الوضع كارثي... توقف 150 مطبخاً عن العمل في شرق النيل
ناشدت المتحدثة باسم غرفة طوارئ شرق النيل المنظمات والأفراد للمساعدة والتدخل بعد توقف 150 مطبخاً عن العمل دفعة واحدة في منطقة شرق النيل بالعاصمة الخرطوم بسبب عدم وجود تمويل.
ميساء القاضي
السودان ـ تمر منطقة شرق النيل بأزمة إنسانية غير مسبوقة بعد توقف المطابخ التي وصفتها بأنها "شريان الحياة" لآلاف الأسر التي تعتمد عليها في توفير وجبتها اليومية في ظل ظروف اقتصادية قاسية تفاقمت بسبب الصراع.
قالت هند الطائف المتحدثة باسم غرفة طوارئ شرق النيل لوكالتنا، إن 150 مطبخاً توقف عن العمل بسبب نقص الدعم وعدم توفره، لافتةً إلى أن منطقة شرق النيل تضم ما بين 170 ـ 200 مطبخ بعضها توقف لفترات طويلة وفشلت محاولات الدعم لكونه غير مستمر.
وأوضحت أنهم وجهوا نداءات عاجلة لعدد من المنظمات لتقديم الدعم بعد توقف 150 مطبخ عن العمل دفعة واحدة ونتمنى الاستجابة "هناك انتشار كبير للكوليرا أيضاً وليست هناك أدوية متوفرة أو محاليل وريدية أو حتى مسكنات متوفرة إلا بمبالغ باهظة وفي حال توفرت المبالغ يتم إحضارها من مدينة شندي وهو أمر صعب ويعرض المتطوعين لخطر كبير".
ووجهت هند الطائف نداءات لدعم المطابخ "نحتاج إلى دعم إعلامي وإلى إيصال المساعدات لمنطقة شرق النيل ودعم المطابخ حتى لا تزيد حالات سوء التغذية وإلى دعم طبي حتى تتم السيطرة على حالات الكوليرا، كما نحتاج إلى تكاتف وتعاضد كل الشعب السوداني وإلى وقف الحرب".
ووصفت الوضع في منطقة شرق النيل بالكارثي "ولاية الخرطوم كانت من أول الولايات التي بدأ فيه الصراع وللأسف الخرطوم عاصمة بنيتها التحتية ضعيفة، لذلك انهارت بسرعة كبيرة، فالوضع منذ بداية الصراع كارثي لكن زاد سوءاً بسبب استمرار الصراع لفترة طويلة فأدى ذلك إلى انهيار القطاع الصحي والاقتصادي وتوقف الإنتاج وشح الغذاء والدواء وانعدم الأمن".
وقالت إن إنشاء غرفة طوارئ شرق النيل تم بعد يوم واحد من بدء الصراع وفتحت الغرفة منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي في السابع عشر من نيسان/أبريل 2023 "كنا نعمل على رصد الأحداث لمعرفة الطرق الآمنة التي يمكن للمواطنين الحركة عبرها ونرشدهم على مناطق توفر العلاج والغذاء في ذلك الوقت حتى أصبحت الأوضاع أسوأ في نيسان المنصرم بسبب عدم وجود الخدمات من مياه شرب وكهرباء وكنا نحاول توفير الوقود من أجل أن يتمكن الناس من تشغيل مولدات الكهرباء والحصول على المياه من الآبار، كما توقفت خدمات الإنترنت".
وعن نشاط الغرفة في مطابخ الأحياء أو المطابخ التكافلية والمعروفة محلياً باسم "التكايا"، أوضحت هند الطائف أن غرفة طوارئ شرق النيل وسعت نشاطها لتدعم المطابخ التكافلية التي كانت قد بدأت بمبادرات المواطنين داخل الأحياء في ذلك الوقت، لكن نزوح أعداد كبيرة لمنطقة شرق النيل مؤخراً من مناطق أخرى من الخرطوم ومن ولاية الجزيرة، زاد الضغط على المنطقة وهي منطقة كبيرة.
وأضافت "لدينا عدد كبير من النازحين وليست هنالك مراكز إيواء منشأة، فهناك من هم في العراء في الشارع تحت الأشجار بدون خيمة أو أغطية أو أسرة تأويهم، فوجود هذه الأعداد الكبيرة من النازحين زاد من حالات الكوليرا خصوصاً في منطقة أم ضواً بان".
والجدير بالذكر أن منطقة شرق النيل تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ بداية الصراع في السودان منتصف نيسان/أبريل من عام 2023 ويعاني سكانها من أوضاع إنسانية صعبة للغاية منذ ذلك الوقت.