'أطروحات القائد عبد الله أوجلان الحل الأمثل للقضايا والأزمات العالقة'

تحت شعار "من أزمة المدينة إلى الحضارة الديمقراطية" اختتم كونفراس القائد عبد الله أوجلان الذي تضمن محورين أساسين، إضافةً لبيان ختامي أكد على ضرورة السعي نحو تكوين مجتمع حر وبيئي وفق المنطق الوجودي والأخلاقي الذي يصاحب التطور الطبيعي الاجتماعي.

الرقة ـ أكدت المشاركات في كونفرانس القائد عبد الله أوجلان على أهمية فكر وفلسفة القائد أوجلان لحل كافة القضايا والأزمات العالقة والوصول لمجتمع ديمقراطي حر من خلال الاستناد لفكرة مشروع الأمة الديمقراطية التي برهنت أنها الحل الأمثل والجذري لكافة المشاكل الاجتماعية والبيئية والسياسية.

عقدت المبادرة الشعبية لحرية القائد عبد الله أوجلان في كل من مقاطعات منبج والرقة والطبقة بإقليم شمال وشرق سوريا، اليوم الاثنين 26آب/أغسطس، كونفرانس تحت شعار "من أزمة المدنية إلى الحضارة الديمقراطية"، وتضمن محورين أساسيين الأول تناول القضايا والأزمات، أما الثاني تناول حلول الأزمات في الشرق الاوسط.

وبدأ الكونفرانس بكلمة ترحيبية ألقتها عضو الهيئة الإدارية في حزب سوريا المستقبل زلال جكر وأشارت فيها إلى الحروب والأزمات التي تشهدها المنطقة والأطروحات والحلول التي طرحها القائد عبدالله أوجلان في مجلده "شعوب المنطقة تبنت فكر وفلسفة القائد أوجلان من خلال انتهاج مشروع الأمة الديمقراطية والذي يجب أن يكون الركيزة الأساسية لكافة الشعوب حول العالم، فالأزمات في الشرق الأوسط جميعها نتيجة الحداثة الرأسمالية والأنظمة الاستبدادية التي تفرق بين الشعوب والمكونات من خلال سياسية فرق تسد، ولبناء مجتمع ديمقراطي لا بد من العودة إلى فكر وفلسفة القائد عبدالله أوجلان".

وعن واقع المرأة قالت إن "القرن الواحد والعشرون سيكون قرن حرية المرأة من خلال الاستناد إلى فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان".

وعن سياسية تركيا في ايمرالي تساءلت "أين منظمة حقوق الانسان والمنظمات الدولية حيال الانتهاكات والسياسية التعسفية تجاه القائد عبد الله أوجلان".

وأكدت أنه "كشعوب إقليم شمال وشرق سوريا خاصة كمقاطعة الرقة والطبقة ومنبج، نعقد هذا الكونفرانس اليوم لنصل الى نتائج مرجوة توضح للعالم أجمع ولكافة الطوائف أينما ما كنا فنحن متفقون على فكرة وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، وسنوضح للعالم أجمع أننا سائرون على هذا الدرب درب الحرية والديمقراطية".

 

المشاكل قد تغللت إلى تفاصيل الحياة الاجتماعية

فيما تمت مناقشة المحور الأول الذي تطرق إلى القضايا والأزمات في خضم هذه الأزمة التي "أصبحت واقع لا بد منه والماً بشكل يومي" وتم التأكيد فيه أن المشاكل قد تغللت إلى تفاصيل الحياة الاجتماعية، "نعيش اليوم أخلاق الحرب بانحدارها وانحلالها لتكون بديلاً عن الحياة الاجتماعية الصحيحة، ولإبعاد هذه الأجيال عن ثقافتها الشرقية وفلسفتها وحريتها واستبدال القيم المجتمعية. وسط هذا الظلام نجد طريق النجاة بأفكار القائد عبد الله أوجلان ليس فقط لسوريا بل للإنسانية أجمع، فمن تلك المبادئ التي خطاها عرفنا وتأكدنا أنه مجدد ومحدث بهذه الفلسفات ولهذه القيم الحقيقة وانطلاقاً من مقولته "بأن الحياة الخاطئة لا تعاش بصواب" ومن خلال دراستنا لفلسفة الأمة الديمقراطية "أزمة المدينة وحل الحضارة الديمقراطية" تحديداً نرى بأننا لا يمكننا أن نبني مجتمعاً على حلول آنية ومرحلية لا تستند على أساس تاريخي".

