الحصار والقيود على مخيم مخمور يحرما الطلاب من مواصلة تعليمهم
بسبب الحصار والعراقيل التي يفرضها الحزب الديمقراطي الكردستاني والحكومة العراقية على مخيم مخمور للاجئين، حُرم الطلاب من فرصة الالتحاق بالجامعات، مما يؤثر على مستقبلهم ويقلل من فرصهم في تحقيق أحلامهم.

برجين كارا
مخمور ـ يعيش سكان مخيم مخمور الذين هاجروا بسبب قمع الدولة التركية في مخمور منذ عام 1998 وفي العام نفسه تم الاعتراف به رسمياً من قبل الأمم المتحدة كمخيم للاجئين، ولازال تحت مسؤولية الحكومة العراقية حتى اليوم.
بعد أن استقر اللاجئين في مخمور وأنشأوا حياة لأنفسهم، تعرضوا يومياً لهجمات وسياسات الدولة التركية المحتلة والحزب الديمقراطي الكردستاني والتي تهدف إلى تفكيك وتشتيت الأهالي وإخلاء المخيم، وبمعنى آخر، منذ يوم الأول لهجرتهم حتى الآن، تعرضوا لهجمات الحرب الخاصة بالإضافة إلى الهجمات الأخرى.
وفي 17 تموز/يوليو من عام 2019، فرضت إدارة الحزب الديمقراطي الكردستاني حظراً وحصاراً على المخيم ومنعت أي شخص من مغادرته إلى هولير، وبعد ذلك انضمت الحكومة العراقية إلى خطط وسياسات الدولة التركية المحتلة وبدأت جهودها لتطويق المخيم وإخلائه والتي كانت في المرة الأولى في 27 كانون الأول/ديسمبر 2021، ومؤخراً في 20مايو/أيار 2023 لكنهم واجهوا ردود فعل عنيفة من الأهالي وتراجعوا نتيجة للمقاومة الشعبية، خلال الاجتماعات واللقاءات التي عقدت في تلك الفترة تم تقديم العديد من الوعود للمخيم، ولكن حتى الآن لم يتم اتخاذ أي خطوات لتنفيذها.
طلاب مخمور محرومون من حقهم في التعليم
وفي هذا الصدد وقبل مدة أعلنت الرئاسة المشتركة لمجلس شعب مخيم مخمور، أن الجانب العراقي لا يصدر بطاقات هوية لأهالي مخمور ولا يوزع المواد الغذائية ولا يحل المشاكل الصحية والإدارية والقانونية في المخيم، ومنذ 10 نيسان/أبريل الماضي، شددت الحكومة العراقية الحصار على المخيم، ولا تسمح لسكانه بدخول المدن العراقية تحت أي ظرف من الظروف، ويتم إعادة العمال الذين يذهبون إلى العمل من المخيم أو سجنهم، أو يتم طرد أو اعتقال الأشخاص الموجودين في مدن مثل بغداد والموصل وكركوك وغيرها من المدن، وينطبق الأمر نفسه على المرضى.
ومن بين أكثر المجالات تأثراً بهجمات الدولة التركية المحتلة والحصار والعراقيل التي فرضها الحزب الديمقراطي الكردستاني والحكومة العراقية هو مجال التعليم، فمنذ الحصار الذي فرضه الحزب الديمقراطي الكردستاني، لم يعد الطلاب قادرين على الالتحاق بالجامعات في جنوب كردستان، أي أنهم محرومون من حقهم في التعليم علاوة على ذلك، ورغم أن الحكومة العراقية مسؤولة عن المخيم، إلا أنها لا تتخذ أية خطوات لحل المشاكل القائمة، بل تشدد سياساتها بشكل متزايد مع كل يوم يمر، ويتأثر الطلاب سلباً بسبب عدم الالتحاق بالجامعات، مما قد يؤدي إلى خلق مشاكل خطيرة.
"الحصار يزيد المخاوف على المخيم"
وفيما يتعلق بهذا الموضوع وتأثير الحصار والقيود والعراقيل على الطلاب، تحدثت عضو مجلس إدارة مدرسة الشهيدة كوجرين الإعدادية، المعلمة آيسل بيلين لوكالتنا قائلة "لم يتمكن الطلاب من الذهاب إلى الجامعات منذ سنوات ولم يكملوا دراستهم، ويعود هذا أيضاً إلى الوضع السياسي أي إلى العراقيل والحصار الذي يفرضه الحزب الديمقراطي الكردستاني، فالمخيم وموقعه الجغرافي أصبح أشبه بسجن لا مكان فيه للراحة النفسية، كل شيء مغلق وهذا يؤثر على المجتمع من جهة وعلى الطلاب من جهة أخرى".
