انتخابات 30 أيار: نساء إقليم شمال وشرق سوريا تحققن انتصاراً جديداً

إن ثورة المرأة تحقق إنجازات تاريخية سنة بعد سنة، وهذه المرة ستخطو خطوة تاريخية ونموذجية لقيادة السياسة الديمقراطية من خلال مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية.

برجم جودي

كوباني ـ يستعد أهالي إقليم شمال وشرق سوريا للانتخابات المحلية المقررة في 30 من أيار/مايو الحالي لاختيار الرؤساء المشتركين لبلديات الشعب. وفي هذا الصدد، فإن النساء اللاتي تعملن وتناضلن من أجل تنمية الثورة النسائية سيؤسسن تمثيلاً بلدياً ديمقراطياً ومتساوياً وحراً من خلال هذه الانتخابات.   

 

البلديات هي مراكز دمقرطة المجتمع

تعتبر البلدية من أهم مؤسسات إدارة البلاد التي ترتبط مباشرة بالمجتمع في المقام الأول وتعمل 24 ساعة يومياً لخدمته، بالإضافة إلى ذلك، يمكن اعتبار البلديات كعنوان لتنظيم المجتمع. في وعي الدولة القومية عرفت البلديات الشعبية التي تعتمد على الإدارة الذاتية الاجتماعية كمركز للسلطة، وتحقيق المصالح الشخصية واحتكار الاقتصاد. لكن القائد عبد الله أوجلان أكد دائماً على أن البلديات يجب أن تصبح أساس الحكم الذاتي الاجتماعي وتتحول إلى مجتمعات ديمقراطية مستقلة من خلال أنشطتها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.

 

نظام الرئاسة المشتركة في 121 بلدية في إقليم شمال وشرق سوريا

وفي إقليم شمال وشرق سوريا، ومع تطبيق نظام الإدارة الذاتية، دخل نموذج الأمة الديمقراطية حيز التنفيذ في كافة مجالات الحياة. لذلك تعتمد بلديات الشعب في إقليم شمال وشرق سوريا على السياسة الديمقراطية لمفهوم الإدارة الذاتية الاجتماعية، والتي تشهدها 121 بلدية في إقليم شمال وشرق سوريا، خمسة منها في الشهباء، وتسعة في الطبقة، و16 في الرقة، و11 في الفرات، و56 في مقاطعة الجزيرة، و18 في دير الزور.

 

حضور المرأة في الانتخابات السورية

وتشهد سوريا، وهي إحدى دول الشرق الأوسط التي يحكمها نظام البعث، أزمة سياسية واجتماعية واقتصادية منذ عام 2011. ورغم الظروف الصعبة التي تعيشها سوريا، نظم نظام البعث انتخابات مجالسه الإدارية والبلديات عام 2022. ولم يكن قد تم إجراء تلك الانتخابات منذ عام 2011، إلى ما قبل عامين. إن نظام البعث، بعقليته القومية، يبذل قصارى جهده لممارسة سلطته على الشعب، ويتجلى ذلك في الانتخابات أيضاً. وتجري الانتخابات تحت سيطرة القوات الأمنية السورية، كما ينجح في الانتخابات مرشحو حزب البعث والأحزاب التابعة له، الأمر الذي يجعل السلطة في البلديات تابعة لنظام البعث مرة أخرى. ويستخدم نظام البعث الألاعيب في كافة الانتخابات ويضغط على المجتمع لمواصلة حكمه وسلطته على الشعب السوري.

ومن جهة أخرى، لا توجد مشاركة للمرأة السورية على المستوى السياسي والدستوري والتشريعي والقيادي، حيث تبلغ نسبة حضور المرأة 12 بالمئة في مجلس الشعب، ولا توجد امرأة في مناصب قيادية. كما تبلغ 5 بالمئة في مجالس الإدارات المحلية. وهذه النسبة من النساء فعلياً غير موجودة، بل تبقى شكلية فقط. وفي المجال الدستوري أيضاً، من المفترض أن يكون هناك 12 مقعداً نسائياً في وفد حكومة دمشق، بالإضافة إلى 6 مقاعد في هيئة التفاوض، و19 مقعداً في قائمة المجتمع المدني. ورغم ذلك فإن نسبة مشاركة المرأة لا تصل إلى 30 بالمئة.

