.
وعُثر في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر، في فيلا بلواسان على جثة امرأة تبلغ 55 عاماً بعد عشرين يوماً من اختفائها، حيث تبيّن أنها قُتلت على يد زوج شقيقتها بسبب خلافات مالية. وفي اليوم نفسه، فارق الطفل أمير عباس رونما، البالغ أربع سنوات من سكان رودان بندر عباس، الحياة نتيجة ضرب مبرح أدى إلى نزيف دماغي على يد أفراد أسرته.
وفي الثامن من الشهر ذاته، نُفذ حكم الإعدام بحق زهرا مير غفاري، البالغة 43 عاماً من أهالي هشترود، في السجن المركزي بتبريز. وفي اليوم ذاته، ارتكب شاب من قرية ريحان آباد التابعة لأورمية جريمة مروعة حين قتل والدته فرحناز إيماني وشقيقته ثَنا سيادتيان ووالدة زوجته بذريعة خلافات عائلية، وفي اليوم التالي، قُتل طفل في الثانية من عمره في طهران.
وفي 11 تشرين الثاني/نوفمبر، قُتلت سميّة كرد ذات الـ 32 عاماً أم لأربعة أطفال من سكان زاهدان، على يد زوجها في ظروف غامضة. وفي اليوم التالي، لقيت امرأة من بيرجند مصرعها على يد زوجها بذريعة خلافات عائلية.
وفي 14 من الشهر ذاته، ارتُكبت جريمة مروعة حين قُتلت سارا شمشادي من قرية خوشكنوودان في فومن أمام طفلها الصغير، على يد والدة زوجها بذريعة خلافات عائلية. وفي اليوم التالي، أنهت شادي رحيمي، شابة من سكان بيجار، حياتها لأسباب غير معلومة.
وشهد الـ 16 من تشرين الثاني/نوفمبر عدة أحداث مأساوية؛ إذ قُتلت مريم تقوي البالغة 16 عاماً من سكان عجبشير على يد زوجها بذريعة خلافات عائلية. ونفذ حكم الإعدام بحق شوكت ويسي في سجن دامغان. كما فقد الطفل بيدرام باركي، البالغ ست سنوات من مهرستان، حياته إثر إطلاق نار من قبل مسلحين. وفي مهاباد، أقدم زوج على قتل زوجته نمام فرنوش بسبب طلبها الطلاق. كذلك أقدمت فاطمة كمالي، طالبة ماجستير في الكيمياء المعدنية بجامعة شيراز، على الانتحار داخل سكن الجامعة. وفي آبدانان، أنهت الشابة سبيده فرخشاهي حياتها في ظروف غامضة.
وأقدمت المراهقة ستايش باغباني من سكان طالش على الانتحار في ظروف غامضة، في 17 تشرين الثاني/نوفمبر، فيما نُفذ حكم الإعدام بحق قمري عباس زاده البالغة 29 عاماً في السجن المركزي بساري. وفي اليوم نفسه، أنهت صبا فايق، طالبة مسرح العرائس بجامعة الفنون في طهران، حياتها لأسباب غير معلومة. أما في اليوم التالي، فقد قُتلت شابة من سكان طهران على يد زوجها بذريعة "قضايا الشرف"، كما شهدت سراوان جريمة أخرى حين أقدم زوج شقيقة مهسا زاهدي، البالغة 19 عاماً، على قتلها في ظروف غامضة.
وفي 19 من الشهر ذاته، أقدمت رسمية دستاور، البالغة 75 عاماً من قرية سرتانغ التابعة لمدينة بدره في إيلام، على الانتحار بسبب الفقر وظروف الحياة القاسية. وفي اليوم نفسه، أنهت الشابة هيوا جهانجيري من سكان سلماس حياتها في ظروف غامضة.
كما أقدمت أسماء كريمدادزهي، البالغة 18 عاماً من قرية جشمه زيارت في زاهدان في 20 تشرين الثاني/نوفمبر، على الانتحار لأسباب مجهولة. وفي اليوم التالي، قُتلت الشابة نسا راستكو، البالغة 18 عاماً من سكان أورمية، على يد زوجها بذريعة خلافات عائلية.