في يومهم العالمي... الصحفيين/ات في مرمى الحروب والنزاعات
تعتبر التغطية الإعلامية في مناطق النزاعات والصراعات المسلحة، من أخطر وأهم التغطيات التي تضع الصحفيين/ات أمام تحديات مهنية وأمنية كبيرة خاصة في السنوات الأخيرة، تتعلق بعضها بصعوبة الحصول على المعلومات وتناقضها، وحرية التغطية، والافتقار لوسائل الحماية.
مركز الأخبار ـ ازدادت الضغوط السياسية على الصحافة في جميع أنحاء العالم، في ظل ارتفاع عدد الصحفيين/ات ضحايا الحروب والنزاعات، وبالرغم من ذلك لا يزال الآلاف يسعون وراء الحقيقة للكشف عنها وإيصال صوت المجتمع والمطالبة بحقوقهم.
يصادف اليوم الجمعة الثالث من أيار/مايو اليوم العالمي لحرية الصحافة، يحيي العالم أجمع هذه المناسبة تكريساً للمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، ولتعزيز حماية وسائل الإعلام، وتكريماً للصحفيين الذين فقدوا حياتهم خلال ممارستهم للمهنة.
وفي ظل التطورات على الساحة السياسية والعسكرية، يعيش المئات من الصحفيين في المنفى بعيداً عن بلدانهم حيث يتعرضون هناك لحملات قمعية كما هو الحال في روسيا، أفغانستان وإيران وتركيا وإثيوبيا وميانمار وتونس وليبيا كذلك، حتى أنهم يواجهون أحكاماً وتهديدات بالقتل ومضايقات، سواء في الواقع الحقيقي أو الافتراضي، حتى أن البعض منهم لم يعد يستطيعون مزاولة مهامهم الصحفية بحرية.
وقد حذرت منظمة "مراسلون بلا حدود"، في تصنيفها لحرية الصحافة لعام 2024 الذي نشر اليوم الجمعة 3 أيار/مايو، من أن ظروف ممارسة مهنة الصحافة سيئة في ثلاث أرباع دول العالم.
ونددت المنظمة بـ "غياب واضح للإرادة السياسية من جانب المجتمع الدولي لإنفاذ المبادئ المتعلقة بحماية الصحفيين"، مشيرةً إلى أنها لاحظت "تدهوراً مقلقاً في دعم واحترام استقلالية وسائل الإعلام" في حين أن "عام 2024 هو أكبر عام انتخابي في التاريخ على صعيد العالم"، فنصف سكان العالم تقريباً معنيون باستحقاق انتخابي من الهند إلى الولايات المتحدة مروراً بانتخابات أوروبية.
وبحسب التقرير فقد بقيت النرويج متربعة على صدارة التصنيف الثاني والعشرين لحرية الصحافة في حين تحتل إريتريا المركز الأخير (180) لتحل محل كوريا الشمالية التي كانت في هذه المرتبة في العامين السابقين.
ولفت التقرير إلى أن "الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من 100 صحفي فلسطيني، علماً أن 22 منهم على الأقل لقوا حتفهم بإطار قيامهم بعملهم"، فيما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الخميس، مقتل 141 صحفياً وإعلامياً.
بحسب التقرير الذي يقيم المناخ الصحفي في 180 دولة ومنطقة، فقد تقرر أن الوضع في 31 دولة خطير للغاية بالنسبة للصحفيين وفي 42 دولة صعب، وفي 55 دولة تعتبر إشكالية، وفي 52 دولة جيدة أو مرضية، والتي بموجبها احتلت النرويج المرتبة الأولى للسنة السابعة على التوالي، ولكن على عكس المعتاد، احتلت دولة غير إسكندنافية المرتبة الثانية، وهي جمهورية إيرلندا، التي صعدت أربعة مراكز فوق الدنمارك، وفي أسفل قائمة الدول الأكثر حرية في العالم من حيث النشاط الإعلامي، جاءت الصين في المركز 175، وميانمار 176، وتركمانستان 177، وإيران 178، وإريتريا 179، وكوريا الشمالية في المركز 180.