 

انتخابات ما بعد الثورة في إقليم شمال وشرق سوريا

بعد ثورة روج آفا وتطبيق نظام الإدارة الذاتية، اعتمد شعب إقليم شمال وشرق سوريا، الذي تحرر من نظام البعث عام 2012، على نظام الإدارة المحلية والإرادة الحرة والديمقراطية. وعلى هذا الأساس تم تنظيم المؤسسات والهيئات في كافة مجالات الحياة، من المجالس السياسية والقانونية والإدارية والثقافية والدبلوماسية والتعليمية والخدمية والإعلامية والاجتماعية والدفاع عن النفس والمرأة وغيرها.

وانقسمت الانتخابات الفيدرالية الديمقراطية الأولى عام 2017 إلى ثلاث مراحل أجريت في مقاطعة الجزيرة وعفرين والفرات. وكانت انتخابات البلديات والمجالس تجري آنذاك تحت إشراف المفوضية العليا للانتخابات.

 

إقليم شمال وشرق سوريا يتجه نحو مرحلة جديدة

وبعد استلام الإدارة الذاتية الديمقراطية كافة مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، في كانون الأول/ديسمبر 2023، أعلنت الإدارة الذاتية عن عقدها الاجتماعي الجديد. وفي العقد، يعتبر إقليم شمال وشرق سوريا منطقة، وتشمل مقاطعة الجزيرة والفرات ومنبج والطبقة والرقة ودير الزور والشهباء/عفرين. ومن خلال هذا العقد سيتم إجراء العديد من التغييرات في أساليب عمل الإدارة الذاتية، كما سيتم تنظيم مؤسسات جديدة. 

وعلى هذا الأساس رأت الإدارة الذاتية أنه من الضروري إجراء الانتخابات والتجديدات في المجالات الأخرى. ولذلك تقرر إجراء انتخابات رؤساء البلديات المشتركين في 30 أيار/مايو، كما سيتم إنشاء اتحاد البلديات ومجلس البلديات.

وخلال سلسلة الأعمال الانتخابية في كانون الثاني/يناير، تم إنشاء المفوضية العليا للانتخابات، والتي تتألف من 20 خبيراً. كما تمت الموافقة على قانون الانتخابات البلدية وإعلانه في نيسان/أبريل.

وكما هو متوقع، ستشارك الأحزاب الموجودة في إقليم شمال وشرق سوريا وأفراد مستقلون كمرشحين في هذه الانتخابات.

 

إن وجود المرأة في البلديات هو ضمانة لإنجازات ثورة المرأة

إن نساء إقليم شمال وشرق سوريا، اللاتي ناضلن من أجل مجتمع ديمقراطي وأخلاقي وسياسي واجتماعي وسياسي لمدة 10 سنوات، يظهرن نتائج هذا النضال اليوم. إن النساء الموجودات حالياً في مراكز صنع القرار يقدن عملية خلق مجتمع متقدم ومثقف حيث تعتبر مشاركة المرأة في كافة مجالات صنع القرار مكسباً ووجوداً أساسياً. ولذلك فإن مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية ستكون مفتاح نجاح مشروع الأمة الديمقراطية وإنشاء بلديات ديمقراطية تعتمد على إرادة المجتمع. وفي هذا الصدد، أعلنت منظمة مؤتمر ستار التي ستمثل الرئيسات المشتركات في الانتخابات، عن تحالف مع حزب الاتحاد الديمقراطي PYD لتحديد المرشحين وإعداد قوائم مشتركة.

 

تعمل النساء من أجل بلديات ديمقراطية وبيئية على أساس التمثيل المشترك

كما أعلن تجمع نساء زنوبيا، المنظم في مناطق مثل الرقة ومنبج والطبقة ودير الزور، عن تحالفه مع حزب سوريا المستقبل لانتخابات 30 أيار/مايو. إن النساء اللاتي قمن بانتخابات تمهيدية بقيادة مؤتمر ستار وتجمع نساء زنوبيا بصوت المرأة لتحديد مرشحاتهن للرئاسة المشتركة، وبهدف التمسك بإنجازاتهن وعلى أساس التمثيل المشترك يقمن بعملهن من أجل بلديات ديمقراطية وبيئية.

غداً: تحدثت المتحدثة باسم مؤتمر ستار زوزان بكر عن الانتخابات المحلية التي ستجري في 30 أيار/مايو وأشارت إلى إنجازات المرأة التي ستتحقق من خلال الانتخابات.