في اليوم العالمي للسلام... "نداء القائد أوجلان يلهم نضالنا لنبني السلام"

أكدت نساء مدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا أن السلام ليس مجرد شعار يرفع أو يوم يحتفى به، بل هو ضرورة ملحة تحتاج إلى إرادة جماعية ونضال مستمر.

شيرين محمد

قامشلو ـ ترتفع من مدينة قامشلو أصوات نسائية لا تحتفل بالشعارات، بل تنادي بالسلام من قلب الألم. في منطقة أنهكتها الحروب وتجاهلتها السياسات الدولية، تخرج النساء من الظل إلى الضوء، حاملات راية الكرامة والمقاومة، ومطالبات بسلام لا يُفرض من فوق، بل يُبنى من الأرض من خلال التنظيم والنضال المستمر.

يصادف الأول من أيلول/سبتمبر اليوم العالمي للسلام، وبالتزامن مع هذا اليوم توجه نساء مدينة قامشلو في إقليم شمال وشرق سوريا نداءً إلى العالم أجمع، مطالبات بوقفة حقيقية من أجل تحقيق سلام عادل وشامل، ورغم ما يعشنه من واقع مليء بالتحديات والصراعات التي تحرم مناطقهن من الأمان والاستقرار، فإن حلمهن بالسلام والديمقراطية لا يزال يضيء في الأفق، وهنّ يواصلن المسير نحوه بتنظيمهن ونضالهن المستمر.

وتستلهم النساء من دعوة القائد عبد الله أوجلان للسلام والديمقراطية، والتي طالما نادى لإنهاء الحروب وبناء مستقبل قائم على التفاهم والاحترام المتبادل بين الشعوب.

 

"صوت النساء هو صوت السلام"

نساء مدينة قامشلو عبّرن عن مواقفهن حيث قالت فصلة موسى العضوة في حركة "أمهات السلام"، أنه على المجتمع الدولي الإصغاء للأصوات المطالبة بالسلام "لأكثر من أربعين عاماً ونحن نرفع هذا النداء، لكن لا أحد يستجيب. اليوم، باتت الحرب تطال كل زاوية من هذا العالم، حيثما نظرنا نجد القتل والدمار، بينما يغض العالم بصره عن معاناتنا".

وأضافت "القائد عبد الله أوجلان، الذي يدعو منذ عقود للسلام والديمقراطية، يقبع في سجن إيمرالي منذ 26 عاماً، لأن أفكاره تتعارض مع مصالح الدول المهيمنة التي تعيش على حساب دماء الشعوب. آن الأوان أن تُصغي الشعوب التواقة للحرية إلى نداءه، وأن تمد يدها لبناء مستقبل يسوده السلام".

وأكدت أنه "نحن أمهات، وأخوات، وزوجات الشهداء، نطالب بالسلام والعدالة. لقد ضحينا بأغلى ما نملك كي نحيا بكرامة، لا لنُحرم من الحياة أيضاً. لا نريد أن يُقتل أي شعب أو يُهجّر، بل نريد السلام للجميع، نريد أن تعيش الأمهات وأطفالهن بأمان، بعيداً عن الدماء، ويجب أن ننتفض جميعاً في وجه المخططات التي تسعى لإغراق العالم في الحروب والدماء. فصوت النساء هو صوت الحياة، وصوت السلام، ويجب أن يُسمع".

 

"الدول التي أعلنت السلام هي ذاتها التي تشعل الحروب"

وبدورها أكدت وضحى وانكي أن "القائد عبد الله أوجلان لطالما دعا إلى السلام والديمقراطية، لكن هذه الدعوات تُقابل بالتجاهل والانتهاك المتكرر من قبل الدول الرأسمالية، وعلى رأسها تركيا"، قائلة "من المؤسف أن الدول التي أعلنت الأول من أيلول يوماً عالمياً للسلام، هي ذاتها التي تشعل الحروب والدمار خدمةً لمصالحها، رغم قدرتها على وقف النزاعات حول العالم".

وأوضحت أنه "في غزة يموت الأطفال جوعاً، وفي سوريا تُقتل النساء على يد الجهاديين، وفي أوكرانيا وروسيا تشتعل الحروب التي تحرق الأرض وتسلب الحياة وتغتصب النساء أمام أنظار العالم، دون أي تحرك فعلي. فأين هو السلام الذي يتغنون به ويحتفلون بيومه؟".

وأكدت أن شعوب إقليم شمال وشرق سوريا "وقفت في وجه أخطر التنظيمات الإرهابية، وحققت انتصارات على أرض كوباني، دفاعاً عن الإنسانية جمعاء. ومع ذلك، لا يُعترف بتضحياتنا، ولا يُحاسب من ارتكب المجازر بحق أهلنا. نحن شعب يؤمن بالسلام، ونحمي أرضنا من كل تهديد، ولو لم نكن نؤمن بالسلام، لما واجهنا الإرهاب بكل شجاعة".

"نطالب بحقوقنا والعيش بسلام" هكذا اختتمت وضحى وانكي حديثها قائلةً "نعيش معاً على أرض واحدة، بمختلف مكوناتنا، ونعمل لإنجاح مشروع الأمة الديمقراطية. آن الأوان أن يسمع العالم صوتنا، ويرى واقعنا، ويقف معنا لإعادة السلام إلى منطقتنا والعالم، ولتحرير القائد عبدالله أوجلان".