دور الإعلام في تعزيز الحراك النسوي في مسار السلام بالسودان

أكدت مشاركات في جلسة حوارية حول الإعلام والحراك النسوي، على أن للإعلام دور كبير في عكس واقع النساء على مستوى العالم والسودان خصوصاً، مشددات على أهمية الوصول إلى كافة النساء من بينها مراكز الإيواء ومعسكرات النزوح.

مركز الأخبار ـ عقدت جلسة حوارية من قبل مركز "الألق" للخدمات الصحفية، تحت عنوان "دور الإعلام في تعزيز الحراك النسوي في مسار السلام في السودان" بمشاركة مجموعة من الصحفيات والإعلاميات والناشطات في مجال حقوق المرأة والإنسان من دول عدة من بينهن مراسلات وكالتنا.

تخللت الجلسة التي عقدت أمس الأربعاء 27 تشرين الثاني/نوفمبر، ثلاثة محاور، تطرق الأول إلى المسح الميداني الذي عمل عليه مركز الألق للخدمات الصحفية، بينما تطرق المحور الثاني إلى التحديات التي تواجه المبادرات، والثالث كان حول المبادرات النسائية التي تعمل على النهوض بالنساء في ظل النزاع الذي يشهده السودان.

وعرضت الناشطة النسوية ورئيسة مركز "الألق" صباح محمد آدم، نتائج المسح الذي قام به المركز حول اتجاهات مؤسسات صحفية ومواقع إخبارية حول تغطية قضايا النساء وتغطية حدث مثل مؤتمر كمبالا والإعلان الصادر منه، الذي ركز على إحلال السلام في إطار حكومة مدنية مع ضرورة مشاركة النساء الفاعلة.

وكان قد شارك في إعلان كمبالا حوالي 400 امرأة اللاتي طالبن بدور مهم في قرارات السلام وحماية النساء وعدم الإفلات من العقاب، ونادى الإعلان بضرورة توسيع مشاركة النساء بنسبة 50% في جميع عمليات السلام، بمشاركة ناجيات ونازحات.

وخلص المسح إلى أن غالبية المؤسسات الصحفية تفتقد إلى التنوع والمساواة الجندرية في إداراتها حيث وجد أن من الهياكل الإدارية لتلك المؤسسات تمثل فيها النساء نسبة ضئيلة جداً لا تتجاوز الـ 1%، أي أن 2 فقط من الصحفيات تترأسن إدارة التحرير من أصل 17 مؤسسة إعلامية، مشيراً إلى أن المؤسسات لديها سياسة خاصة بالنوع الاجتماعي وبعضها لديها صفحات أو برامج إذاعية أو تلفزيونية خاصة بالنساء.

وبحسب المسح فهناك مؤسسات أكدت على عدم انتهاك خصوصية ضحايا الاعتداءات الجنسية والاغتصاب، وبعضها أكد اهتمامه بقضايا النساء من خلال شراكات مع منظمات نسوية، وهناك من أكدت اهتمامها بقضايا النساء بشكل عام، فيما ربطت بعض المؤسسات قضايا النساء والأطفال معاً ووصفهما بالفئات المهمشة.

ووفقاً للمسح فإن أغلب المؤسسات الصحفية مصادرها رجال، وأرجع السبب في ذلك إلى قلة عدد النساء اللواتي تتخذن مكانهن في مواقع صنع القرار، ونوه إلى أن بعض التقارير الصحفية لم تهتم بالمبادرات النسائية والعمل النسوي من أجل وقف النزاع، ولم يتم الإشارة إلى جهود النساء في مجال العمل الطوعي والحقوقي وغرف الطوارئ، فعلى سبيل المثال، لم تتطرق أي من الوسائل الإعلامية إلى الاجتماع الذي جمع عدد من النساء السودانيات لدعم جهود النساء من أجل السلام الذي تم في العاصمة المصرية القاهرة في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر عام 2023.

