'الصمت على المجازر بحق العلويين أمر غير مقبول'
أشارت قدريه دوغان الرئاسة المشتركة للجمعيات العلوية الديمقراطية (DAD)، إلى أن المجازر التي يتعرض لها العلويين في سوريا يجب أن تتوقف فوراً، وأن الصمت أو التجاهل أمر غير مقبول.

ساريا دنيز
إسطنبول ـ في أعقاب الإطاحة بالنظام البعثي في سوريا وإقامة حكومة مؤقتة من قبل جهاديّ هيئة تحرير الشام، تستمر الفوضى في البلاد، وأدت الهجمات والمجازر ضد العلويين والدروز إلى تصعيد التوترات الطائفية في المنطقة.
أصبح الرأي العام العالمي على علم بالقمع والمجازر المرتكبة بحق العلويين في سوريا، على يد عناصر تابعة لجهاديي هيئة تحرير الشام في مناطق الساحل السوري وخاصة مدينتي اللاذقية وطرطوس ذات الغالبية العلوية في سوريا.
العدد أكبر بكثير مما تم الإعلان عنه
منذ السادس من آذار/مارس الجاري، كشفت الصور المتداولة في وسائل التواصل الرقمي عن خطورة الأحداث الدائرة في سوريا، منها متاجر منهوبة، ومستودعات أغذية فارغة، والعديد من السيارات المدنية المحترقة، وأشخاص تعرضوا للتعذيب ومجازر، بما في ذلك جثث الرضع والأطفال والنساء، كانت بعض الأشياء التي عكستها الصور.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان المجازر التي ارتكبت منذ السابع من آذار/مارس الجاري، في مدن طرطوس منها بانياس وجبال اللاذقية وقريتي الرملية والرصافة في ريف مصياف والعديد من الأماكن الأخرى، ووفقاً لأحدث بيانات المرصد السوري لحقوق الإنسان التي نشرت في العاشر من آذار/مارس، فقد قُتل 973 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، في هذه المجازر، علاوة على ذلك، فإن هذا العدد هو فقط الحالات التي يمكن رصدها، ويذكر أن العدد أعلى من ذلك بكثير.
اللامبالاة تجاه المجازر
في ظل الصمت المطبق إزاء ما يحدث، توالت التصريحات حول المجازر، ولكن لم يتم اتخاذ أي خطوات ملموسة لوقفها حتى الآن، فقد تجاهل رئيس الحكومة المؤقتة أحمد الشرع "الجولاني" المجازر ووصفها بأنها "فتنة جديدة"، بينما أدانت وزارة الخارجية الأمريكية الهجمات، معبرةً عن وقوفها إلى جانب الأقليات العرقية في سوريا وعلى رأسهم العلويين والدروز والمسيحيين والكرد، بينما قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي أن الجماعات المدعومة من تركيا والموالية لداعش هي المسؤولة عن الهجمات التي تسببت في مجازر بحق العلويين، وفي حين كان موقف الدولة التركية من الهجمات هو اللامبالاة، حيث صرح وزير خارجيتها هاكان فيدان "سندعم جميع أنشطة الإدارة السورية".
المجازر الأكثر دموية
ليست هذه المجازر هي الهجمات الأولى ضد العلويين في البلاد، فمنذ اندلاع الأزمة السورية، تم استهداف العلويين من قبل هيئة تحرير الشام، ووقعت عشرات المجازر، ومنذ عام 2017، شهدت المنطقة أكثر المجازر دموية، حيث تم اختطاف المدنيين العلويين من قبل مسلحين واحتجازهم كرهائن للحصول على فدية، وتم ذبح بعضهم علناً.
"تُركت الدولة لتقودها العصابات"
في حديثها إلى وكالتنا حول الأحداث التي تكشف عن تعرض المدنيين من أبناء الطائفة العلوية لكل أنواع المعاملة المهينة بتهور، دعت الرئاسة المشتركة للجمعيات العلوية الديمقراطية (DAD) قدرية دوغان الجميع إلى التصرف بمسؤولية في حماية الكرامة الإنسانية.
