للتخفيف من حجم المعاناة... تدريب سفيرات للبيئة في تونس
تعاني المناطق الداخلية في تونس العديد من المشاكل البيئية التي أدت خاصة إلى انتشار مرض السرطان والمؤكد أن تدريب سفيرات للبيئة في جميع الجهات سيساهم في النهوض بدرجة الوعي والتخفيف من المعاناة.
نزيهة بوسعيدي
تونس ـ للتخفيف من حدة المعاناة الناتجة عن الأضرار البيئية المتعددة بالجهات الداخلية لتونس، تلقت سفيرات البيئة في 24 مدينة تدريباً حول كيفية التعامل مع الوضع البيئي الموجود والمساهمة في معالجة القضايا المختلفة بالاعتماد على الصحافة البيئية وأشكالها الصحفية المختلفة والتي تتماشى مع متطلبات الجهة وخصوصياتها.
حول تدريب سفيرات للبيئة في جميع المدن التونسية، قالت المدربة ومنشئة منصة "كوسموس ميديا" مبروكة خذير "نحن موجودين في إطار مخيم تدريبي للعديد من الشابات والشبان الذين جاؤوا من كافة مناطق تونس على هامش الملتقى الوطني للإعلام الأخضر بهدف أن يكون لنا في كل شبر من هذا البلد مراسلات أو سفيرات للبيئة".
ولفتت إلى أنها أنشأت منصة إعلامية مختصة في البيئة بهدف "زرع هذه الثقافة والاهتمام بالقضايا البيئية لدى النساء والشابات لأنه في الحقيقة نحتاج إلى أن نعرف ماذا يحصل في بقية المناطق لا سيما منها المدن الداخلية التي تعاني من قضايا بيئية عديدة وتحديات التغيرات المناخية، ولكنها في المقابل تزخر بالكفاءات ولأننا نعمل على صحافة الحلول نثمن المبادرات التي تقوم بها النساء".
وأضافت "لقد استرعى اهتمامي شابة ناشطة في المجتمع المدني من مدينة تطاوين تحدثت عن الصناعات الاستخراجية والاستثمار في الغاز وكذلك الاستثمار في البترول وكيف يمكن أن تكون الشابة مراسلة لنا على الميدان وتنقل لنا مشاكل المواطنين والمواطنات في هذه المناطق الداخلية"، مشيرة إلى أنه "تم الحديث عن الصحافة البيئية وكيف يمكن أن تكون الشابة قادرة على إنتاج تقرير أو بودكاست أو أي شكل أو جنس صحفي يمكن أن تنقل من خلاله كل التحديات البيئية المطروحة في جهتها".
وأوضحت أن الشابات اللواتي شاركن في الملتقى من 24 ولاية ستكن مراسلات لمنصة "كوسموس ميديا" في مناطقهن بهدف انخراطهن في صناعة الخبر ونقل المعلومة وكذلك الرقابة والمحاسبة كون أن الصحفية أو الناشطة التي تعمل على القضايا البيئية يمكن أن تكون رقيباً على التعدّيات على البيئة التي يمكن أن تحصل في مدن تونس.
وأشارت إلى أنهم يسعون من خلال التدريب إلى دعم مهارات الشابات ليعدن إلى مناطقهن وتعملن على هذه القضايا الملحة ويكون لهم في المنصة مراسلات ميدانيات يمكن أن تنقلن بالصورة والصوت وكذلك كتابة كل المواضيع المتعلقة بالبيئة، كما تم تدريبهن على كتابة المقال وتصوير التقارير وبرامج ديجيتال يمكنها المساهمة في إنارة الرأي العام بالمعلومة البيئية التي يحتاجونها اليوم أكثر من أي وقت مضى في ظل تغيرات مناخية تحتاج من النساء الانخراط في هذه القضايا البيئية.