وقد أحيت المشاركات الجهود المبذولة من قبل النسويات والناشطات والجمعيات النسوية المعنية، في سبيل القضاء على العنف ضد النساء في ظل ما تشهده دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حروب ونزاعات زادت من شدتها وفاقمت من معاناتهن، وركزن على كيفية تسليط الإعلام الضوء على قضايا النساء.

ولفتت المشاركات في الجلسة الحوارية إلى أن النساء في السودان تخشين البوح بما تتعرضن له، حتى أنهن ترفضن إجراء المقابلات الصحفية معهن، ولكن رغم ذلك تسعين بكل ما أوتين من جهد إلى تسليط الضوء على واقع وقضايا السودانيات اللواتي تدفعن الثمن الأكبر للنزاع الدائر في البلاد منذ أكثر من عام.

وأكدن على أنه هناك تعتيم لقضايا النساء، وشددن على ضرورة إشراك المرأة في جهود إحلال السلام في البلاد وبناء مجتمع يساوي بين الجنسين، داعيات إلى اللجوء لإعلام خاص لتناول قضايا النساء وما تتعرضن له، لما له دور كبير في تغيير المجتمع، والبحث عن آليات وتطوير جبهة إعلامية بإمكانها الضغط لإنهاء وقف نزيف الدم فوراً.

وشددن على أهمية المشاركة في حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة التي تبدأ في اليوم الخامس والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، وتستمر حتى العاشر من كانون الأول/ديسمبر، وإبراز عمل ونشاطات المؤسسات النسوية العاملة على توعية النساء والنهوض بهن.

ودعت المشاركات إلى ضرورة تعزيز ورفع مهارات النساء الإعلامية وتدريبهن على إدارة صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والتدريب على التوثيق والتدوين، واستخدام الإعلام لرصد وتوثيق الانتهاكات بشكل دوري للقضايا التي لا تجد طريقها إلى المحاكم وعدم الاكتفاء باستخدامها لأغراض الضغط أو التوثيق فقط، وإنما استخدامها لمحاسبة مرتكبي تلك الانتهاكات أمام المحاكم المحلية أو الدولية.

وأكدن على أهمية مخاطبة الشخصيات المؤثرة من النساء في وسائل التواصل الاجتماعي، بضرورة تحسين محتواهم وتوظيف دورهم في تقديم محتوى يخدم ويدعم دور النساء في السلام، وتنشيط المنتديات والمنابر النسائية واستصحاب النساء من قادة الرأي والنخب الثقافية والاكاديميات والباحثات للخروج بأفكار عملية وابتكارية وإبداعية تربط المجتمع المدني النسوي وتوحد الجهود لخدمة السلام تحقيقاً لتكامل الأدوار.

ولفتن إلى أهمية إيجاد وسيلة لتطوير المكاتب الإعلامية في الأجسام النسوية لزيادة قدرتها على عكس القضايا النسوية بصورة أكثر وضوحاً وفاعلية، وضرورة العمل بها على أرض الواقع، ليكون الإعلام والصحافة الميزان الذي تجد فيه النساء ومتضرري الحروب العدل والاهتمام، وأكدن على أنهن ستسعين إلى التعاون والتضامن والتنسيق المشترك من أجل النساء في المنطقة.

وأشادت الصحفيات بالجهود التي تبذلها وكالة أنباء المرأة ومراسلاتها للوصول إلى جميع النساء، والكشف عما تتعرض له المرأة والتحديات التي تواجهها في سبيل النهوض بواقعها، لافتات إلى أن الوكالة تعمل على توعية المجتمعات عبر التقارير التي تتناولها.

والجدير ذكره أن مركز "الألق" للخدمات الصحفية تأسس في عام 2007، ويعنى بتدريب الصحفيين والصحفيات والمراسلين والمراسلات الشعبيين، ورفع الوعي بحقوق الإنسان والمرأة وحرية التعبير وحرية الصحافة وإعداد البحوث والدراسات في تلك المجالات.