تمكين المرأة اليمنية سياسياً... خطوات نحو حضور فاعل في الأحزاب

شهدت مدينة تعز جنوب غرب اليمن انطلاق ورشة تدريبية الأولى منذ أكثر من عقد، خصصت للنساء المنتميات للأحزاب السياسية، وذلك في إطار الجهود التي تهدف إلى إحياء دورها السياسي بمشاركة20 عضوة من المدينة.

رانيا عبد الله

اليمن ـ أكدت المشاركات في الورشة على أهمية تعزيز الدور السياسي للمرأة اليمنية وتمكينها من الوصول إلى مواقع صنع القرار "يجب استمرار مثل هذه المبادرات لتأهيل النساء وتوسيع مشاركتهن في الحياة العامة".

انطلقت في مدينة تعز جنوب غرب اليمن في السابع وستستمر حتى الحادية عشر من أيلول/سبتمبر الجاري، ورشة تدريبية للنساء المنتميات للأحزاب السياسية كأول نشاط بعد ركود النشاط السياسي للنساء في اليمن منذ أكثر من عشر سنوات، واستهدفت الورشة التي نفذها مركز الدراسات الاستراتيجية لدعم المرأة والطفل، 20 عضوة من الأحزاب السياسية في المدينة.

وركزت الورشة التدريبية منذ انطلاقها، على بحث الآليات والفرص الداعمة لتمكين المرأة اليمنية سياسياً، وتعزيز حضورها الفاعل داخل الحياة الحزبية، عبر تطوير مهاراتها القيادية وتوسيع فرص مشاركتها في صنع القرار على المستويين المحلي والوطني.

 

اضطلاع بالأدوار القيادية

وقالت المؤسسة التنفيذية لمركز الدراسات الاستراتيجية لدعم المرأة والطفل أنجيلا سلطان المعمري "نحن اليوم في إطار مشروع يهدف إلى تنشيط الدور الفاعل للنساء داخل الأحزاب اليمنية، وقد ركزنا في هذه الورشة على أهمية المشاركة السياسية الحقيقية للنساء، وتأهيلهن للاضطلاع بأدوار قيادية من خلال التدريب والتعرف على محاور رئيسية مثل الانتخابات، الوساطة، وبناء السلام، كما ناقشنا كيفية تأسيس هياكل تنظيمية فاعلة داخل الأحزاب".

وأكدت على حرصها على مثل هذه المشاريع التي تولي اهتمام بالنساء للمشاركة في الحياة العامة والنشاط السياسي، متمنيةً بعد نجاح المرحلة الأولى من هذا المشروع، أن تكون مقدمة لفعاليات لاحقة تكرس التمكين الحقيقي للنساء في الأحزاب".

 

تفاعل وأمل المشاركات

من جانبها، أوضحت الإعلامية سارة عبد الجليل سعيد أن "لتمثيل مشاركة النساء في مثل هذه الورش أهمية كبيرة، خصوصاً في ظل ما تعانيه المرأة من تهميش سياسي، فقد استفدنا كثيراً من هذه الدورة التي فتحت لنا آفاقاً جديدة في مجال المشاركة العامة"، ووجهت رسالة للناشطات "لا تترددن في خوض التجربة السياسية، فأنتن نصف المجتمع".

أما رفاء مروان عضوة من الحزب الاشتراكي اليمني قالت "هذه الدورة فرصة حقيقية لتأهيل نساء الأحزاب، بما يمكنهن من الوصول إلى مواقع صنع القرار داخل الأحزاب والسلطات المحلية، أسوة بالرجل، فغياب المرأة يعني غياب نصف المجتمع".

من جهتها قالت شيماء رمزي عضو المؤتمر الشعبي العام "شاركنا في هذه الدورة النوعية لبناء معارفنا ومهاراتنا القيادية والبرلمانية، حتى نستمر في نشاطنا السياسي، أن هذه الورشة الأولى من نوعها منذ بداية الحرب، وقد ناقشنا فيها موضوعات مهمة مثل بناء الشخصية السياسية وتمكين المرأة للوصول إلى مواقع متقدمة في السلطة، نطمح أن نتقلد مناصب قيادية كمحافظات ووزيرات، وأن نمثل اليمن في مواقع قيادية رفيعة، فمثل هذه الورش تفتح أمامنا آفاقاً واسعة".

كما أشارت عضو الحزب الوحدوي الناصري هالة عبد الله إلى أن إقامة مثل هذه الورش التدريبية تعزز من مكانة المرأة كصانعة قرار، وتمنحها فرصة حقيقية للمشاركة في صياغة المستقبل، كما تساهم في حمايتها من التهميش والعنف، وتتيح لها الوصول إلى مواقع الريادة.

ويأتي هذا النشاط ضمن مشروع وطني يهدف إلى دعم مشاركة المرأة في العملية السياسية، والمساهمة في بناء مشهد سياسي أكثر شمولاً واستدامة.