أرقام مرعبة للمجاعة والأمراض وسط غياب التدخل الدولي
أفادت وزارة الصحة في غزة بوفاة ثمانية مدنيين، بينهم طفل، خلال الـ 24 ساعة الماضية نتيجة تفاقم المجاعة وسوء التغذية، بالإضافة لتفشي غير مسبوق لحالات الشلل الرخو الحاد "AFP".

مركز الأخبار ـ في اليوم الـ 688، ارتفع عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية في غزة إلى 289 شخص، بينهم 115 طفلاً، في ظل استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية، هذا الرقم يعكس حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة التي تهدد حياة آلاف المدنيين يومياً.
يأتي هذا الإعلان في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء، وغياب أي تدخل دولي فعّال لوقف معاناة المدنيين، لا سيما الأطفال الذين باتوا في مواجهة مباشرة مع خطر الموت جوعاً.
في تقرير صدر 22 آب/أغسطس الحالي، حذّر مؤشر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي من خطر تمدد المجاعة إلى مناطق دير البلح وخانيونس في وسط وجنوب قطاع غزة بحلول أيلول/سبتمبر المقبل، مشيراً إلى أن أكثر من 500 ألف شخص يواجهون خطر المجاعة والموت جوعاً، فيما يعاني ما يزيد عن نصف سكان القطاع من مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، في ظل انهيار الخدمات الأساسية واستمرار الحصار.
وأكد التقرير أن أكثر من 132 ألف طفل بغزة دون سن الخامسة يواجهون خطر الموت بسبب سوء التغذية الحاد.
بدوره، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أنه "تأكد الآن وقوع مجاعة في مدينة غزة، هذا تجويع متعمّد ومُدبّر من قِبل حكومة إسرائيل، وهو نتيجة مباشرة لحظر إدخال الغذاء والإمدادات الأساسية لعدة أشهر، بما في ذلك من خلال أونروا".
في ذات السياق، تشهد غزة تفشياً غير مسبوق لحالات الشلل الرخو الحاد (AFP)، حيث تم تسجيل 110 إصابات خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، مقارنةً بحالة أو حالتين فقط سنوياً في الأعوام السابقة، وفقاً لما أعلنته منظمة الصحة العالمية وعدد من الأطباء المحليين.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت، تعزو المنظمات الطبية هذا الارتفاع الحاد إلى تدمير محطات معالجة المياه بفعل القصف الإسرائيلي، ما تسبب في تلوث واسع النطاق لمياه الشرب، وأدى إلى انتشار فيروسات معوية خطيرة مرتبطة مباشرة بهذا النوع من الشلل.
وكشفت التحاليل المخبرية عن وجود فيروسات معوية (Enterovirus) وبكتيريا كامبيلوباكتر جيجوني، ما يُعد دليلاً قاطعاً على تلوث مياه الشرب بمياه الصرف الصحي في قطاع غزة.
وفي هذا السياق، أكدت منظمات دولية مثل أوكسفام وأطباء بلا حدود أن البنية التحتية للمياه والصرف الصحي في غزة قد تعرضت لأضرار بالغة نتيجة القصف، في ظل قيود صارمة على دخول المساعدات الإنسانية، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الصحية في القطاع المحاصر بشكل غير مسبوق.