الصحة العالمية: الفاشر تواجه انهياراً صحياً ومأساة إنسانية متفاقمة

في ظل تصاعد أعمال العنف في الفاشر شمال دارفور، أدانت منظمة الصحة العالمية الهجمات المتكررة على المرافق الصحية أبرزها الهجوم على مشفى الولادة السعودي الذي أسفر عن مقتل أكثر من 460 شخصاً واختطاف عدد من العاملين في المجال الصحي.

مركز الأخبار ـ  في الأيام الأخيرة شهدت مدينة الفاشر تصاعداً حاداً في أعمال العنف، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل كبير، وسط انهيار شبه كامل للنظام الصحي، ما ينذر بكارثة إنسانية متفاقمة في المنطقة.

أدانت منظمة الصحة العالمية اليوم الخميس 30 تشرين الأول/أكتوبر، مقتل أكثر من 460 شخصاً من المرضى ومرافقيهم، إضافة إلى اختطاف ستة من العاملين في القطاع الصحي، وذلك خلال هجوم وقع قبل أيام على مشفى الولادة السعودي بمدينة الفاشر في شمال دارفور. 

وفي بيان رسمي، أكدت المنظمة أن هذه الحادثة المأساوية تأتي في سياق أزمة إنسانية متفاقمة تشهدها المدينة، حيث أدى تصاعد أعمال العنف، وتدهور الأوضاع المعيشية، وانتشار الجوع والمرض، إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، بينهم أطفال، وسط انهيار شبه كامل للنظام الصحي المحلي.

في 26 تشرين الأول/أكتوبر، تعرض مستشفى الولادة السعودي بمدينة الفاشر، وهو المستشفى الوحيد الذي يعمل جزئياً في المنطقة لهجوم هو الرابع خلال شهر، أسفر عن مقتل ممرضة وإصابة ثلاثة من العاملين الصحيين وبعد يومين، اختُطف ستة من الكوادر الطبية بينهم أربعة أطباء وممرضة وصيدلي، فيما أفادت تقارير بوقوع مجزرة داخل المستشفى راح ضحيتها أكثر من 460 مريضاً ومرافقاً تم قتلهم رمياً بالرصاص.

ومنذ اندلاع النزاع في مدينة الفاشر بشمال دارفور، قُتل 46 من العاملين الصحيين، بينهم مدير الرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة في الولاية، وأُصيب 48 آخرون بجروح متفاوتة، ولا يزال مصير موظفي ثلاث منظمات غير حكومية في المدينة مجهولاً حتى الآن.

وأدانت منظمة الصحة العالمية بشدة هذه الهجمات المتكررة على المرافق الصحية، مطالبة باحترام حرمة الرعاية الصحية وضمان سلامة العاملين فيها، وفقاً لما ينص عليه القانون الإنساني الدولي.

ولا يزال أكثر من 260 ألف شخص محاصرين في الفاشر ويعانون من انعدام شبه تام للغذاء والمياه النظيفة والرعاية الطبية، وقد أجبر تصاعد العنف نحو 28 ألف شخص على الفرار من مدينة الفاشر في الأيام الأخيرة، بينهم 26 ألف نزحوا إلى المناطق الريفية في الفاشر، وما يصل إلى 2000 نزحوا إلى طويلة، ومن المتوقع أن ينتقل أكثر من 100 ألف شخص إضافي إلى طويلة خلال الأيام والأسابيع المقبلة، لينضموا إلى 575 ألف شخص نازح سابق من الفاشر لجأوا إليها وإلى مناطق أخرى، وكثير من النازحين نساء وأطفال غير مصحوبين بذويهم، ويواجهون نقصاً حاداً في المأوى والحماية والغذاء والماء والرعاية الصحية.