البيئة في حالة تأهب!
في ظل الوضع الذي تكتسب فيه الأزمات البيئية أبعاداً جديدة كل يوم ويتم فيه دفع الكتب إلى هامش الحياة البشرية الحديثة، حاول رسامو الكاريكاتير في الماضي لفت انتباه الجمهور إلى عواقب تجاهل الطبيعة والثقافة من خلال اللغة النقدية والفكاهة البصرية.

سانيا مرادي
سنه ـ بمناسبة يوم الكاريكاتير العالمي، عرض مجموعة من رسامي الكاريكاتير من سنه بشرق كردستان أعمالهم في معرضهم الجماعي الثاني عشر، مع التركيز على موضوعي "الكتب" و"البيئة"، حيث ضم المعرض خمس رسامات كاريكاتير.
إن البشر، سواء بوعي أو بغير وعي، يدمرون البيئة، وإن العديد من هذه الأفعال هي مهام روتينية ومتكررة تبدو غير ضارة للوهلة الأولى، ولكن مع زيادة الوعي، يمكن منع تكرارها، وهذا ما يحاول الناشطون والمهتمون بالبيئة فعله وإيصال التحذيرات اللازمة باستخدام أدوات مختلفة، وفي بعض الأحيان يتم التعبير عن هذا الوعي من خلال لغة الفكاهة والكاريكاتير.
ولهذا الغرض، أقيم معرض بمناسبة يوم الكاريكاتير العالمي لمدة أسبوع من 8 إلى 13 نيسان/أبريل، بمشاركة 16 فناناً وفنانةً، من بينهم بهاراك زارعي، شيلان هوشياري، سنام أفضلي، باراستو فوروهي، وشيا فتحي.
في هذا المعرض، تم معالجة الأعمال المعروضة مثل القطع المفرط للأشجار، وتدمير الغطاء النباتي، وتلوث الهواء، وتدمير طبقة الأوزون، ونقص الموارد الطبيعية للأجيال القادمة، وانخفاض الأوكسجين، وغيرها من الأزمات التي تهدد البيئة.
وقد عبر رسامو الكاريكاتير في هذا المعرض عن مخاوفهم بشأن المستقبل بلغة نقدية وبصرية، ونجحوا في نقل هذه المخاوف إلى الجمهور بشكل جيد، إلى الحد الذي يجعل أي مشاهد، مع القليل من التأمل في الأعمال، قادراً على فهم عمق الكارثة.
بعض الأعمال مخصصة لموضوع الكتب والقراءة، موضوع أصبح يختفي بشكل متزايد من حياة الناس بسبب انتشار الهواتف الذكية ومواقع التواصل الافتراضي، ولم يقتصر هذا التغيير على تغيير مفهوم الحياة فحسب، بل أثر أيضاً على الصحة العقلية والجسدية للإنسان.
قالت بهارك زارعي، إحدى رسامات الكاريكاتير المشاركات في المعرض "أُقيم هذا المعرض بشكل جماعي، وعُرضت فيه ثلاثة من أعمالي، برأيي، في المستقبل القريب، سيُدمر البشر الطبيعة؛ أناسٌ يفعلون ما يحلو لهم دون خوف من العواقب، فإن تدمير الطبيعة سيؤدي بلا شك إلى تدمير البشرية".
في إشارة إلى أحد أعمالها، أوضحت "في إحدى اللوحات، نجا البشر فقط في حاوية صغيرة بمساعدة شتلة؛ وعندما تختفي هذه الشتلة، يختفون هم أيضاً".
وعن عمل أخر لها قالت "موضوع أحد أعمالي هو السجائر وفلاترها التي تُرمى بلا مبالاة في الطبيعة، كما لو أنها تُزرع بدلاً من الأشجار، بينما هذه في الحقيقة تُقطع، أناسٌ لا يفكرون إلا في مصالحهم الخاصة، ويواصلون العيش دون مراعاة للبيئة".
وأشارت إلى أنه "في عمل آخر ليّ، يتم تصوير تدمير الأشجار وليس من الواضح إلى أين تتجه هذه العاصمة الوطنية، وإن تدمير موطن الكائنات التي تعيش في الأشجار هو جزء آخر من هذه الكارثة، لذلك أتمنى أن تكون هذه الأعمال بمثابة جرس إنذار للجمهور لحماية البيئة أكثر من أي وقت مضى".