وأكد المحور أن "القائد أوجلان قال لا بد من العودة عند مناقشة هذه الأزمات والقضايا إلى أساسها وجذورها وبداية ظهورها ومراحل تطورها عبر تاريخ البشري وتاريخ المجتمعات هذا سوف يعطينا القوة والقدرة على تشخصيها بشكل دقيق مما يسمح لنا بوضع حلول جذرية ومناسبة وأكثر ديمومة فلا يمكن البحث في القضايا الاجتماعية دون البدء بقضية المرأة والتي يعتبرها القائد عبدالله اوجلان الحجر الأساس ومنبع كافة القضايا، فالنظام الابوي تأسس على المرأة حتى المجتمع الطبقي الدولتي وهناك صياغات الميثولوجيا والدين التي تشرعن سلطة الرجل وما ملحمة إنانا إلا انعكاس هذه المرحلة وبظهور النظام الأبوي أصبح النظر للمرأة على أنها شيء حيث باتت عبدة باختلاف أماكن عبوديتها سواءً بالأسواق وصولاً إلى المنزل وأداة جنسية للرجل وتابعة له وفي المدن الرأسمالية بغرض إقصائها وإبعادها عن جوهرها وتاريخها الحقيقي وترسيخ عبوديتها بمختلف المفاهيم خاصة مفهوم أن لا مكانه لها بالسياسية فأصبحت حياة المرأة بالشرق الأوسط كابوساً مرعباً".

 

الحلول أساسية في بناء حضارة متقدمة ومستدامة

وأما المحور الثاني تطرق إلى أن الحلول ليست أدوات المشاكل بل هي ركن أساسي في بناء حضارة متقدمة ومستدامة "النقاشات الأكثر عمقاً قد دارت وتصاعدت بشأن الطبيعة الاجتماعية فالمستجدات الجارية بحق الايكولوجيا والفامينيا والثقافة والديمقراطية تعتبر أزمات متواجدة في الواقع والحل لتجاوز تلك الأزمات هو زيادة التعمق بالمعرفة وهذا طرح صحيح حيث يساعد في التحليل العميق للواقع لخلاص المجتمع من الأزمات الاجتماعية المعاشة، وبذلك فإن تسليط الضوء على هذه القضايا وتحليلها له أهمية بالغة في تحقيق التقدم والازدهار في المجتمعات الديمقراطية، ومن ضمن الأطروحات لحل أزمة الشرق الأوسط الحلول التي تطرق لها القائد عبد الله أوجلان من خلال استعراض مجموعة من الأمثلة التاريخية والمعاصرة منها التفكير الابتكاري والابداع في إيجاد حلول فعالة يمكن أن تغير مسار الأمة وتعزز أهمية التعاون والتنسيق بين مختلف الأطراف لتحقيق الأهداف المشتركة وتأثير التكنولوجيا والابتكار في تسهيل وتطوير الحلول الحديثة وما لهذه الأدوات من أن تسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز العدالة الاجتماعية".

وتطرق المحور إلى أنه يجب أن تكون الحلول مبنية على الحوار والتفاهم المتبادل "جميع الحركات التي تم تسليط الضوء عليها كالحركات القومية التي ظهرت في القرن العشرين مثل الحركتين الكردية والعربية فهذا التنوع يمكن أن يكون قوة إيجابية إذا تم التعامل معه بشكل صحيح لكنه كان غالباً ما يستغل لإثارة الفتن والنزاعات وبذلك نكون نموذج لحل الصرعات في الشرق الأوسط وهذا النموذج يعتمد على مشاركة جميع فئات الاجتماعية في صنع القرار بدلاً من الاعتماد على النظم الاستبدادية".

وشدد المحور على "أهمية الاعتراف بالتنوع العرقي والديني والثقافي في المنطقة والعمل على تحقيق التعايش السلمي بين مختلف المكونات من خلال معالجة جذور الصرعات والبحث عن حلول شاملة ومستدامة والنظر أيضاً إلى الأزمة المدنية وكيفية البحث عن حلول داخلية شاملة لها والتركيز على أسباب أزمات المدينة والتي تتطلب تغييراً جذرياً في البنية الاجتماعية والسياسية وأن تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة هو أساس لحل الأزمات"، كما شدد على أهمية التعليم والتوعية كأدوات لتمكين الأفراد والمجتمعات.

وأوضح أنه "لإحراز نجاح أثناء دمقرطة ثقافة الشرق الأوسط لا بد من تقييم المجتمع المدني كنموذج من قبائل وكلانات على العهد الحديث وابداء الموقف ذاته إزاء التقاليد والشرائع الدينية بمعنى أخر هو تطبيق علم الاجتماع بتنظيمه وفق هذه التقاليد أو اكماله من آرائه كما يجب أن تكون هناك علاقة وثيقة بين التيارات والحركات السياسية والحركات وتطوير المجتمع الأخلاقي والسياسي، وبذلك طرح وإيجاد الكلياتية السياسية التي تعتبر قوة الحداثة الديمقراطية فجميع العناصر الاقتصادية الايكولوجية والأخلاقية والسياسية تتأثر ضمن الكلياتية السياسية التي تمنع هجمات الرأسمالية وتحل القضايا الراهنة في المجتمع".

 

أهمية اطروحات القائد عبد الله أوجلان

وبعد الانتهاء من المحاور الأول والثاني تمت مناقشة أهمية اطروحات القائد عبد الله أوجلان وكيف يمكن العمل على تطبيقها لوضع الحلول الجذرية لكافة القضايا والأزمات العالقة في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وكما ركزت النقاشات على تقربات الدول الرأسمالية من فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان والتي جعلتهم يتأمرون عليه كون فكره وفلسفته ستكون الحل والبديل للأنظمة الرأسمالية الديكتاتورية.

