الطريق إلى دمشق محفوف بالخطر... نساء السويداء تطالبن بالأمان والمحاسبة
في ظل تصاعد التوترات الأمنية وتكرار مشاهد الاستهداف، تعود مدينة السويداء السورية إلى واجهة الأحداث من جديد، وهذه المرة عبر مظاهرة غاضبة قادتها أصوات نسائية تطالب بالأمان والمحاسبة.
					روشيل جونيور
السويداء ـ الحادثة الأخيرة التي طالت حافلة مدنيين على طريق دمشق ـ السويداء، لم تكن مجرد اعتداء عابر، بل شكلت صدمة جديدة لأهالي المدينة الذين باتوا يشعرون أن الطرقات التي تربطهم بالعاصمة تحولت إلى مساحات للخوف والمجهول.
شهدت ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء السورية، اليوم السبت الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، تجمعاً حاشداً لعشرات المواطنين الذين خرجوا في مظاهرة غاضبة تنديداً بالهجوم الذي طال حافلة تقل مدنيين من أبناء المدينة أثناء عودتهم من دمشق.
وأسفر الاعتداء عن فقدان شخصين لحياتهم وإصابة عدد من الجرحى بينهم حالات حرجة، ما أثار موجة من الغضب الشعبي والمطالبات بتأمين الطرق ومحاسبة المسؤولين عن الحادث، في وقت تتزايد فيه المخاوف من عودة مشاهد العنف والاستهداف التي عانى منها أبناء السويداء خلال الأشهر الماضية.
وطالب المشاركون والمشاركات في الاحتجاج بتأمين الطرقات بشكل فعلي، ووقف الاعتداءات المتكررة، مؤكدين أن أبناء السويداء يستحقون العيش بأمان وكرامة، بعيداً عن الخوف والعنف الذي بات يهدد حياتهم اليومية.
شهادات من قلب الاحتجاج
وعلى هامش الاحتجاج قالت مفيدة سعيد من قرية المزرعة "نحن هنا لنستنكر هذا الفعل الجبان، قيل لنا إن الطريق آمن، فاطمأن الناس وسافروا، لكنهم وقعوا في فخ غادر. فقدنا شباباً في عمر الزهور، وهناك من يصارع الموت. لماذا يُعاقب أهل السويداء؟ هل لأننا دروز؟ كل ما نريده هو العودة إلى قرانا وعيش حياة كريمة".
من جانبها علقت باسمة العقباني على زيف الوعود المتعلقة بتأمين الطريق، قائلةً "السويداء ما زالت محاصرة، والاعتداءات مستمرة رغم اتفاق عمان الذي يفترض أن يضمن سلامة الطريق الواصل بين السويداء ودمشق، الطالبة التي ذهبت لجلب أوراق تخرجها عادت قتيلة، الطريق ما زال محفوفاً بالخطر، الناس تستخدمه اضطراراً ولا أحد يعلم إن كان سيعود حياً، القرى المهجرة ما زالت خالية، وبعض الجهات تتعامل معها كغنائم" في إشارة إلى التعديات على ممتلكات الأهالي المهجرين.
كما عبرت آمال الخطيب من قرية الثعلة عن ألمها "كنا نعتقد أننا تجاوزنا زمن الهمجية، لكن ما حدث يعيدنا إلى الوراء. نحن شعب مسالم لا نحمل السلاح، لكنهم خطفوا أرواح الأبرياء. الرحمة للضحايا، ونتمنى عودة المهجرين إلى قراهم وممتلكاتهم، وضمان حياة كريمة بعيداً عن الحصار والضغوط".