دعوات إلى الاستثمار في التعليم لتحقيق العائد الديموغرافي في أفريقيا
دعت رحمة بورقية رئيسة المجلس الأعلى للتربية والتعليم بالمغرب إلى تعزيز الاستثمار في قطاع التعليم داخل القارة الأفريقية، مشيرةً إلى أن نحو 25% من شباب أفريقيا خارج منظومات التعليم والعمل.
مركز الأخبار ـ يواجه الشباب في أفريقيا تحديات كبيرة تشمل البطالة، ضعف الوصول إلى التعليم الجيد، وانعدام الفرص الاقتصادية، كما تعيقهم البنية التحتية المحدودة والنزاعات السياسية عن تحقيق إمكاناتهم والمساهمة في تنمية مجتمعهم.
خلال مؤتمر استضافته العاصمة المغربية الرباط يومي 12 و13 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، لبحث "منظومات التربية والتكوين والبحث العلمي في أفريقيا: ديناميات التحول"، دعت رحمة بورقية رئيسة المجلس الأعلى للتربية والتعليم بالمغرب في كلمتها، إلى تعزيز الاستثمار في قطاع التعليم داخل القارة الأفريقية، مؤكدةً أنه يشكّل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة.
وأشارت إلى أن نحو 25% من شباب أفريقيا يعيشون خارج منظومات التعليم والعمل، ما يستدعي تحركاً عاجلاً لمعالجة هذا الخلل "الاستثمار في تربية ذات جودة في أفريقيا يعد محركاً أساسياً لعملية التنمية، وضماناً لإنجاح التحولات المنشودة وتحقيق الرفاهية المستقبلية".
ولفتت إلى أنه "رغم التقدم الملموس الذي حققته القارة في مجال التعليم، فإن التحديات الكبيرة لا تزال قائمة وتتطلب حلولا ناجعة"، مضيفةً "إذا كان قطاع التربية بالقارة الأفريقية حقق بالفعل نتائج إيجابية ملحوظة، فإن التحديات لا تزال قائمة، إذ يوجد 25% من الشباب في أفريقيا خارج منظومة التعليم والتشغيل والتدريب"، معتبرةً أن هذه الأرقام تؤكد أهمية الاستثمار في الشباب باعتباره مفتاح نجاح دول القارة.
وأفادت أن القارة بحاجة إلى المدرسين لضمان ولوج شامل للتعليم الابتدائي والثانوي بحلول سنة 2030، إذ تقدر الحاجة بنحو 17 مليون مدرس إضافي، ما يجعل من مسألة تدريب المدرسين أحد أكبر التحديات الراهنة.
وأكدت أن "موضوع المؤتمر يعكس هدفاً مشتركاً يتمحور حول التربية ودورها، ليس في ارتباطها بالتنمية فحسب، بل أيضاً بما تشهده مجتمعات القارة من تحولات متسارعة وعميقة، في عالم يسوده اللا يقين".
وأوضحت رحمة بورقية أن التركيبة الديموغرافية لأفريقيا، التي تتميز بنسبة عالية من الشباب، تمثل "فرصة تاريخية" لتحقيق ما يُعرف بـ "العائد الديموغرافي"، شرط أن تُواكبها منظومة تعليمية وتدريبية ذات جودة عالية. وحذّرت من أن استمرار تعثر أنظمة التعليم أو عجزها عن مواكبة التحولات العالمية قد يُحوّل هذه الفرصة "الذهبية" إلى عبء ثقيل يهدر إمكانات جيل كامل.
وأكدت أن تحقيق الإصلاح التربوي في أفريقيا يتطلب صلابة في المنظومة التعليمية، تبدأ بتشخيص دقيق لنقاط القوة والضعف، وتستمر بالمثابرة وتجديد منهجيات العمل لضمان تنفيذ فعّال للبرامج التربوية، مشددةً على أن "التعليم يُعد ملكاً عمومياً ثميناً، لا يمكن تطويره دون مشاركة فاعلة من جميع الأطراف المعنية، باعتبارهم صناع التغيير الذين يتحملون مسؤولية مستقبل الشباب والمجتمع الأفريقي".
وتعكس كلمة رحمة بورقية قناعة بأن مستقبل القارة الأفريقية البالغة عدد سكانها نحو 1.3 مليار نسمة، مرتبط بقدرتها على تحويل التحديات التعليمية إلى فرص حقيقية للاستثمار في رأس المال البشري الذي يضم أعلى نسبة من الشباب عالمياً، إلا أن هؤلاء يواجهون عقبات اجتماعية واقتصادية تحول دون حصولهم على التعليم، الرعاية الصحية، وفرص العمل.