السويداء توحّد صوتها في القداس... "سوريا للجميع والإرهاب لا دين له"

في تفجير استهدف كنيسة مار إلياس في العاصمة السورية دمشق، فقد تسعة أشخاص حياتهم من أبناء مدينة السويداء، حيث أكّدت نساء الجبل برسالة محبة ووحدة "نحنا شعب واحد"، ليُجدِّدن عهد التماسك والتآخي بين أبناء سوريا كافة.

روشيل جونيور

السويداء ـ تقويض التعايش الديني وإثارة الفتنة بين مكونات المجتمع السوري، السبب الرئيسي لتفجير كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق، في وقت تشهد فيه البلاد مرحلة انتقالية حساسة.

في واحدة من أبشع الهجمات التي شهدتها دمشق مؤخراً، تم أمس الأحد 22 حزيران/يونيو، استهداف كنيسة مار إلياس في حي دويلعة أثناء تأدية قدّاس، ما أسفر عن مقتل 20 شخص من بينهم تسعة مدنيين من السويداء، بينهم أربع نساء، إلى جانب عشرات الجرحى، وقد شكل الهجوم صدمة في عموم سوريا، وردود فعل واستهجان لدى السوريين الذين أكدوا رفضهم للعنف والفتنة.

وفي موقف وطني يعكس تلاحم المجتمع السوري، شهدت السويداء اليوم 23 حزيران/يونيو، قدّاساً في كنيسة القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس تكريماً لأرواح الضحايا الذين قضوا في تفجير كنيسة مار إلياس بدمشق، وشارك في القداس أبناء المدينة من مختلف الطوائف، في مشهد لافت أبرز وحدة الصف السوري في وجه الفوضى والفتنة.

وفي هذا السياق، صدحت أصوات نساء السويداء مؤكّدات رفضهن للانتهاكات ودعوتهن للوحدة، مجددات العهد بأن "سوريا للجميع، والإرهاب لا دين له"، وتساءلن بحرقة إلى متى ستظل سوريا مسرحاً للقتال والمعاناة، في دعوة صادقة لإنهاء دائرة العنف وبناء مستقبل يسوده السلام والتعايش.

في حديث مؤثّر عكس عمق التلاحم الوطني، عبّرت ابتسام المسبر، إحدى نساء السويداء، خلال مشاركتها في قدّاس كنيسة القديس جاورجيوس عن تضامنها مع ذوي الضحايا الذين قضوا في تفجير كنيسة مار إلياس بدمشق، "الرحمة على أرواح الضحايا، وليكن ذكراهم مؤبداً، المصاب مصاب الجميع، والألم ألمنا كلنا، فنحن أهل وعائلة واحدة".

وأكدت أن الروح الوطنية تتجاوز المفاهيم الطائفية "نحن لا نعرف كلمة طوائف، الوطن للجميع"، مشيرةً إلى أن القدّاس شهد حضوراً واسعاً من مختلف أبناء المجتمع، في تأكيد على التعايش الراسخ بين مكونات الشعب السوري.

 

 

بدورها، عبّرت سونا نقولا خلال قدّاس التأبين عن مشاعر الحزن والتضامن مع ذوي الضحايا "نحن اليوم لوحة فسيفسائية من جميع الطوائف اجتمعت في الكنيسة للصلاة على أرواح الضحايا، ونرجو الرحمة لجميع الضحايا".

وأكدت أن العمل الإجرامي الذي وقع لا يمتّ لأي دين أو طائفة بصلة، مشددةً على أن "السويداء وسوريا تعيشان في حالة دائمة من التعايش بين مختلف المكونات".

كما أعربت عن أملها في أن تكون هذه آخر الأحداث الدامية، مجددةً الإدانة الشديدة لهذا الفعل الإجرامي الذي لا ينتمي إلى أي دين أو وطن، وختمت بالتأكيد على أن "سوريا تحتضن الجميع، والكنائس مفتوحة لكل الناس، وهذا ما نفخر به".

 

 

كما عبّرت شادية الفريحات خلال القدّاس عن حزنها العميق عقب التفجير الذي استهدف كنيسة مار إلياس بدويلعة، مؤكدةً أن الضحايا الذين قضوا هم "شهداء على الإيمان والمحبة"، واستشهدت بكلمات السيد المسيح "أنا هو القيامة والحياة، من آمن بي وإن مات فسيحيا"، مشددةً على أن الجريمة "لا تُغتفر" لأنها استهدفت جميع السوريين على اختلاف أطيافهم، معتبرةً أن سوريا كانت وستبقى "بدين واحد وشعب واحد".

 

 

من جهتها، عبّرت الشابة ماري عيسى، من كشاف الكنيسة، عن مخاوفها من تصاعد العنف الذي طال حتى دور العبادة "بتنا نخاف حتى من الصلاة"، مضيفةً أن "سوريا لم تعد آمنة".

إلا أنها أكدت في الوقت نفسه على وحدة الصف، "اليوم كنا سويّة، درزي ومسيحي ومسلم، نحن أخوة، وشعب واحد"، واختتمت بتعبير عن الأمل والإصرار "إيد بإيد سنعيد إعمار البلد".