كما احتلت الدول الآسيوية المراكز الأخيرة في قائمة حرية الصحافة، وكادت فيتنام أن تصل إلى أعلى مستوى في قمع الصحفيين حيث احتلت المرتبة 178، وتحتل الصين المرتبة 179 بتراجع أربع خطوات، وكوريا الشمالية في المرتبة الأخيرة.
ولا تزال سوريا تحتل المرتبة 175 كواحدة من أخطر البلدان في العالم بالنسبة للصحفيين الذين يجدون أنفسهم عالقين في تبادل إطلاق النار بين قوتين عسكريتين، ولا يزال هذا البلد يضم أكبر عدد من الصحفيين المحتجزين كرهائن.
وفقد 47 صحافياً حياتهم حول العالم خلال العام الماضي، في غضون ذلك تم إدراج أوكرانيا في قائمة أخطر دول العالم بالنسبة للصحفيين، حيث قُتل 10 صحفيين حتى الآن بسبب الهجوم الروسي.
كما صدر خلال العامين الماضيين 14 تعليماً بشأن الأنشطة الإعلامية في أفغانستان من قبل حركة طالبان، معظمها في عام 2023، وكانت هذه التوجيهات التقييدية موجودة في قطاعات واسعة من وسائل الإعلام، بما في ذلك منع النساء من العمل في الإذاعة والتلفزيون الوطني، وحظر التغطية الإخبارية للمظاهرات والاحتجاجات المدنية، وفرض قيود على كيفية إعداد ونشر الأخبار وإعداد التقارير وإنتاج المحتوى، وحظر نشر الموسيقى، إضافة لإجبار النساء على تغطية وجوههن، ومنعهن من الظهور في البرامج التي تحمل أسماء وبرامج ترفيهية إعلامية، والفصل بين وجود النساء والرجال في وسائل الإعلام، وإجراء مقابلات مع النساء والرجال.
ومن ناحية أخرى فإن قتل 107 إعلامياً/ـة هي إحصائية قدمتها مصادر فلسطينية خلال حرب غزة، وقد ذكرت لجنة حماية الصحفيين (CPJ) أن 77 شخصاً قتلوا في تقريرها الأخير، وبحسب آخر إحصائيات هذه اللجنة، فإن 70 من الصحفيين/ات القتلى فلسطينيون، 4 إسرائيليون و3 لبنانيون، وبحسب هذه اللجنة منذ بداية الحرب على غزة أصيب 16 صحفياً، وفقد 3، واعتقل 21 آخرون، ويعد عدد الصحفيين الذين قتلوا في حرب غزة رقماً كبيراً مقارنة بالحروب الأخرى الأكبر مثل الحرب العالمية الثانية.
وحصلت دول مثل النرويج وإيرلندا وهولندا على المراكز من الأول إلى الثالثة في قائمة أفضل الدول من حيث حرية الإعلام، بينما اعتبرت كوريا الشمالية والصين وفيتنام أسوأ الدول في من حيث حرية الإعلام، على التوالي، والتي شهدت مؤخراً أحداثاً سياسية خطيرة، فهي من بين الدول التي تعاني من أسوأ أوضاع لحرية الإعلام.
وسواءً كان الأمر يتعلق بالقمع من قبل الحكام المستبدين أو يد المسلحين، فإن حرية نقل الأخبار في الشرق الأوسط أصبحت مقيدة بشدة أكثر مما كانت عليه في السنوات السابقة، وتصنف حرية الصحافة في أكثر من نصف دول الشرق الأوسط على أنها خطيرة للغاية.
وطالب الاتحاد الأوروبي بحماية الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام بمناطق النزاعات المسلحة وفقاً للقانون الإنساني الدولي، معرباً عن أسفه للزيادة "الهائلة" في عدد ضحايا الحروب من الصحفيين، مؤكداً على أنه "في عام 2024، ومع إجراء انتخابات في أكثر من 60 دولة حول العالم، أصبح عمل الصحفيين أكثر أهمية من أي وقت مضى".
وأشار إلى أن عدد كبير جداً من الصحفيين فقدوا حياتهم في الأشهر الأخيرة بينما كانوا ينقلون الأخبار من غزة، كما أن الصحفيون معرضون للخطر أثناء تغطيتهم الحرب الروسية الأوكرانية والصراعات في ميانمار والسودان وأماكن أخرى.