آرين وريفانا... فدائيات مقاومة كوباني
لقد انعكس وبرز رمز نضالية المرأة الكردية وارتباطها بالأرض من خلال شخص آرين ميركان وريفانا روج آفا، حيث تتابع وحدات حماية المرأة المسير على إرث نضالهما من أجل حماية المرأة والوطن.

مركز الأخبار ـ تأسست وحدات حماية المرأة بإرادة النساء المتمردات، مستمدةً قوتها من نضال المرأة السائرة على طريق إحياء التاريخ النضالي أمثال ظريفة، بسه، رندخان، كوليزار، قدمخير، هبسخان، مينا قاضي، ليلى قاسم، زيلان، بيريتان وسارة.
في اللحظات التي كانت تستخدم فيها الدولة التركية لغة "كوباني سقطت، ستسقط" لكسر المقاومة التي كانت تولد في كوباني، برزت شابتان ضحتا من أجل شعبهما، وبموقفهما النضالي وكنساء انتقمتا من الاحتلال التركي، وأعطتاه أقوى رد، فبعد عملية آرين ميركان وريفانا روج آفا، انتشر صدى صوت مقاومة كوباني في جميع أنحاء العالم، ولهذا، تم اختيار يوم الأول من تشرين الثاني/نوفمبر اليوم العالمي للتضامن مع مقاومة كوباني، وكلما ارتفع وتردد صدى صوت هذه المقاومة في الآفق، كلما قل وخفت صوت الفاشية التي أرادت قمعها.
آرين ميركان... صوت مقاومة كوباني
من منا لا يعرف آرين ميركان ولم يسمع عن شجاعتها؟ هي الشابة التي ضخت دماءً في عروق مقاومة كوباني، وبثت الحياة في كافة شوارعها وأزقتها، لقد أعادت إحياء صوت مقاومة كوباني، وأصبحت الركيزة الأساسية التي قدمت كوباني للعالم.
دلارا كينج الملقبة بآرين ميركان، ولدت في الأول من كانون الثاني/يناير عام 1992 في قرية ميركان (حسي) التابعة لناحية ماباتا في عفرين المحتلة، درست المرحلة الابتدائية والإعدادية في قريتها، ولأنها نشأت في أسرة وطنية، كبرت وتعمقت في فهم حقيقة وواقع الكرد وكردستان، وفي عام 2007، التحقت بصفوف حركة التحرر الكردستانية.
ومع اندلاع ثورة المرأة عام 2012، ومن قمة جبل جودي توجهت للمشاركة في العمل والأنشطة الثورية، وفي 4 نيسان/أبريل 2013، اتخذت مكانة لها في الخلية الأساسية لتشكيل وحدات حماية المرأة، وبعد عام وتحديداً في 5 أيلول/سبتمبر، وصلت هجمات مرتزقة الاحتلال التركي إلى تلة مشتنور.
وكون مشتنور مكان استراتيجي، كان المرتزقة يهاجمونها بمختلف أنواع العتاد، وعندما كانت آرين ميركان تدافع عن مدينة كوباني على خط الجبهة الأمامي، وقفت في وجه الهجمات التي استهدفت المقاومة، ولما رأت أن الظلام يحارب النور، ضحت بنفسها ونفذت عملية فدائية، وبها أوصلت مقاومة ونضال مقاتلات وحدات حماية المرأة إلى ذروته، وتوجت هذه التضحية بتحرير كوباني في 26 كانون الثاني/يناير 2015، وعُرفت وحدات حماية المرأة كهوية وكيان للنساء التواقات للحرية.
ريفانا روج آفا... دحرت الهجمات بعمليتها الفدائية
ريفانا روج آفا، بصورتها وسط أنقاض مدينة المقاومة كوباني، أخذت مكانة في ذاكرة المؤمنين والمؤمنات بالحرية، لقد أحيت حماسة الشابات لحماية المدينة في تلك الصورة وأظهرت الخلود في ابتسامتها.
مدينة مامو الملقبة بريفانا روج آفا، ولدت في قرية خانيكا خليان شرق كوباني، انضمت إلى صفوف وحدات حماية المرأة عام 2013 بهدف حماية أرضها وشعبها من هجمات الاحتلال التركي، اعتبرت قائدة وآلهة الإلهام لتنظيمها للحياة والنشاط، شاركت في صد مرتزقة داعش عندما هاجموا مدينة كوباني في أيلول/سبتمبر 2014، وبروح التضحية أخذت مكانها في جبهات المقاومة مع رفاقها واقسمت على حماية مدينتها، وفي نهاية شهر أيلول، عندما اشتدت الهجمات، قررت القيام بعملية فدائية.
وفي السابع والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر كانت ريفانا روج آفا تقاتل مع مجموعة من رفاقها في قرية كولمد جنوب كوباني، وعلى أثر الهجمات المتواصلة والمكثفة، نفدت ذخيرة المقاتلين ولم يكن هناك مجال لإحضار المزيد، لذلك قررت ريفانا روج آفا حماية المقاتلين ومدينتها ومنع المرتزقة من دخول مركزها، من خلال القيام بعملية فدائية، وبطاقة لا يستطيع أحد أن يمنعها، حولت جسدها إلى درع، في تلك اللحظة أصبحت المناضلة الرابعة التي وضعت حداً لنفوذ عدوها بجسدها.
وبالقوة والإرادة التي أبدتها آرين ميركان وريفانا روج آفا، لا تزال وحدات حماية المرأة تقاتل ضد الظلام، وضد الذهنية الذكورية، وتدافع النساء بكل قوتهن عن ثورة المرأة في كامل إقليم شمال وشرق سوريا بالإرث الذي تلقينه من هؤلاء المقاتلات.