النساء تتصدرن المشهد في عيترون جنوب لبنان
احتشد المئات من أهالي القرى في الجنوب اللبناني في محاولة لاختراق الحواجز والسواتر الترابية التي وضعتها القوات الإسرائيلية لكن رد الأخيرة كان الرصاص الحي الذي أوقع ضحايا وجرحى.
فاديا جمعة
لبنان ـ لم يكن السادس من الشهر الجاري يوماً عادياً في الجنوب اللبناني، فالجميع كانوا على موعد مع العودة إلى قراهم، إلا أن ذلك لم يتحقق مع بقاء الجيش الإسرائيلي في العديد من القرى الجنوبية حيث حاول أهاليها الدخول إليها بعد انقضاء مهلة الستين يوماً التي كان يُفترض أن تنسحب فيها القوات الإسرائيلية من المناطق التي سيطرت عليها خلال عمليتها العسكرية الأخيرة.
في عيترون واكبت وكالتنا الحدث، حيث القوات الإسرائيلية لا تزال متمركزة فيها بعد أن رفضت الانسحاب، ليجد الأهالي أنفسهم أمام مواجهة مباشرة فرضتها رغبتهم في العودة إلى ديارهم بأي ثمن.
العودة المنتظرة
منذ ساعات الصباح، احتشد المئات من أهالي القرى المجاورة، في محاولة لاختراق الحواجز والسواتر الترابية عند مداخل البلدة والدخول إليها غير أن القوات الإسرائيلية واجهتهم بالرصاص الحي والتهديد ومنعتهم من الاقتراب، هذا المشهد ليس فقط في عيترون فالمحاولات في كافة القرى ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا والجرحى كما أقدمت القوات الإسرائيلية على اعتقال عدد من الشبان الذين حاولوا تجاوز الحواجز الترابية التي تمت إقامتها عند مداخل البلدات.
النساء في الصفوف الأمامية
كان لافتاً في هذه المواجهات وفي مختلف القرى الدور البارز الذي لعبته النساء، حيث شاركن في الاحتجاجات وكنّ في مقدمة الحشود، يرفعن الأعلام ويهتفن ضد القوات الإسرائيلية ويطالبن بالدخول إلى بلداتهن، حضرن من مختلف المناطق اللبنانية التي نزحن اليها ليؤكدن على دورهن البارز في الحرب كما في السلم وفي محاولاتهن تحرير بلداتهن.
في عيترون الحصار مستمر والقوات الإسرائيلية تماطل
على الرغم من الضغوط الشعبية والدعوات المتكررة لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، لا تزال عيترون، إلى جانب بعض القرى الأخرى، تحت السيطرة العسكرية، وقد بررت القوات الإسرائيلية استمرار وجودها بذرائع أمنية، متذرعة بحاجتها إلى "مزيد من الوقت" لإتمام انسحابها وإنهاء مهمتها العسكرية، وهو ما يراه الأهالي مماطلة مكشوفة تهدف إلى فرض واقع جديد على الأرض ملخص بالاحتلال وبقائه الى أجل غير مسمى بذريعة حماية مستوطناتهم في الشمال.
بين الاحتجاج والصدام
لم تكن محاولة دخول عيترون سوى حلقة جديدة من المواجهات المستمرة بين الأهالي والقوات الإسرائيلية فمع كل يوم يمر، يزداد الغضب الشعبي وتتوسع رقعة الاحتجاجات، وسط دعوات لتصعيد التحركات الشعبية حتى تحقيق الانسحاب الكامل بعد ان رفض الاهالي بقاء هذه القوات حتى ١٨ شباط/فبراير القادم، والنساء لم يتأخرن في كل مرة عن الحضور ومحاولة عبور السواتر الترابية التي تقف خلفها القوات الإسرائيلية بأسلحتها ودباباتها، والجيش اللبناني حاضر أيضاً ولكن لحماية المواطنين من المواجهات وعبور الحواجز حفاظاً على سلامتهم ومنعا لإراقة الدماء.
إلى أين تتجه الأمور؟
مع رفض انسحاب القوات الإسرائيلية رغم انتهاء المهلة المحددة والتمديد للشهر القادم، تبقى الأوضاع في الجنوب قابلة للانفجار في أي لحظة، فالأهالي مصرّون على العودة إلى ديارهم، والمقاومة الشعبية تتنامى، ما يجعل الأيام المقبلة مفتوحة على كل الاحتمالات، في ظل تواطؤ دولي وصمت رسمي لم يعد مقبولاً في وجه معاناة أهل الجنوب.
وتتصدر المرأة المشهد في صورة تعكس صلابتها وقوتها وصمودها وقد أكدت النساء على استمرار مشاركتهن يومياً بمحاولات الدخول إلى قراهن حتى العودة.