أربعة نساء أمميات... أيقونات ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا

بعد سماعهن بثورة المرأة بإقليم شمال وشرق سوريا والتي تردد صدها إلى العالم أجمع، انضمت العديد من النساء الأمميات إلى الثورة من بينهن إيفانا هوفمان، آنا كامبل، ألينا سانشيز وإيفا ماريا ستيكر.

مركز الأخبار ـ ترددت أصداء ثورة المرأة بإقليم شمال وشرق سوريا في جميع أنحاء العالم من خلال مقاومة وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة ضد داعش، وأدت هذه الأصداء والشهرة إلى معرفة ثورة المرأة خاصة كوباني في جميع أنحاء العالم.

تم الاعتراف بيوم 1 تشرين الثاني/نوفمبر كيوم كوباني العالمي، وتوجه المئات من المقاتلين الأمميين من كافة أنحاء العالم إلى جبهات الدفاع عن بلد ثورة المرأة، ورأوا في الدفاع عن ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا واجباً تاريخياً من الأرجنتين إلى ألمانيا وأفريقيا وبريطانيا والعديد من البلدان الأخرى، العديد من هؤلاء المناضلات مثل إيفانا هوفمان، آنا كامبل، ألينا سانشيز، إيفا ماريا ستيكر، شاركن في الخطوط الأمامية لجبهات الثورة وارتقين إلى مرتبة الشهادة.

 

إيفانا هوفمان

إيفانا هوفمان الملقبة بـ أفاشين تكوشين كوناش وهي ابنة لأم ألمانية وأب أفريقي، نشأت في أوروبا وشاركت في العديد من الأنشطة والأعمال، كان قلبها ينبض بالثورة دائماً وأرادت أن تعيش حلمها بتحقيق حرية الشعب والمرأة والعيش حياة مشتركة وحرة، حققت أحلامها في ثورة المرأة، ونظراً لصفاتها القيادية، فقد تطورت بسرعة وعُرفت كإحدى القياديات في بلادها، سمعت إيفانا بوحدات حماية المرأة من خلال عمليات مقاومة كوباني عام 2014 والتي انتشر صداها في جميع أنحاء العالم، وكأنها وجدت الإجابة لبحثها ومساعيها، وانضمت دون تأخير إلى صفوف مقاومة حماية ثورة المرأة، وانضمت إلى صفوف الثورة في نفس العام واشتهرت بابتسامتها وتواضعها بين رفاقها.

شاركت إيفانا هوفمان في المقاومة ضد هجمات داعش على ناحية تل تمر في 23 شباط/فبراير 2015 وعلى نفس جبهة الحرب، وفي السابع من آذار/مارس من العام نفسه في قرية تل نصري التي تبعد 2 كيلومتر جنوب الناحية، استشهدت إثر هجوم شنته داعش وأصبحت بذلك أول شهيدة أممية في إقليم شمال وشرق سوريا.

 

أثرت فعاليات يوم كوباني العالمي على آنا كامبل البريطانية

ولدت آنا كامبل المعروفة باسم هيلين قرجوخ، عام 1992 في بريطانيا، تعمقت في أبحاثها في الجامعة حول ذهنية الدولة وبدأت حياتها الثورية في سن السابعة عشرة، كما أنها رفضت ذهنية التمييز بين القومية والمجتمع، لذلك تمردت على ذهنية الدولة التي تستمد قوتها من كسر إرادة الشعوب وفرض العبودية عليها، وتمردت ضد كل تمييز وكانت تدعو إلى الرفق بالحيوان وتخرج إلى الغابات لمنع الصيادين من اصطياد وقتل الحيوانات، وفي عام 2011 تركت المدرسة التي تفرض العبودية على الطلاب، ثم قامت بتطوير وتثقيف نفسها عن طريق الأبحاث التاريخية وتشخيص الثورة، تعمقت أبحاثها الهادفة إلى خدمة الإنسانية وحقوق الشعوب المضطهدة وسلكت طريق الثورة الطويل، كما أنها تأثرت بفعاليات يوم كوباني العالمي في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 2014، واتجهت أبحاثها نحو معرفة ثورة المرأة، وفي أيار/مايو 2017، توجهت آنا كامبل إلى إقليم شمال وشرق سوريا واختارت الاسم المستعار هيلين قرجوخ، في اليوم الـ55 لمقاومة العصر أي في 15 آذار/مارس، استشهدت مع ثلاثة من رفاقها في جبهة حي "الأشرفية" أثناء الاشتباكات مع الاحتلال التركي ومرتزقته في عفرين المحتلة.

 

"ثورة الانسانية جمعاء"

حول سبب انضمامها إلى الثورة قالت هيلين قرجوخ، أنها أدركت أن عصر الثورات لم ينته بعد أن علمت بثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا "تحدث ثورة حقيقية الآن، أردت فقط المشاركة والمساعدة ولكن بعد ذلك أدركت أن أهم شيء يمكنني القيام به هو فهم بان هذه الثورة ليست فقط لكردستان والشرق الأوسط، بل هي ثورة البشرية جمعاء وأمل لهم. ولهذا السبب أريد النضال من أجل حرية جميع النساء".

