الرقة... مبادرة لفتح آفاق جديدة أمام مشاريع النساء
في خطوة تهدف إلى دعم مشاريع المرأة وتمكينها اقتصادياً، افتتحت منظمة "لأجل النسوية" معرضاً فني في مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا.
الرقة ـ أكدت المديرة التنفيذية لمنظمة "لأجل النسوية" على أهمية المعارض في خلق فرص عمل للنساء ودعم مشاريعهن الصغيرة وتعزيز مكانتهن ضمن المجتمع.
افتتحت منظمة "لأجل النسوية" تحت شعار "فراتيات في زمن الحرب" اليوم الثلاثاء الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر في مقاطعة الرقة معرض للفنون والأعمال اليدوية الذي سيستمر لمدة يومين، حيث يتضمن مجموعة واسعة من الأعمال اليدوية من أبداع النساء والرسومات الفنية التي صورت تجارب المرأة ومعاناتها.
وتهدف هذه المبادرة إلى خلق منصة للنساء لعرض أعمالهن وفتح آفاق جديدة لمشاريعهن الصغيرة والتعريف بمساهماتهن، وعن الهدف من افتتاح المعرض قالت المديرة التنفيذية لمنظمة "لأجل النسوية" صهباء فريد "هدفنا من هذه المبادرة تحفيز النساء الموهوبات وخلق فرص عمل حقيقية لهن، وقد تصدر المشهد أعمالهن اليدوية والرسومات الفنية وذلك ضمن امكانياتهن المحدودة، فالفن لغة يفهمها أغلب الناس ومن جميع الأطياف والقوميات لأنه لا يحتاج إلى لغة أو حروف".
وأكدت على أن "الفن بالنسبة للنساء وسيلة للتماسك المجتمعي، وللتعبير عن الذات والهموم وواقع المجتمع والعنف، كما يساهم في تفريغ الشحنات الناجمة عن ضغوط العمل والمجتمع والعادات والتقاليد، كما أن أثر اليد في هذه الفنون يعطي جمالية ورونق، وخصوصاً أنه خلال عمل المرأة تعمل عينها ويدها وعقلها ودائماً تحاول أن تجد شيء مميز تستطيع من خلاله لفت الأنظار للتعبير عن شخصيتها من خلال أناملها".
وعن دور المعارض في تعزيز مكانة المرأة لفتت صهباء فريد إلى أن "النظرة التقليدية تجاه المرأة بأن مكانها المنزل أو المطبخ أو يجب أن تقوم بأعمال محددة، فهذا سبب النظرة السلبية تجاه النساء أما اليوم فنحن في مجتمع منفتح على الحضارات، نستطيع على الأقل أن نعزز مكانة المرأة ضمن الإمكانيات الواردة للوصول إلى المجتمع وحصولها على فرصة عمل تثبت وجودها من خلالها".
وحفزت النساء في نهاية حديثها بالقول "مهما كانت موهبتهن بسيطة أو محدودة فهن قادرات على أن تثبتن وجودهن ويكون لهن اسم في المجتمع".
من جانبها قالت المشاركة في مجال الفن التشكيلي فاطمة عبيد "شاركت بهذا المعرض بدعوة من نساء منظمة لأجل النسوية، وشاركت أيضاً بمعرض إشراقة أمل الذي شارك به أكثر من خمسة وعشرون رسام ورسامة، وأردت المشاركة في هذا المعرض لأقدم ولو جزء بسيط من أعمالي وبذلك تكون لي بصمة من بين هذه الإبداعات".
وأضافت "شاركت بحوالي ثمانية وعشرين لوحة في مواضيع مختلفة بشتى مجالات الفن، من خلالها تطرقت إلى قضايا المرأة ومناهضة العنف والعديد من المواضيع، وأيضا شاركت ببعض الأعمال اليدوية منها صناعة الريزن والشموع والرسم على الخشب وصناعة الخرز والمعدنيات".
وأكدت على أن "هذا المعارض يساهم في التعريف بأكبر عدد من الفنانين الذين لم تتاح لهم الفرص في عرض أعمالهم الفنية، وأشجع على افتتاح مثل هذه النوع من المعارض لنتمكن نحن الفنانون من عرض أعمالنا وللتعرف على أسلوب كل فنان في الرسم فكل واحد منا له أسلوبه الخاص في التعبير".
وأضافت "على سبيل المثال جسدت بلوحة فنية لامرأة مصابة بمرض السرطان عزيمتها وهي تعزف بكل إشراق وسعادة رغم ألمها وحزنها، وأيضا لوحة لعجلة متوقفة لا تستطيع السير لأنها مثبتة بأحجار من جميع الاتجاهات لتظهر هذه اللوحة معاناتنا نحن النساء من العراقيل التي نواجهها عند السير في الطريق إلى تحقيق أحلامنا، لذا يجب دعم الفنون والاهتمام بها دائماً لأنها تغطي على ضغوطات الحياة بجماليتها".