وعلى هامش الكونفرانس قالت الرئاسة المشتركة لكونفدرالية تنظيمات المجتمع الديمقراطي بإقليم شمال وشرق سوريا نسرين الحسن "جاء انعقاد هذا الكونفرانس نتيجة المبادرات الشعبية في المناطق المحررة منبج والرقة والطبقة، والذي تناول توجيهات القائد عبد الله أوجلان التي تعتبر الحل الأمثل والجذري لكافة القضايا والمشاكل في منطقة الشرق الأوسط، فكر القائد العظيم الذي رأته الدول الرأسمالية خطراً على نظامها الاستبدادي المتآمر على فكر قائدنا".

وأوضحت أنه "تطرقنا إلى هذه التوجيهات التي تعتبر منارة لنا في ظل الأزمات العالقة كالرأسمالية والفئات المجتمعية الأكثر أهمية منها الشبيبة والمرأة التي سلبت منها كافة حقوقها ورغم ذلك بفضل فكره استطاعت أن تسترجع حقوقها المسلوبة، ولوضع الحلول لهذه الأزمات كان لا بد من مناقشة المجلد الربع والعمل على توجيهات القائد عبد الله أوجلان للتخلص من كافة القضايا والأزمات العالقة وبناء بيئة ومجتمع حر".

من جانبها أشارت عضوة لجنة التدريب في الإدارة المدنية الديمقراطية في مقاطعة منبج شمس بركل إلى أن "لأطروحات القائد عبد الله أوجلان أهمية بالغة في وضع الحلول الجذرية لكافة القضايا والأزمات العالقة في منطقة الشرق الأوسط، ففي هذا المجلد ناقش العديد من الأزمات وأعاد النظر في تاريخها وتطويرها".

وأكدت أنه من بين أهم القضايا الذي طرحها القائد عبد الله أوجلان كانت قضية المرأة "يقع على عاتقها أن تعمل الكثير لتحرير القائد أوجلان جسدياً من ايمرالي من خلال التوعية والعودة الى تاريخها ومعرفتها كيف تسير الأمور، وخلال الكونفرانس تمت مناقشة العديد من الأمور من قبل المشاركين أغلبها ركز على أهمية تطبيق أفكار القائد أوجلان بشكل صحيح وحقيقي من كافة أبناء وفئات المجتمع للوصول لمجتمع ديمقراطي يسوده العدل والمساواة".

 

البيان الختامي

واختتم الكونفرانس ببيان أشار إلى أنه "نظراً لتعمق القضايا والأزمات وازدياد تعقيدها في الشرق الأوسط والعالم وبنشاط غير مسبوق في العصر الحديث لتشابك المصالح وتضاربها بين القوى المتداخلة بشؤون الشرق الأوسط ومنها سوريا وظهور ملامح الحرب العالمية الثالثة التي باتت تلوح في الأفق وستزيد سوء الحال لشعوب الشرق الأوسط بشكل خاص كونها المتضرر الأول التي تحولت ساحة الصراع وهي التي ستدفع المزيد من الثمن بمختلف الجوانب، وبوجود الحل الديمقراطي بين أيدينا والمستخلص والمقدم من القائد عبد الله أوجلان كحل وحيد وبديلاً  للحرب العسكرية وسفك الدماء  وتهميش وإقصاء الأخر كان انطلاقاً من واجبنا الأخلاقي استمرار وتكثيف النضال للمطالبة بفك العزلة عن القائد عبد الله أوجلان وبيان وضعه الصحي وكسر قضبان إيمرالي تأكيداً أن حرية القائد عبدالله اوجلان مفتاح لحل القضايا العالقة والشائكة في الشرق الأوسط والعالم، واتخاذ حرية المرأة أساساً لتطبيق نهج فكر وفلسفة القائد عبدالله أوجلان بالشكل الصحيح، والتأكيد على ضرورة تنظيم المجتمع وفق أيدلوجية الحياة الحرة الطبيعية التي نشأت عليها الشعوب عبر التاريخ وإعادة احيائها لمواجهة المدنية والدولية  المتصاعدة".

ولفت البيان إلى أنه "انطلاقاً من أهمية البيئية وقضتيها التي باتت قضية مركزية يستوجب إجراء تغيرات شاملة تعزز إعادة الانسجام مع الطبيعة بطريقة جذرية مما يعني إنشاء مجتمع تشاركي ديمقراطي إيكولوجي والسعي نحو تكوين مجتمع حر وبيئي وفق المنطق الوجودي والأخلاقي الذي يصاحب التطور الطبيعي الاجتماعي من خلال الانعكاسية الذاتية والعقل والحرية، ونشر الوعي بين مختلف شرائح المجتمع والشعوب للعب دورها تاريخياً من كافة النواحي الاجتماعية بطليعة المرأة للحد من الانجرار خلف الرأسمالية".