النساء في الانتخابات العراقية... مشاركة محدودة رغم التحديات

كشفت الإحصائيات الخاصة بالانتخابات البرلمانية العراقية المقرة في تشرين الثاني/نوفمبر القادم إلى فجوة واضحة في التمثيل بين الجنسين، إذ يفوق عدد المرشحين عدد المرشحات بثلاثة أضعاف ونصف على مستوى العراق عموماً وفي مدينة السليمانية خصوصاً.

لافا كردي

أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق (IHEC) عن ترشيح 7769 مرشحاً لخوض غمار الدورة السادسة للبرلمان العراقي، بينهم 2248 مرشحة، ويتنافس 5520 مرشحاً على 329 مقعداً نيابياً في البرلمان.

وفي سياق متصل، أفادت منظمة "كردستان للجميع من أجل تطوير الديمقراطية" بأنها حصلت على إحصائيات تفيد بأن من بين 136 مرشحاً ضمن الدورة السادسة، هناك 37 مرشحة، ما يعكس مشاركة نسوية ملحوظة في العملية الانتخابية.

وشهدت دائرة السليمانية ترشيح 37 امرأة ضمن الدورة السادسة للانتخابات البرلمانية العراقية، توزعن على عدد من الأحزاب السياسية، الاتحاد الوطني الكردستانيYNK بـ 10 مرشحات، الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK  بـ 9 مرشحات، اتجاه الترشيح 4 مرشحات، حركة نوى نوى4 مرشحات، جبهة شعبنا 4 مرشحات، الاتحاد الإسلامي الكردستاني مرشحتان، إضافة إلى مرشحتان من جمعية العدالة الكردستانية، ومرشحة واحدة من الحزب الاشتراكي الكردستاني، والجبهة التركمانية العراقية مرشحة واحدة، أما بخصوص المرشحات في مدينتي دهوك وكركوك، فلم تُذكر تفاصيل الأعداد أو التوزيع الحزبي بعد.

وبحسب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، ترشحت 20 امرأة من أصل 59 مرشحاً عن جميع الأحزاب السياسية، مشيرةً إلى أن عدد المرشحين للانتخابات البرلمانية المقبلة في كركوك بلغ 252 مرشح، بينهم 73 امرأة.

 

 

إقصاء المرأة

ويعود انخفاض نسبة المرشحات في الانتخابات البرلمانية العراقية مقارنةً بالمرشحين الذكور إلى التعديلات التي طرأت على النظام الانتخابي المتعلق بتمثيل المرأة، فبعد أن كانت هناك مطالبات بتخصيص 50% من مقاعد البرلمان للنساء، أُقرّ قانون انتخابي جديد خفّض هذه النسبة إلى 25% فقط، الأمر الذي اعتبره نشطاء ومراقبون خطوة تراجعية في مسار تعزيز المشاركة السياسية للمرأة ويعكس تحديات تواجهها النساء في الوصول إلى مواقع صنع القرار.

ووفقاً للدستور العراقي والمادة 16 من قانون مجلس النواب العراقي لعام 2019، يجب ألا تقل نسبة مشاركة المرأة في البرلمان العراقي عن 25%، وأن يكون 84 مقعداً من أصل 329 مقعداً للنساء، وهو العدد الأخير.

ومع ذلك، في الجولة الخامسة من الانتخابات البرلمانية، بدلاً من 83 مقعداً للنساء، أصبحت 97 امرأة برلمانية، وحصلن على 30% من المقاعد، بزيادة 14 مقعداً عن العدد النهائي المخصص لهن، وبسبب تهميش المرأة وإقصائها من مراكز التشريع وصنع القرار، بقيت نسبة النساء دائماً منخفضة مقارنةً بالرجال، ولم تتمكن من الحصول على حق الترشح والوصول إلى البرلمان.