دعوات لإطلاق برامج مراقبة لكشف جرائم الإبادة في إقليم دارفور

دعت منظمة "آفاز" Avaaz إلى تقديم الدعم للسودان من أجل توثيق عمليات الإبادة الجماعية التي أدت لمقتل آلاف الأشخاص ودفن كثير منهم في مقابر جماعية.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ تشهد السودان منذ أكثر من عام حرب إبادة جماعية في ظل تعتيم شبه كامل للمعلومات بعد أغلاق شبكة الإنترنت واعتقال المراسلين، ومنع الصحفيين من دخول البلاد لتوثيق الانتهاكات التي تطال المدنيين.

أفادت منظمة "آفاز" Avaaz في بيان لها عبر البريد الإلكتروني أن ما يحصل في السودان يجعل هذا البلد جحيم على الأرض لا سيما مع استمرار أعمال الإبادة الجماعية التي طالت الآلاف من السكان، وخصوصاً عمليات الاغتصاب، فضلاً عن أدلة على تجنيد الأطفال التي تتوسع نطاقها من منطقة إلى منطقة، بالإضافة إلى المقابر الجماعية المنتشرة في الصحراء، وآخر هذه الكوارث الإنسانية كان حصار مدينة دارفور وهي عاصمة إقليم دارفور، والتي لجأ إليها أكثر من مليون نازح، حيث أطلق الخبراء على هذه المدينة المحاصرة اسم "صندوق القتل".

ووفقاً لبيان المنظمة فإن "هذه الفظائع التي لا توصف تحدث في ظل تعتيم شبه كامل للمعلومات، حيث تم قطع شبكة الإنترنت، واعتقال المراسلين محليين، ومنع الصحفيين الأجانب من الدخول، مما يعني تغطية إعلامية قليلة للغاية، وعدم وجود أي ضغط على الحكومات للتحرك لمنع ما يحصل وما سيحصل، لكن فريقاً صغيراً من المحققين في جرائم الحرب بدأ يتقدم، مستخدماً مزيجاً متطوراً من صور الأقمار الصناعية وشهادات لتوثيق أعمال العنف المروعة، وقد أدى هذا المشروع بالفعل إلى ظهور قصص إخبارية كبرى وتدخل حكومي، مما ساعد في فرض عقوبات على أسوأ أمراء الحرب".

وأوضح البيان أنه مع بدء الهجوم على دارفور، أصبحت هناك حاجة إلى هذا العمل أكثر من أي وقت مضى، والذي هو بحاجة ماسة إلى التمويل للاستمرار. لذا طلبت المنظمة من الناشطين الداعمين لها بالمشاركة في التمويل، وقالت في دعوتها للتبرع "إذا شارك عدد كاف منا، فيمكننا تفعيل هذا المشروع المنقذ للحياة، وتمويل التحقيقات والمناصرة السياسية المستمرة دون توقف، كما يمكننا أن نقدم للصحفيين والحكومات والمدعين العامين الأدلة التي يحتاجون إليها لتحفيز العمل العاجل، وهذه المساهمة ستعمل على دعم حملات Avaaz للدفاع عن حقوق الإنسان حول العالم".

وأكد البيان على أن الحرب في السودان خلقت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على وجه الأرض وأن جذب الانتباه إليها ليس سوى خطوة أولى، وليس هناك ما يضمن أنه سيكون كافياً "كون هذه الاستراتيجية نجحت من قبل، ففي عام 2004 أدت حملة توعية عامة ضخمة إلى دفع عملية الإبادة الجماعية الجارية في دارفور إلى قمة جدول أعمال العالم، الأمر الذي أدى إلى إنقاذ الأرواح لكن 300 ألف شخص ماتوا حينها، ولا يمكننا أن نسمح بحدوث ذلك مرة أخرى".

وأشار البيان إلى أنه "إذا قمنا بجمع ما يكفي يمكننا تمويل مشروع "عين في السماء" وهو برنامج مراقبة عبر الأقمار الصناعية لتعقب الاعمال العسكرية في الوقت الحقيقي، وكشف الجهات الفاعلة الأجنبية التي تغذي هذه الفظائع، واستخدام البيانات لحماية المدنيين من خلال تنبيه وسائل الإعلام والحكومات، وتكثيف الضغوط على الحكومات في كل مكان من خلال جولات المناصرة في العواصم الرئيسية، مع تحفيز العمل العاجل في الأمم المتحدة من مجلس الأمن إلى الفرق الإنسانية، بالإضافة إلى تمويل عملية إعلامية دولية لتوثيق الأزمة الإنسانية وتأمين التغطية لعنف الإبادة الجماعية في وسائل الإعلام الرئيسية، وإنشاء صندوق للاستجابة لحالات الطوارئ لدعم الحملات العاجلة لحماية المدنيين المحاصرين في الحرب بمجرد الحاجة إليها".

وأكد البيان في ختامه أن "هذه هي فرصتنا ليكون لنا تأثير مباشر في مواجهة الرعب المدقع، من خلال تمويل الإجراءات التي أثبتت جدواها، والتي يمكن أن تساعد في منع الإبادة الجماعية وإنقاذ الأرواح، وقد ساعدت "آفاز" في كسر جدار الصمت حول الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين في سوريا واليمن وأوكرانيا، والآن يجب علينا أن نفعل ذلك من أجل السودان، حتى نتمكن من القول بصدق لن يحدث هذا مرة أخرى بالأمل والعزيمة التي لا نهاية لها".