السودان تواجه أكبر الأزمات الإنسانية في العالم بكل المقاييس

أكد منسق الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي، أن الأوضاع في السودان تعد من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم بكل المقاييس، والذي سيترك عواقب مدمرة على شعب السودان والمنطقة بأسرها.

مركز الأخبار ـ تشهد السودان أوضاعاً إنسانية غير مسبوقة بسبب استمرار النزاع الذي سيدخل عامه الثاني بعد أيام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع والذي أدى إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 15 مليون شخص داخل البلاد وخارجها.

مع اقتراب النزاع في السودان من إكمال عامه الثاني، وصف منسق الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي لأزمة السودان أمس الخميس العاشر من نيسان/أبريل، الأوضاع في السودان بأكبر أزمة إنسانية في العالم بكل المقاييس، مؤكداً أن النزاع في السودان ذات عواقب مدمرة على شعب السودان والمنطقة بأسرها.

وقال إن أربعة من كل خمسة نازحين في السودان من النساء والاطفال، حيث نزح أكثر من ثمانية ملايين شخص داخلياً، وفر أربعة ملايين عبر الحدود إلى دول تعاني في الأساس من مستويات مرتفعة من الجوع والاحتياجات الإنسانية.

وفيما يتعلق بالجوع أكد المنسق أن السودان هو المكان الوحيد في العالم الآن الذي تأكدت فيه المجاعة وهي المجاعة الثالثة التي يتم تصنيفها في هذا القرن، لافتاً إلى أن الإعلان عن المجاعة لأول مرة في مخيم "زمزم" في دارفور العام الماضي، والتي امتدت منذ ذلك الحين إلى عشر مناطق في دارفور.

وأفاد أنه في جميع مناطق السودان يواجه قرابة 25 مليون شخص أي قرابة نصف السكان جوعاً شديداً ويعاني قرابة خمسة مليون طفل وأُم من سوء التغذية الحاد، مشدداً على أن هذه الأزمة من صنع الإنسان لأنها ناجمة عن النزاع وليس من الجفاف او الفيضانات أو الزلازل، بل هي من صنع الإنسان بسبب عرقلة أطراف النزاع الوصول للمساعدات الإنسانية.

ومع ازدياد الوضع الإنساني في السودان في ظل استمرار النزاع، حذر المنسق من أن عشرات الآلاف من الأشخاص معرضون لخطر الموت خلال العام الثالث من النزاع، إذا لم تتمكن المنظمات الإنسانية من الوصول إلى المحتاجين وتوفير الموارد اللازمة.

وفي ظل هذه الظروف الصعبة، يسعى برنامج الأغذية العالمي إلى توسيع نطاق المساعدات في سبيل الوصول إلى سبعة ملايين شخص بحلول منتصف العام الجاري، خاصة في المناطق التي تواجه المجاعة أو المهددة بها، ومع اقتراب موسم الأمطار تصبح العديد من الطرق غير سالكة، مما يجعل توفير المساعدات مسبقًا أمراً بالغاً في الصعوبة "نحن في سباق مع الزمن لتوفير المساعدات مسبقاً بالقرب من السكان المحتاجين".

وأكد المنسق أن الشعب في السودان بحاجة إلى وقف إطلاق النار وأنهاء الأعمال العدائية حتى يتمكنوا من إعادة بناء حياتهم.

 

مقتل 15 شخص

وعلى الصعيد الميداني، قالت مصادر محلية سودانية، إن 15شخصاً قتلوا على الأقل في قصف لقوات الدعم السريع على مخيم أبو "الشوك" للنازحين في مدينة الفاشر في إقليم دارفور، بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة أم كدادة القريبة من عاصمة ولاية شمال دارفور.

وأدى النزاع في السودان إلى مقتل عشرات الآلاف من السكان ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، كما تم إعلان المجاعة في أجزاء من البلاد من بينها مخيمات النازحين حول الفاشر، ومن المرجح أن تنتشر أكثر وفق تقارير الأمم المتحدة، مما يضع البلاد أمام واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.