وأكدت أنهم بذلوا مؤخراً بعض الجهود لإلحاق الطلاب بالجامعات العراقية، كانت هناك مساعٍ إيجابية، ولكن بعد زيارة وزير الخارجية التركي للعراق، "منذ حوالي 20 يوماً أُغلقت طرق ذهابنا إلى العراق أيضاً حتى الآن، كان يُمنع ذهابنا إلى هولير، والآن أُصبح محظوراً وممنوعاً أن نذهب إلى بغداد والموصل وكركوك والسليمانية ومناطق أخرى من العراق أيضاً".
وأشارت إلى أن القيود والعراقيل الحالية وحظر الذهاب أو الالتحاق بالجامعات يؤثر سلباً على الطلاب "في السنوات الأخيرة كان الطلاب الذكور تحديداً قلة في المرحلة الإعدادية، ففي بعض الصفوف لا نجد سوى ثلاثة طلاب، وفي بعضها الآخر أربعة طلاب، معظم الطلاب لا يرون أي مستقبل لأنفسهم، وليس لديهم أي أمل في إكمال دراستهم لذا يتركون المدرسة، وهذا يؤثر أيضاً على تعليمنا، على الرغم من مساعينا ومحاولاتنا، إلا أن لهذه العراقيل تأثيرات كبيرة حيث يتخرج سنوياً ما يقارب من مئة طالب من المرحلة الإعدادية، ومع أننا نعقد اجتماعات ونهتم بهم إلا أنهم لا يملكون أي أمل في مستقبلهم".
"مناشدات لإيجاد حل فوري بشأن مخيم مخمور"
وقالت آيسل بيلين إنه منذ لجوئهم وحتى الآن، شُنّت عليهم جميع أنواع الهجمات "الشعب الكردي خاصةً أهالي مخمور مرتبطون بالوضع السياسي، إذا كان الوضع السياسي جيداً يكون وضعنا جيد، وإذا لم يكن جيداً يشنون علينا أشد الهجمات"، مضيفة أن "وإذا ما أعطينا مثالاً ضرورة إكمال الدراسة، إذا قلتَ إنني سأعمل في مستشفى فلن أستطيع لأنه عمل مرتبط بالدراسة، وهذه مواضيع حيوية، والتعليم كذلك في المخيم لا يتم فصل مجالي الصحة والتعليم عن الوضع السياسي أبداً، بل على العكس يبحثون عن الجوانب التي سيتأثر بها المجتمع نفسياً ويتدخلون بها ويهاجمونها".
ولفتت إلى أن كأهالي مخيم مخمور تم إغلاق الجامعات في وجهنا، وأغلقت كل الطرق أمامنا، إضافة إلى الحصار المفروض علينا، نتعرض لهجمات من جهات مختلفة، ولو لم تُغلق هذه الطرق لكان الأهالي الآن قد خلقوا بديلاً لأنفسهم، لكن بما أن كل شيء مغلق فهم لا يستطيعون فعل شيء، لا أمل لنا في أحد فحتى عندما نناشد يتم تجاهلنا، لذلك كمخيم لا يسعنا إلا أن نناشد المهتمين من الخارج بإيجاد حل فوري بشأن إغلاق الطرق والحصار الحالي".
آمال الطلاب تحت وطأة انتهاكات الأنظمة القمعية
من جانبها أوضحت الطالبة جيندا يلديز أن كل طالب يتمنى الحصول على أعلى المراتب في الجامعات وفي مجال التعليم "بسبب المشاكل والظروف الراهنة، لا يمكنهم إكمال تعليمهم، بعض أصدقائي تركوا المدرسة لعدم وجود أمل لديهم بإكمال دراستهم، لا يسمحون لنا بالدراسة في جامعاتهم، وفي المدرسة أيضاً نحتاج إلى مختبرات لمواد مثل الكيمياء والفيزياء، لكننا لا نستطيع إنشائها لأننا لا نملك الموارد والإمكانيات، وبسبب إغلاق طرق الجامعات أيضاً في وجهنا يُحرم الطلاب من حقهم في الدراسة، وهذا بدوره يُقلل من اهتمامهم بالتعلم، مطلبنا هو فتح أبواب الجامعات لنا حتى نتمكن من إكمال دراستنا".