عضوة TAJÊ: صوت المرأة الإيزيدية يرتفع في معركة مناهضة العنف
ترى عضوة حركة "TAJÊ" ولات جانو أن المرأة الإيزيدية، رغم ما تعرضت له من اضطهاد وقتل، استطاعت عبر التنظيم والفكر التحرري أن تنهض وتبني وسائل الحماية الذاتية. وترى أن الحل لمواجهة العنف يكمن في التنظيم والدفاع عن الذات.
فراشين مرفان
شنكال ـ نظّمت حركة حرية المرأة الإيزيدية (TAJÊ) سلسلة من الندوات التي تناولت أهمية اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، ودور النساء في مواجهة العنف. وقد خُصص عدد منها للرجال بهدف تعزيز الوعي المجتمعي المشترك.
تناولت الندوات التي نظمتها حركة TAJÊ"" في إطار اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، موضوعات متعددة مثل الجنولوجيا (علم المرأة)، أهمية الدفاع عن الذات، التنظيم، التعليم، وغيرها من القضايا الحيوية. كما أقامت الحركة ندواتها ضمن إطار حملتها التي انطلقت في الثلاثين من تشرين الأول/أكتوبر الماضي تحت شعار "لا تقتل نفسك، كل انتحار إبادة"، مؤكدةً أن هذه الجهود تأتي لتعزيز ثقافة المقاومة وحماية النساء من مختلف أشكال العنف.
المرأة الإيزيدية تبني ثقافة المقاومة
وبمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، تحدثت عضوة حركة حرية المرأة الإيزيدية ولات جانو عن أهمية هذه المناسبة ودلالاتها. واستهلت حديثها باستذكار الأخوات "ميرابال"، اللواتي جسّدن بإصرارهن وإرادتهن رمزاً عالمياً للنضال النسوي "في مواجهة العنف ضد المرأة وانتهاك حقوقها، أصبح هذا اليوم يوماً بارزاً في مسيرة نضال النساء. وكنساء إيزيديات ما زلنا حتى اليوم نواجه أشكالاً متعددة من العنف، سواء كان جسدياً أو فكرياً".
وأوضحت أن العقلية السلطوية للدولة فرضت شكلاً خاصاً من القمع على النساء الإيزيديات، مؤكدةً أن هذا الواقع يفرض على المرأة الإيزيدية أن تعمل يومياً على تثقيف نفسها وبناء وسائل حماية ذاتية "كحركة حرية المرأة الإيزيدية، نؤكد أن على المرأة أن تواصل تثقيف ذاتها، وأن تكتسب المعرفة وتبني أدوات الدفاع عن نفسها. ففي الماضي لم تكن قادرة على الخروج من المنزل أو التقدم بنفسها، وكانت تتعرض للعنف الجسدي والفكري، إضافة إلى الفرمانات التي استهدفت المجتمع الإيزيدي بأسره، والتي شكّلت في جوهرها إبادة موجّهة بشكل خاص ضد النساء".
وأضافت "مع وصول أفكار ورؤى القائد أوجلان إلى مجتمعنا، اكتسبت النساء الإيزيديات وعياً جديداً، واستلهمن إرث الأخوات ميرابال، فبنَين حالة من اليقظة والتنظيم. ومن خلال هذا الفكر تعلّمت المرأة الإيزيدية أسس التنظيم والنضال، وأصبحت قادرة اليوم على النهوض بنفسها ومواجهة مختلف أشكال العنف بقوتها الذاتية ".
وأكدت ولات جانو في حديثها على أهمية الحماية الذاتية بالنسبة للإيزيديات "اليوم، وبفضل وحدات المرأة في شنكال، أصبحت الإيزيديات قادرات على الدفاع عن أنفسهن ومجتمعهن، وهذا بالنسبة لنا مصدر فخر كبير. فقد عانينّ عبر التاريخ من الاضطهاد والقتل وغياب الحماية، لكن بفضل تضحيات الشهيدات ونضال المقاومات، بات لدينا اليوم القدرة على حماية أنفسنا".
وأفادت "خلال الفرمانات تعرّضت آلاف الإيزيديات للتهجير والقتل، وما زالت الكثيرات في قبضة داعش، لكننا اليوم من خلال التنظيم والنضال نردّ على تلك المآسي. وبفضل هذا التنظيم، تمكنت العديد من فتياتنا من نيل حريتهن، وهو إنجاز يعكس قوة المرأة الإيزيدية وإصرارها على الحياة".
"المرأة الإيزيدية تزداد قوة عبر التنظيم"
وأشارت ولات جانو إلى أهداف وأهمية حملة "لا تقتل نفسك، كل انتحار إبادة" التي أُطلقت لمواجهة ظاهرة الانتحار، موضحةً أن المجتمع شهد ارتفاعاً في معدلات العنف والانتحار نتيجة الهجمات والحروب الخاصة "أطلقنا هذه الحملة لمواجهة هذه الظواهر، وفي الوقت نفسه تقع مسؤولية كبيرة على عاتق الأمهات والآباء، إذ ينبغي أن يركزوا على تثقيف أطفالهم وعدم تزويجهم في سن مبكرة، لأن ذلك يفتح الباب أمام مشكلات اجتماعية خطيرة".
وأردفت "أوجه نداءً إلى النساء الإيزيديات، لا تلجأن إلى الانتحار، بل واجهن كل أشكال العنف، وابنين وسائل الحماية الذاتية. فالحل لا يكمن في إنهاء الحياة، بل في التنظيم والدفاع عن الذات".
وأوضحت في حديثها ضرورة الاستخدام الواعي والفعّال للإعلام الرقمي، مشيرةً إلى أن الجهات المعادية تستغل هذا المجال لشنّ حرب خاصة تستهدف النساء والرجال على حد سواء "بالعقلية الذكورية السلطوية تُشنّ هجمات غير مرئية على النساء. حتى في المجال الثقافي لم يُترك شيء دون استهداف، خاصة في مجتمعنا الإيزيدي حيث تُمارس هذه السياسات بشكل مكثف. اليوم لم يعد النظام قادراً على القضاء علينا عبر الفرمانات، لكنه يحاول من خلال أساليب ناعمة أن يدمّر ثقافتنا وديننا، كل ذلك يتم عبر الحرب الخاصة التي تهدف إلى محو هويتنا".
وشددت ولات جانو على أهمية التربية الأسرية في حماية الأطفال، موضحةً أن القيود وحدها لا تكفي، بل يجب أن تقدّم العائلة تربية سليمة لأبنائها "من الضروري أن تتحمل الأسرة مسؤوليتها في تثقيف الأطفال وتوعيتهم، لأن مشاهدة بعض المسلسلات المترجمة منها التركية تؤثر سلباً عليهم، إذ تزرع في ذاكرتهم صوراً غير صحية وتدفعهم أحياناً إلى تقليد مشاهد الانتحار التي تتضمنها تلك الأعمال ".
وأوضحت ولات جانو أنه كان يُنظر إلى المرأة في السابق على أنها مجرد ربة منزل ومسؤولة عن الأطفال وتربيتهم، لكن بعد التعرف على أفكار القائد عبد الله أوجلان، بدأت النساء بتنظيم أنفسهن وتثقيف ذواتهن "ندائي إلى جميع النساء الإيزيديات أن ينهضن، ويعملن على تثقيف أنفسهن وتنظيم صفوفهن، ليتمكّن من مواجهة كل أشكال العنف ضد المرأة والمجتمع. يجب أن تدرك المرأة الإيزيدية أنها تزداد قوة مع مرور الزمن".