وذكرت قدريه دوغان أنه بعد استيلاء جهاديّ هيئة تحرير الشام على السلطة تواترت الأخبار عن مجازر بحق العلويين، "إذا تم إخلاء قطعة أرض أو مكان ما يتم استهداف مستوطنات بديلة مكانها، يتم إخلاء العلويين من هناك واستبدالهم بآخرين، وقد تم بالفعل إخلاء المنازل، وتجري مصادرة ممتلكاتها المتبقية، أمام أعين العالم، تُركت دولة لعصابات لم تفعل شيئاً حتى اليوم سوى القتل والنهب، كان من الصعب علينا أن نفهم بأي عقلية تم ذلك، نحن نعيش في فترة يصعب فيها التنبؤ بما وراءها وما سيخرج منها، لقد جردوا الناس من أسلحتهم بدعوى أن كل شيء سيكون على ما يرام إذا ما ألقيتم أسلحتكم واستسلمتم، ثم عوقبوا بهذه المجازر، لقد شهدنا وضعاً مشابهاً لما حدث في شنكال، في البداية يُظهرون مقاربة جيدة، ثم عرضوهم لمجازر دامية".
"تركيا تدعم ارتكاب المجازر"
في إشارة إلى أنهم يعلمون أن هيئة تحرير الشام والمرتزقة في سوريا مدعومة من تركيا، قالت قدريّة دوغان "هذا ليس شيئاً مخفياً، بل يتم ذلك علناً، لقد استضافوا الجولاني في القصر"، لافتةً إلى أنهم طالبوا الدولة التركية أيضاً بوقف المجازر "على الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمات حقوق الإنسان وجميع من يتحملون المسؤولية أو لديهم سلطة في هذا الشأن أن يتحدثوا علناً ويوقفوا المجازر بحق المدنيين".
وشددت على أن سوريا يجب أن تدخل في عملية ديمقراطية ودستورية يمكن فيها للشعوب والمعتقدات أن تؤسس لحياة مشتركة معاً، "لن تجد البلاد السلام مع نظام بعثي جديد في يد جماعات معينة تضطهد الآخرين، لهذا السبب، علينا أن ندعو إلى أن يسود المنطق السليم في أقرب وقت ممكن وأن يحترم الناس حقوق بعضهم البعض".
"لا يمكن ربط العلويين بالنظام السابق"
ذكرت قدريّة دوغان أن العقيدة العلوية قائمة على الحياة والبقاء، "بما أن العقيدة العلوية عقيدة قائمة على الحب والبقاء، فهي ليست عقيدة يمكن أن تنظم على أساس التنظيم الاضطهادي، وبهذا المعنى فهي ليست عقيدة يمكن أن تخلق دفاعاً خاصاً بها، إنه شعب ضعيف للغاية، كما أنهم يربطون العلويين في سوريا بنظام الأسد البعثي ويحاولون تحميل العلويين في سوريا مسؤولية أفعال هذا النظام، إلا أن العلوية ليست معتقداً مشتركاً مع نظام البعث أو أن تكون على هذا النحو، فليس من المقبول فرض تصرفات النظام على الطائفة العلوية وتحميلها ثمن أفعاله، فالعقيدة العلوية لا تؤيد القتل، بل هي عقيدة اتخذت من الحفاظ على الحياة شعاراً لها، وقد بنى جوهره على ذلك".
"يجب أن تتوقف المجازر"
"سنرفع صوتنا ضد المجازر التي يتعرض لها العلويون في الساحل السوري من خلال تحميل نظام الأسد و ومرتزقة هيئة تحرير الشام مسؤولية ما يتعرض له هؤلاء المدنيين"، هكذا أشارت قدريه دوغان إلى إصرارهم على النضال على جميع المنابر إزاء ما يحدث للمدنيين في سوريا "العلويون ليسوا وحدهم، نحن ضد ما يتعرضون له من مجازر، لذلك نطالب بفتح ممر إنساني ووضع حد للمجازر التي يتعرضون لها، إن السكوت أو التجاهل هو في الحقيقة أمرٌ لا ضمير له، في هذه العملية، على الجميع أن يكون صوتاً ضد المجازر وأن ينادوا بإيقافها، نحن أيضاً نوجه نداءاتنا لوقفها".