الشتاء الأفغاني... ما بين البرد والفقر والظل الثقيل لطالبان
في أفغانستان لم يتسبب فصل الشتاء في برودة الطقس فقط، بل أدى إلى تفاقم الأزمات الناجمة عن حكم طالبان، فمن الفيضانات والفقر إلى ارتفاع أسعار الوقود وتلوث الهواء، مما فاقم من معاناة السكان.
بهاران لهيب
أفغانستان ـ حل الشتاء القاسي على أفغانستان، وبدأت معاناة الأسر في توفير الوقود ومستلزمات الحياة تظهر خاصة بعد استيلاء طالبان على المساعدات الداخلة للبلاد وارتفاع أسعار المحروقات.
إلى جانب حكم حركة طالبان وممارسته القمعية بحق شعبه خاصة النساء، فإن الطبيعة أيضاً لا تظهر السعادة لشعب أفغانستان، فمنذ بداية العام تسببت الفيضانات والعواصف في مناطق مختلفة من البلاد بمقتل مئات الأشخاص وتدمير منازلهم، كما استغلت حركة طالبان هذه الأزمة واستولت على مساعدات منظمات الإغاثة، في وقت يعيش فيه الأهالي ظروفاً إنسانية صعبة.
ومع قدوم فصل الشتاء، ارتفعت أسعار الوقود والخشب بشكل حاد وأصبحت نادرة، لا يستطيع أحد خاصة من يعيشون أوضاعاً اقتصادية صعبة من شراء الوقود المناسب ويضطرون إلى حرق البلاستيك والإطارات القديمة والقمامة لتدفئة غرفهم الباردة والرطبة، أولئك الذين لديهم وضع مالي أفضل يستخدمون الفحم منخفض الجودة المتوفر في السوق للتدفئة.
وأدى تساقط الثلوج والبرد الشديد إلى قطع طرق الاتصال بين المدن والقرى، إلا أن حركة طالبان غير قادرة على إخلاء الطرق على الرغم من حصولها علنا على 40 مليون دولار أسبوعياً، فقد أدى حرق المواد ذات الجودة المنخفضة إلى تلويث الهواء بشدة، كما واجهت مدن مثل كابول، التي تضم عدداً أكبر من السكان أزمة تلوث هواء خطيرة، والضحايا الرئيسيون لهذه الأزمة هم النساء والأطفال.
وفي الآونة الأخيرة ازادت إحصائيات أمراض الجهاز التنفسي بشكل ملحوظ، ومع ذلك فإن الوصول إلى الأطباء والمستشفيات المجهزة تجهيزاً جيداً والأدوية عالية الجودة محدود للغاية، وتذهب الأسر التي تتمتع بوضع مالي أفضل إلى باكستان لتلقي العلاج، لكنها تواجه العديد من المشاكل والإهانات على الحدود.
ويرتفع معدل وفيات الأطفال والبالغين في فصل الشتاء بسبب البرد وتلوث الهواء، وبالإضافة إلى نقص الوقود، لا يملك الكثير من الناس ملابس دافئة أو مرافق تدفئة مناسبة، وفي هذه الأثناء عندما تعبر مطار كابول، ستشاهد مسؤولين رفيعي المستوى من طالبان يعودون من مراسم الحج في سيارات فاخرة، وفي الوقت نفسه يتعين على الباعة المتجولين والسائقين دفع أموال يومية لطالبان بالإضافة إلى الضريبة الشهرية، وفي المكاتب الحكومية، يجب رشوة المسؤولين ومعظمهم من طالبان للقيام بأصغر المهام.
ومن المسؤولين رفيعي المستوى إلى الأعضاء ذوي الرتب المنخفضة في حركة طالبان، فإنهم يفكرون في الغالب في الزواج الثاني والثالث والرابع من نساء متعلمات، وفي الوقت نفسه يقبع الأبرياء في السجون ويبلغ إنتاج المخدرات والاتجار بها ذروته.
وبالإضافة إلى كل هذه المشاكل، ركزت حكومة طالبان على إقصاء النساء ومنعهن من الخروج من منازلهن حتى عندما تمشي في الشوارع ستواجه هيئة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" أو الشعارات التي تتحدث فقط عن ملابسهن، كما حرمن من العمل في مجالات الحياة كافة حتى من التعليم بعد الصف السادس الأمر الذي سيؤدي بهن إلى مستقبل مجهول.
ورغم من ذلك لم تفقد المناضلات الأفغانيات الأمل، وتقفن صامدات وتحاولن كشف الوجه المعادي لطالبان وتقاتلن من أجل انهيار هذا النظام القمعي.