في حصيلة أولية لمجزرة الشجاعية... أكثر من 70 قتيلاً وعشرات المصابين

شهد حي الشجاعية شرق قطاع غزة قصفاً عنيفاً من القوات الإسرائيلية، مما أدى إلى وقوع عشرات الضحايا بين قتيل ومصاب معظمهم من النساء والأطفال، والذي يعكس تصعيداً خطيراً وسط استمرار العمليات العسكرية.

غزة ـ تأتي الهجمات التي تشنها القوات الإسرائيلية على قطاع غزة، في ظل الظروف الإنسانية الصعبة والحصار المستمر الذي يعيق جهود الإنقاذ، ووسط الدمار الواسع ومعاناة إنسانية متفاقمة.

في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الانتهاكات التي ترتكبها القوات الإسرائيلية بحق المدنيين، شنّت طائرات القوات الإسرائيلية ظهر اليوم الأربعاء التاسع من نيسان/أبريل سلسلة غارات عنيفة على حي الشجاعية شرق مدينة غزة، مستهدفة مربعاً سكنياً مأهولاً ما أدى إلى مقتل أكتر من 70 شخصاً معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن عشرات المصابين، فيما لا تزال عمليات البحث عن مفقودين تحت الأنقاض متواصلة.

وأعلن الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، أن طواقم الإنقاذ تواجه عوائق كبيرة في الوصول إلى موقع القصف بسبب ضيق الطرقات ونقص الإمكانات، مؤكّداً أن الحاجة إلى معدات ثقيلة باتت ملحة للوصول إلى الضحايا والعالقين، كما رجّح ارتفاع عدد القتلى إلى نحو خمسين، نظراً لوجود عائلات كاملة كانت داخل منازلها لحظة الاستهداف.

وخلف الهجوم دماراً واسع النطاق حيث انهارت بنايات متعددة الطوابق فوق رؤوس ساكنيها فيما تصاعدت أعمدة الدخان من بين الركام، وهرع الأهالي نحو موقع القصف وسط حالة من الهلع، وتعالت صرخات المصابين والمكلومين، في مشهد يعكس عمق المأساة التي يعيشها سكان الحي.

وقال فريق الدفاع المدني، إن الحصار المستمر المفروض على قطاع غزة، إلى جانب تدمير عدد كبير من آليات الطوارئ يعيقان بشدة سرعة الاستجابة، مضيفاَ أن الأوضاع الكارثية داخل القطاع تستدعي تحركاً عاجلاً من الجهات الدولية محمّلاً القوات الإسرائيلية مسؤولية هذه الجريمة المروعة.

وفي محيط المكان المستهدف، حاولت فرق الإسعاف تقديم العون للمصابين رغم شُح التجهيزات، فيما بقي عدد من المصابين دون علاج بسبب الاكتظاظ الحاد في المستشفيات، والتي باتت عاجزة عن استيعاب المزيد من الحالات.

ويواصل المدنيون بأيدٍ خاوية وقلوب يعتصرها الألم إزالة الركام بحثاً عن ناجين، في وقت يخيّم فيه الحزن على الحي المنكوب، وبين الركام تُسمع أصوات الاستغاثة بينما يزداد التوتر مع كل دقيقة تمرّ دون إنقاذ من بقي حياً تحت الخراب.

وتعكس المجزرة التي وقعت استمرار حرب الإبادة الجماعية ضد سكان القطاع، في ظل غياب أي مساءلة دولية حقيقية، وغياب إجراءات توقف هذه الاعتداءات التي لم تترك بيتاً إلا وتركته مكلوماً.