"العمل المدني ليس جريمة" ناشطات تطالبن بالإفراج عن الموقوفين في السجون التونسية

بمناسبة اليوم الوطني لإلغاء العبودية والرق في تونس، بمبادرات فردية نُظم لقاء تضامني مع عائلات الموقوفين بالسجون اللذين تم ايقافهم نتيجة عملهم الإنساني.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ "المتهمات في السجون كن تعملن على ملف المهاجرين الذين يتوجهون إلى الغرب فقط" بهذه الكلمات طالبت المشاركات في لقاء تضامني، بالأفراج عن الموفقين داخل السجون، لأنه من المهم أن يشعروا بالمساندة المعنوية ووجود أشخاص َمعهم في محنتهم.

"العمل المدني ليس جريمة"، "التضامن ليس جريمة" هذه الشعارات رفعتها الجمعيات والمنظمات الحقوقية التي جاءت لتساند الموقوفين بمناسبة اليوم الوطني لإلغاء العبودية والرق، حيث نظمت أمس الأربعاء 22كانون الثاني/يناير، بمبادرات فردية لقاءً تضامنياً مع عائلات الموقوفين بالسجون التونسية.

ومن بين الموقوفين شريفة الرياحي، سعدية مصباح، ايمان الورداني، سلوى غريسة، سنية الدهماني، محمد جوعو، عياض بوسالمي، محمد اقبال خالد، عبد الرزاق الكريمي، مصطفى الجبالي وعبد الله سعيد، اللذين تم إيقافهم نتيجة عملهم الإنساني في الاحاطة بالمهاجرين واللاجئين والفئة الأكثر هشاشة وهم النساء والأطفال.

وفي هذا الإطار قالت الصحفية والناشطة بالمجتمع المدني ريم سوودي، إن "اللقاء التضامني تم تنظيمه بمبادرات فردية ولا زلنا نشعر بالتقصير"، مضيفةً أن الموقوفين تهمهم هي العمل الإنساني والكلمة الحرة والعمل المدني والمساندة والمرافقة.

وتم خلال اللقاء بث شريط قصير عنوانه "لا عتيق" بعد اليوم يروي قصة شيخ زنجي يدعى حمدان دالي يقطن بمحافظة جربة بالجنوب التونسي سعى منذ عام 2006 إلى حذف لقب "عتيق" من أسمه وتحقق حلمه وحلم أبنائه في وضع حد لكل أشكال التمييز والتنمر التي تطالهم على أساس اللون وعلاقة اللون الأسود بالعبودية التي كان يعيشها أجدادهم.

وفي شهادات لأفراد عائلات الموقوفين، قالت المديرة التنفيذية لجمعية الحق في الاختلاف ليلى غريسة، إن شقيقتها سلوى غريسة موقوفة بتهمة غسيل أموال، بينما هي ناشطة حقوقية تدافع عن الأقليات خاصة بعد عام 2011 حيث اعتقدت أن تونس أصبحت بلد حريات، مشيرةً إلى أن شقيقتها لديها ابنتان تدرسان في الخارج وهي الوحيدة التي تزورها كل أسبوع وعندما تتعرض لوعكة صحية لا تستطيع الذهاب إليها وتبقى شقيقتها دون زائر.

وطالبت بالأفراج عنها والتحقيق معها، لأنه مطلب كل من شاركوا في اللقاء التضامني الذي تم تنظيمه لفائدتهم.

وبدورها أوضحت الناشطة في المجتمع المدني وعضوة بالجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات أحلام بوسروال أنه "كنشطاء نشارك بهذا اللقاء للتضامن مع الموقوفين الذي تم ايقافهم على خلفية نشاطهم الجمعياتي لدعم أفراد عائلاتهم، لأنه من المهم أن يشعروا بالمساندة المعنوية ووجود أشخاص َمعهم في محنتهم وهناك زيارات عديدة من المنظمات والجمعيات والناشطات"، داعيةً إلى ضرورة القيام بالتتبعات العدلية قبل إجراءات الإيقاف لأنه لا يوجد أي داع أن يقبعوا خلف أسوار السجن.

وأكدت أن مهَمة الجمعيات بالأساس هي حماية الحقوق والحريات وما يهمها هو تطبيق حقوق الإنسان، لأن هناك موقوفات تعانين من المرض وهن متقدمات في السن على غرار سهام بن سدرين التي تخوض إضراباً عن الطعام، مشيرةً إلى أن المجتمع المدني يشعر بقلق كبير ويعاني من تضييقيات لذلك "نطالب بالمحاكمة العادلة".

وفي الإطار ذاته، قالت حياة الجزار محامية الموقوفات، إن سعدية مصباح، شريفة الرياحي متهمات بالتوطين، أما سنية الدهماني طالتها تهم غريبة رغم أنها قالت إن هناك عنصرية في تونس.

وأشارت إلى أن المتهمات كن تعملن على ملف المهاجرين العابرين الذين يتوجهون إلى الغرب فقط، مضيفةً أنهن تعشن أوضاعاً سيئة داخل السجون حيث تم منع شريفة الرياحي من احتضان ابنتها التي تركتها رضيعة رغم كل المواثيق الدولية وحقوق الإنسان وحقوق الطفل التي صادقت عليها تونس.