السبت الأرجواني: عنف طالبان أزمة صامتة تهدد حياة النساء الأفغانيات
أعربت حركة الاحتجاج النسائية "السبت الأرجواني" في أحدث تقرير لها عن قلقها إزاء تزايد الأمراض النفسية والعنف المنزلي ضد النساء الأفغانيات في ظل حكم طالبان، ووصفت هذه الظاهرة بإنها أزمة صامتة ومتنامية.

مركز الأخبار ـ مرّت أكثر من أربع سنوات على عودة حركة طالبان إلى السلطة، ولا تزال آثار سياساتها التقييدية على حياة النساء الأفغانيات تتفاقم، بدءاً من حظر التعليم والتوظيف، مروراً بالاستبعاد من الأماكن العامة، وكل هذه الإجراءات تستهدف بشكل مباشر الصحة النفسية للمرأة وأمانها الشخصي.
في تقرير جديد نشرته حركة "السبت الأرجواني" عبر حسابها على منصة "أكس"، أعربت عن قلقها البالغ إزاء تفاقم الأمراض النفسية وتصاعد العنف المنزلي ضد النساء في أفغانستان.
عرض التقرير صورة صادمة لوضع المرأة في مجتمع أصبح فيه "كون المرأة جريمة"، محذراً من أن أزمة الصحة النفسية والعنف المنزلي قد وصلت إلى مرحلة حرجة، وأن الصمت العالمي حيال هذه الأزمة يُهدد بتطبيع قمع طالبان.
وأشار التقرير إلى أن معدلات الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة والانتحار بين النساء الأفغانيات قد ارتفعت بشكل حاد منذ عام 2021، وتواجه النساء مشاعر انعدام القيمة والعزلة بسبب الحرمان من التعليم والعمل والمشاركة الاجتماعية "عندما تُغلق جميع الأبواب أمام النساء، فإن عقولهن ونفسياتهن تصبح سجناً بلا مخرج".
ولفت التقرير الانتباه إلى الزيادة الكبيرة في العنف المنزلي، مؤكداً أنه مع اختفاء المؤسسات القضائية المستقلة وإغلاق الملاذات الآمنة للنساء، فإن العديد من الضحايا لا تتمكنّ من الشكوى فحسب، بل وتتعرضن لللوم أيضاً من قبل أسرهن ومجتمعهن.
وأضاف التقرير "نشهد إسكات أصوات الناجين وتطبيع العنف، وإن سياسات طالبان لا تُهيئ الظروف للعنف فحسب بل تفرضه أيضاً"، وانتقد جهود بعض الدول الغربية للتعامل مع طالبان باسم المساعدات الإنسانية، محذراً من أن هذه العملية إذا افتقرت إلى الشروط لحقوق الإنسان الأساسية، تُعد شكلاً من أشكال إضفاء الشرعية على نظام طالبان المتحيز ضد المرأة.
وأوضح التقرير أن الحوار دون مساءلة ليس دبلوماسية، بل تواطؤ، ولا يُمكن تطبيع حكومة تُجرّم كونها امرأة، وأكد أن معالجة الأزمة الراهنة تتطلب اتخاذ أربعة إجراءات عاجلة من المجتمع الدولي، إعادة فرض العقوبات المستهدفة ضد قادة طالبان، إضافة إلى زيادة التمويل والدعم للمنظمات الأفغانية المعنية بشؤون المرأة، وإنشاء مسارات دولية لإيواء النساء المعرضات للخطر، والاعتراف بأن الفصل بين الجنسين جريمة دولية".
وأكدت حركة "السبت الأرجواني" أن الأمل في التغيير يبقى حياً من خلال المساءلة الدولية، التضامن المدني، والمقاومة الجماعية من جانب النساء.