ومن بعض كلمات الشهيدة هيلين قرجوخ ذات معنى في يومنا هذا أكثر من أي وقت مضى "اليوم نخوض نضالاً عالمياً سينتهي إما بالحرية أو بالفناء، وقد وصل إلى مستوى الحرب العالمية الثالثة، لا يمكننا تجنب ذلك أو نتوقع من الآخرين أن يفعلوا لنا أشياء لا جلادة لنا لفعلها أو نخاف منها".

 

ألينا سانشيز

ألينا سانشيز، الملقبة بـ ليكيرن جيا من الأرجنتين، التي انضمت إلى صفوف الثورة النسائية وتطوعت للقيام بأعمال وأنشطة الصحة الحربية، هي خلية أساسية لنشر فكرة ثورة المرأة، ولدت عام 1986 في منطقة سان مارتن بالأرجنتين، وأطلقت عائلتها اسم سيسليا سانشيز ماندولي اسم الثورية التي لقبت بـ"قلب الثورة الكوبية" على طفلتها التي ستصبح الباحثة عن جبال كردستان في المستقبل، إن اسم المرأة الرائدة في الثورة الكوبية التي قالت "لقد خلقنا الروح الثورية وانتصرنا بها، كل المخاوف ظلت في التاريخ، والآن أصبح لدى المرء مشاعر حقيقية وروايات" إذا أطلق على طفل كيف يمكن لذلك الطفل ألا يشبه اسمه ويتجاوز الحدود ليرتقي بالأفكار الحقيقية.

 

"نور الأمل"

بعد تلقيها التعليم الصحي في كلية الطب (ELAM) في كوبا بأمريكا اللاتينية عام 2011، التحقت بصفوف الثورة في إقليم شمال وشرق سوريا وانضمت إلى مقاتلي وحدات حماية المرأة، وفي لقاء عقد مع شعب كولومبيا عام 2017، قالت ليكرين جيا إن "ثورة روج آفا نور الأمل بالنسبة لهم ولشعوب العالم، ونتيجة لأعمال وأنشطة الثورة التي قامت بها في الأعوام 2015- 2017، لفتت إلى أهمية وحدة المرأة وضم كافة فئات المجتمع ومحاربة ذهنية الدولة الذي دمر إرادة المجتمع، لذلك وصفت تحقيق فكرة أن الحكم الذاتي ليس مجرد حق بل هو مسؤولية بأنه الخطوة الأكثر صعوبة"، موضحة أن هذه النقاط هي تفاهمات أساسية لتطبيق الاشتراكية في إقليم شمال وشرق سوريا وفي دول أمريكا اللاتينية، وفي نيسان 2018، ارتقت إلى مرتبة الشهادة إثر تعرضها لحادث سير في مدينة الحسكة بمقاطعة الجزيرة.

 

على خطى ليكرين وهيلين جاءت ألفتريا إلى روج آفا

إيفا ماريا شتيكر، الملقبة بـ ألفتريا هامبي من ألمانيا، تأثرت باستشهاد الشهيدة ليكرين جيا والشهيدة هيلين قرجوخ التي قاتلت في مقاومة عفرين عام 2018 ضد هجمات الاحتلال التركي، وارتقت إلى مرتبة الشهادة وقررت الانضمام إلى صفوف الدفاع عن ثورة المرأة، انتقلت ألفتريا هامبي من النضال البيئي في غابة هامباخ في ألمانيا إلى ميدان ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، انضمت إلى صفوف وحدات حماية المرأة بهدف تطوير شخصيتها كامرأة مناضلة وإنشاء شبكات من النضال المشترك ضد النظام الأبوي والرأسمالية، وقد أظهر اختيار لقب ألفتريا مدى إخلاصها وتضحيتها حيث لقبت نفسها باسم ألفتريا فورتولاكي التي قامت في 24 آذار/مارس 2006 بإضرام النار في جسدها تنديداً واستنكاراً للمؤامرة.

 

"إنهم يخشون إيماننا بأننا قادرون على تحرير أنفسنا"

عندما وصلت ألفتريا إلى جبهات الدفاع عن ثورة المرأة، قالت إنها من خلال تعرفها على قوة ثورة روج آفا، أدركت لماذا ليس تركيا فقط، بل نظام الحداثة الرأسمالية بأكمله يخاف من هذه الثورة "إنهم خائفون من إيماننا بأننا قادرون على تحرير أنفسنا، ماذا سيحدث لو أدرك كل الناس في العالم ذلك؟ سوف ينهضون ويبدؤون في بناء عالم جديد! أعلم أن بعض الناس خائفون جداً من هذا، لأنه يتم إنشاء عالم جديد هنا، ومن جبهات الدفاع عن ثورة المرأة".