أوتشا: زواج القاصرات في السودان شكل من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي

في تقرير جديد عن الوضع الإنساني في السودان، كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" عن إحصائية مخيفة لزواج الفتيات دون السن القانوني بنسبة تصل إلى 34%.

مركز الأخبار ـ مع استمرار النزاع في السودان والذي دخل عامه الثالث، انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة زواج القاصرات بنسبة كبيرة وارتبطت تلك النسب بعوامل متعددة أبرزها النزوح، وتدهور الأوضاع الاقتصادية مما يجعل الفتيات أكثر عرضة للزواج المبكر كوسيلة للتخفيف من الأعباء الاقتصادية أو حماية الفتاة من المخاطر المجتمعية.

بحسب إحصائية جديدة مخيفة قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمس الخميس 24 تموز/يوليو في تقرير له، إن نسبة زواج الفتيات دون السن القانوني في السودان بلغت 34% منهن 12% تزوجن قبل 15عام، مؤكداً أن هذا الزواج يعتبر نوعاً من أنواع العنف البدني والجنسي القائم على النوع الاجتماعي، فيما حدد القانون السوداني السن القانوني للزواج 18عام، لكن بعض المجتمعات لا تزال ترى أن البلوغ يجعل الفتاة مهيأة للزواج.

وأوضح المكتب أن النزوح وانفصال الأسر والصعوبات الاقتصادية جعلت الأطفال أكثر عرضة للخطر ويبقى زواج القاصرات مشكلة خطيرة، مشيراً إلى أن 24% من الأطفال يعملون في ظروف شاقة، حيث تزداد هذه النسبة في المناطق الريفية وبين الأسر الأكثر فقراً.

ويجبر الأطفال في الأسر الفقيرة والتي تعاني من أوضاع اقتصادية صعبة للعمل في مهن هامشية مثل بيع المياه أو بيع الألعاب والمستلزمات رخيصة الثمن دون كسب أرباح معقولة، بغرض توفير بعض احتياجات الأسرة.

وبحسب التقرير يحتاج 3.04 مليون سوداني أي 64% من السكان نصفهم من الأطفال إلى المساعدات الإنسانية العاجلة خلال العام الجاري، وكانت الأمم المتحدة تخطط لمساعدة قرابة 21 مليون منهم قبل أن يتقلص العدد إلى 17.3 مليون شخص بسبب نقص التمويل.

 

أعمال عنف مستمرة

وأكد المكتب أن أعمال العنف المستمرة والنزوح وانهيار الخدمات والقيود المفروضة على الوصول الإنساني في دارفور وكردفان، تترك تأثيراً كبيراً على المدنيين والذي يزداد سوءً كل يوم، حيث قتل أكثر من 300 مدني في محلية بارا شمال كردفان، خلال الهجمات الأخيرة التي شنتها قوات الدعم السريع رافقها سلوك نهب وإحراق المنازل وتشريد المجتمعات.

وقال المكتب إن انعدام الأمن الغذائي في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور ارتفع بشكل حاد، حيث بلغت تكلفة السلع الأساسية مستويات تُنذر بالخطر، خاصةً بعد ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية، مشيراً إلى أن الاشتباكات في الفاشر تواصل حصد أرواح المدنيين، فيما لا يزال يعمل في المدينة مشفى واحد مكتظ بالمرضى ويعاني من نقص حاد في الكوادر والموارد.

ولفت إلى أن الإصابات بالكوليرا في دارفور سجلت ارتفاعاً سريعاً، حيث تم رصد 300 حالة خلال الأسبوعين الماضيين في مدينة طويلة، كما تم الإبلاغ عن وفيات يُشتبه ارتباطها بالكوليرا في أم كدادة.

ويواجه السكان في إقليم دارفور الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع من أزمة إنسانية مروعة حيث كشف بيانات نشرت في وقت سابق من الشهر الجاري ارتفاع نسبة الأطفال الذين يتلقون العلاج من سوء التغذية الحاد الوخيم إلى 46%، بعد أن تجاوزت نسبة سوء التغذية الحاد المستويات الحرجة التي حدّدتها منظمة الصحة العالمية في 9 من أصل 13 محلية في دارفور، مما يعني أن الإقليم على شفا كارثة حال عدم تداركها بسرعة.