مركز الأخبار ـ تسبب النزاع المستمر في السودان بمقتل عشرات الآلاف من المدنيين وتشريد أكثر من 14 مليون شخصاً لداخل وخارج البلاد، في حين تدمرت البنى التحتية، ما تسبب بتوقف معظم المرافق عن العمل.

تسبب قصف الجيش السوداني بغارة جوية على حي السينما في مدينة نيالا، أمس الاثنين الثالث شباط/فبراير، بمقتل 25 مدنياً، وإصابة 63 آخرون بجروح، فيما قتل 40 شخصاً وأصيب 70 أخرون إثر قصف مدفعي استهدف مدينة كادقولي جنوب كردفان.

وأكدت منظمة "أطباء بلا حدود" في بيانها، أن نصف السكان في السودان أي ما يقارب الـ 24 مليون و600 شخص، يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وأن هنالك 8.5 مليون شخصاً في البلاد يواجهون حالة طوارئ أو حالة شبيهة بالمجاعة، مشددةً على ضرورة تحرك الجهات المانحة الدولية والأمم المتحدة وطرفي النزاع، لمنع المزيد من الضحايا التي يمكن تجنبها بسبب سوء التغذية في البلاد.

وأشارت المنظمة إلى أن "البيانات تظهر معدلات مروعة لسوء التغذية في مواقع متعددة"، لافتةً إلى تفاقم الأزمة ناجمة عن النزاع المستمر منذ أكثر من عام ونصف، حيث أن الطرفين يستمران بعرقلة وصول المساعدات للمدنيين.

ومن جانبه أوضح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أثناء زيارته للسودان أنه التقى بعض اللاجئين السودانيين البالغ عددهم 900 ألف شخص نزحوا بحثاً عن الأمن والغذاء "هؤلاء يشكلون جزءً ضئيلاً من 122 مليون مدني على مستوى العالم أجبروا على الفرار من ديارهم".

 

نزوح 473 ألف شخص من مدينة الفاشر

وقالت منظمة الهجرة الدولية أمس الاثنين، إن 473 ألف شخص فروا من مدينة الفاشر منذ نيسان/أبريل 2024 نتيجة وقوع 56 حادثة أمنية في المدينة، مشيرةً إلى أن 605،257 فرداً أي قرابة 121،179 أسرة في ولاية شمال دارفور نزحوا.

وأوضحت المنظمة، أن من بين إجمالي الحوادث المبلغ عنها منذ بداية نيسان/أبريل هي 56 حادثة، أي 59% وقعت في محلية الفاشر شمال دارفور، من بينها هجمات على أحياء المدينة بما في ذلك معسكر "أبو الشوك" للنازحين والمشفى السعودي الذي تعرض لهجوم أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين، إضافة إلى تعرض الأحياء الغربية للمدينة لهجمات.

وخلال الفترة ما بين 30 ـ 31كانون الثاني/يناير الفائت نزح قرابة 3700 أسرة من قرى مختلفة في جميع أنحاء الفاشر بسبب الهجمات الأخيرة لقوات الدعم السريع، كما نزحت الأسر من قرى شقره أب وخزان قولو إلى مواقع وأماكن أكثر أماناً داخل المدينة.

وتسبب النزاع المستمر في بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف نيسان/أبريل 2023، بمقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 14 مليون مدني، التي أدت بأزمة إنسانية خانقة تطال معظم المدنيين في أنحاء البلاد، وأكثر من نصفهم من الأطفال.