وبخصوص محتوى التدريب، ذكرت مبروكة خذير أنه "منذ اليوم الأول للملتقى قمنا بجرد القضايا البيئية المتعلقة بـ 24 مدينة وكان هناك مشاركة من قبل الحضور في رصد هذه القضايا ولكن ربما الصعوبة تتعلق بكيفية اكتساب المهارات الصحفية من أجل تسليط الضوء على هذه القضايا البيئية".
وتعتقد أن المشاركات في الملتقى اكتسبن المهارات في التصوير في المونتاج، إنتاج البودكاست، إدارة الحوار وهن الآن مسلحات بجميع آليات إنتاج المحتوى البيئي وتعززت معرفتهن بهذه القضايا حتى يدركن أبعاد هذه القضايا أي التغيرات المناخية وما معنى التنوع البيولوجي وماهي تأثيرات التغيرات المناخية على الحياة اليومية.
وعن الصعوبات التي واجهت الشابات، قالت "كانت هناك صعوبة في كيفية نقل هذه المواضيع ولكن اليوم بعد هذا المخيم التدريبي أصبحت الشابات قادرات على العمل على القضايا البيئية سواء بالإعلام المكتوب أو المرئي والمسموع والخوض في حوارات مع غيرهن من الناشطين في المجتمع المدني، فضلاً عن أن الصحافة من هذا النوع تستدعي الكثير من البحث والتقصي والإدراك لذلك ركزنا مع هؤلاء الشابات على أن تبحثن عن هذه المواضيع البيئية وتحاولن جرد القضايا والمفاهيم المتعلقة بالبيئة حتى تستطعن أن تكن سفيرات تتحدثن عن هذه القضايا وتنقلن المعلومة".
وتابعت "اليوم لدينا 48 شاباً وشابة من 24 ولاية وجهزنا من كل منطقة مراسلات قادرات على أن تنقلن المعلومات بطريقة احترافية مهنية فيها أدبيات العمل الصحفي وإنتاج المحتوى بشكل ربما احترافي يستطيع أن يوصل المعلومة بطريقة إبداعية".
معضلة النفايات بكل المدن
تختلف القضايا والتحديات البيئية بين المدن التونسية غير أن معضلة النفايات توحّد جميعها هذا ما أفادت به كلثوم الساكت تعمل في راديو واب، وتطمح إلى أن تكون ناجحة في المستقبل وسوف تكون بعد هذا التدريب سفيرة للبيئة بمدينة القيروان.
وأضافت "أن أكون سفيرة في جهتي يعني أن تكون مهمتي التوعية بالحد من الأضرار البيئية والمساهمة في إيجاد حلول للمشاكل المطروحة وطالما تلقيت التدريب يتعين عليّ أن أحاول تبادل هذه المعلومات التي اكتسبتها وتمريرها لبقية الشابات والشبان وكذلك بقية الفئات لأنه عندما تتضرر البيئة تتضرر صحة الإنسان".
وبينت أن جميع المدن تعاني من مشكلة النفايات غير أن نسبة التلوث مثلاً ليست مرتفعة جداً على غرار قابس وقفصة والقيروان توجد بعض المعامل التي تتسبب في الأضرار بالبيئة والإنسان وهناك مواد مسمومة تضرّ بالتربة.
وذكرت أن "مشكلة النفايات مسؤولية الإنسان قبل كل شيء ومسؤولية المواطن بدرجة أولى وعندما نريد توعية الناس يجب أن نبدأ بأنفسنا ثم المحيط الضيق ثم نشر التوعية من شخص لشخص بكيفية التصرف في الفضلات حتى لا تضر بالتربة والهواء".
وعن أشكال التوعية التي يمكن أن تتبعها كسفيرة للبيئة، قالت كلثوم الساكت "يمكن أن تكون مع التلاميذ في شكل حصص توعوية لأنه يمكننا العمل في إطار فريق ينشط بنوادي المعاهد الثانوية للتوعية بأهمية المحافظة على البيئة بالاعتماد على جميع الأشكال الصحفية التي تدربت عليها".