النساء في كردستان... نضال مستمر لإلغاء العقوبات وتحقيق الحرية

أكدت الناشطة بهار منذر على أن العقوبات المفروضة على المعتقلات في إيران تمثل ضغطاً كبيراً على المدافعين عن الحرية، مشيرةً إلى أنه من خلال جمع التواقيع ودعم الجهود العالمية، يتم السعي لإلغاء العقوبات المفروضة على النساء في شرق كردستان وإيران.

هيلين أحمد

السليمانية ـ تواجه المناضلات من أجل الحرية في الشرق الأوسط، الإدانة والسجن من قبل السلطات عندما تعبرن عن مطالبهن.

تجتذب إيران باستمرار السياسيات والناشطات إلى سجونها، مثل وريشة مرادي، وبخشان عزيزي، وشريفة محمدي، وزينب جلاليان، وفاطمة سبهري، ورحلا رحيمي بور، ومهوش ثابت، كما حُكم على العديد من السجينات الأخريات بالإعدام في السجون.

وكان قد تم اعتقال وريشة مرادي بالقرب من مدينة سنه في الأول من آب/أغسطس عام 2023، بعد خمسة أشهر من الاستجواب، تم نقلها إلى جناح النساء في سجن إيفين بطهران، وفي العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي حكم عليها بالإعدام من قبل الفرع 15 من المحكمة الثورية في طهران، وبخشان عزيزي معتقلة لدى النظام الإيراني منذ الرابع من آب/أغسطس عام 2023.

 

سجون إيران وشرق كردستان مكان لصمود النساء المقاومات

تقول الناشطة والمدافعة عن حقوق المرأة بهار منذر، أن نضالات النساء بعد انتفاضة 1991 حققت تطوراً كبيراً، ففي إطار عملهن وكفاحهن، تم تنفيذ العديد من الخطوات في ظل وجود العقليات التقليدية المهيمنة التي تسود منطقة الشرق الأوسط، وبالرغم من قوة النزعة العشائرية، فإن النساء تواجهن تحديات كبيرة وتقاومن هذه العقبات.

وأشارت إلى أنه على الرغم من هذه التحديات، العديد من الناشطين والناشطات يواصلون النضال من أجل حقوق النساء في ظل تصاعد العنف وسجن الكثير من الناشطات في المنطقة، "بعد انتفاضة جينا أميني، ظهرت تغييرات هائلة في أجزاء كردستان كلها، حيث بدأ المواطنون بالاحتجاج ضد السلطات الإسلامية السياسية".

وأوضحت أنه عقب انهيار نظام الشاه في إيران، لعبت النساء أدواراً بارزة في الكفاح السياسي والثقافي، سواءً في المدن أو الجبال، "بعد وصول النظام الإسلامي، استمر الكفاح السياسي للنساء داخل وخارج السجون، وقد جاءت انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية" كرد فعل على الظلم والعنف الذي تعاني منه النساء في شرق كردستان".

ونوهت إلى أن الأزمة الاقتصادية، صعوبات الحياة، والعنف الذي يمارسه النظام الإسلامي ضد النساء، كانت جميعها أسباب دفعت بالانتفاضة إلى الساحة الفكرية والسياسية، "هذه الانتفاضة امتدت لتشمل أجزاء أخرى من كردستان والعالم، حيث سلطت الضوء على المعاناة والتحديات التي تواجهها النساء، أعادت الانتفاضة إحياء ذكريات الظلم والمعاناة التي تعاني منها النساء، مما دفعهن في جميع أنحاء العالم إلى مواصلة الكفاح والعمل لتحقيق العدالة".

ولفتت بهار منذر إلى أن الناشطين والناشطات في شرق كردستان، يواجهون الاعتقال والتعذيب، وقد أثيرت القضية على مستوى العالم، حيث حاولت منظمة "النسوية الدولية" من خلال تقاريرها ودعمها العمل على إلغاء العقوبات المفروضة على الناشطين والناشطات والسياسيين والسياسيات والمدنيين في هذه المنطقة "الناشطون السياسيون والمدنيون في شرق كردستان يواجهون تعذيباً شديداً وعقوبات قاسية، بعد انتفاضة Jin Jiyan Azadî""، استمرت الهجمات والاعتقالات بازدياد، الجهود العالمية تسعى لإلغاء العقوبات على الناشطين السياسيين والمدنيين".

ونوهت إلى أن الدراسات والبحوث تشير إلى أن السكان في المنطقة يعانون يوماً بعد يوم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة والمشاكل الحياتية التي تفرضها السلطات، "رغم ذلك، الشباب والشابات يسعون لتحفيز الانتفاضة وتحقيق حياة كريمة، حتى داخل السجون، يبذل النشطاء جهودهم للدفاع عن الحرية وتعزيز الانتفاضة".

وأشارت إلى أن مواجهة هذا النظام من قِبل أهالي شرق كردستان تتصاعد باستمرار، ويتم التعبير عن المقاومة من خلال مجموعة متنوعة من الفعاليات، مثل الاحتفال بعيد نوروز بشكل واسع في المناطق الكردية، بهدف تعزيز السلام في المنطقة.

 

"نسعى لتحرير النساء المعتقلات"

وشددت على أن "وريشه مرادي" و"بخشان عزيزي" تمثلان رمز المقاومة داخل سجون شرق كردستان، "الأنشطة والمطالبات الكردية وضعت السلطات المحلية في موقف صعب"، مشيرةً إلى أن الجهود العالمية للضغط على السلطات لإلغاء العقوبات المفروضة على الناشطين والناشطات الداعين إلى الحرية "نحن النساء في إقليم كردستان، من خلال الدعم ونقل أصواتنا إلى العالم، وجمع التواقيع نسعى لإلغاء هذه العقوبات".

وأوضحت بهار منذر أن النساء في الشرق الأوسط ما زلن يعانين من العقوبات المفروضة من قبل السلطات وهدفهن هو تحقيق الحرية والوصول إلى صوت واحد من أجل المساواة للنساء في المنطقة "يجب على جميع الناشطين والناشطات في كل أجزاء كردستان أن يناضلوا من أجل حقوق المرأة، سنواصل مسيرتنا في إطار انتفاضة "Jin Jiyan Azadî"، مع الاستمرار في تعزيز نضال المرأة في إقليم كردستان عبر أشكال وأنشطة متنوعة".