آلاف الأطفال ضحايا الحرب مع استمرار المجاعة ونزوح واسع في غزة

أفادت تقارير أممية بسقوط آلاف الأطفال بين قتيل ومصاب، ونزوح 90% من السكان داخل منطقة تعاني من دمار واسع وانعدام الملاذ الآمن على الرغم من نزوح السكان بشكل متكرر.

مركز الأخبار ـ تتفاقم أزمة النزوح وسوء التغذية بشكل كبير وسط استمرار القصف الإسرائيلي وتدهور الأوضاع الإنسانية، على الرغم من النداءات الدولية المطالبة بإيقاف وقف إطلاق النار وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية.

أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) اليوم الأربعاء الثامن من تشرين الأول/أكتوبر أن 64 ألف طفل قُتلوا أو أصيبوا بعاهات في أنحاء غزة خلال العامين المنصرمين، من بينهم ما لا يقل عن ألف رضيع، مضيفةً أن المجاعة مستمرة في مدينة غزة وتنتشر إلى الجنوب وأن أزمة سوء التغذية لاسيما بين الرضع لا تزال صادمة.

وتسببت أزمة عدم توفير الغذاء الكافي لأشهر في أضرار دائمة لنمو الأطفال وتطورهم إضافة إلى فقدان العديد منهم لحياتهم وفقاً لما أوضحته الوكالة، مشيرةً إلى أن 14طفل على الأقل كانوا من بين القتلى في غزة منذ بداية الأسبوع الجاري مع استمرار القصف الإسرائيلي المكثف.

وأوضحت المنظمة أنها لا تعرف العدد الحقيقي للذين لقوا حتفهم نتيجة أمراض يمكن الوقاية منها في غزة، أو دفنوا تحت الأنقاض، مؤكداً أن الحاجة إلى وقف إطلاق النار مُلحة للغاية.

 

90% من السكان فروا من منازلهم

وأفاد مؤرخون وأكاديميون متخصصون في النزاعات والتهجير القسري والقانوني الدولي، أن نقص الأماكن الآمنة التي يمكن الانتقال إليها والنزوح المتكرر داخل منطقة صغيرة ومكتظة بالسكان أمر معهود بصورة كبيرة في النزاعات.

ووفقاً لبيانات الأمم المتحدة فإن تسعة من كل عشرة أشخاص من سكان غزة، أي 90% من السكان البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة فروا من منازلهم خلال الحرب المستمرة منذ عامين في ظل حدود شبه مغلقة، لافتةً إلى أن متوسط مرات نزوح العائلات داخل غزة بلغ ست مرات خلال الحرب بينما بعضها نزح 19 مرة.

وصفت دون تشاتي، أستاذة الأنثروبولوجيا والهجرة القسرية في جامعة أكسفورد، حالة النزوح في غزة بأنها غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية، مشيرةً إلى أن التمييز لا يكمن في عدد النازحين فحسب بل في الظروف المحيطة بهم، مؤكدةً أن الفلسطينيين في غزة يفتقرون إلى ملاذ آمن إذ يُجبرون على الانتقال من منطقة غير آمنة إلى أخرى، دون وجود وجهة واضحة للفرار.

وشهدت المدينتان الشماليتان في القطاع المحاصر نزوحاً واسعاً خلال الأشهر الأربعة الأولى من الحرب، حيث فقدتا نحو ثلاثة أرباع سكانهما، وفي المقابل تضاعف عدد سكان مدينة رفح إلى ما يقارب من أربعة أضعاف حجمها الأصلي نتيجة تدفق النازحين إليها، مما أدى إلى اكتظاظ شديد استمر لعدة أشهر في مطلع العام  الماضي، قبل أن تصدر القوات الإسرائيلية أوامر بإخلاء المدينة.

وفي الوقت الراهن، تعاني مدينة رفح من دمار شبه كامل، ولم يتبقَ فيها سوى عدد محدود من السكان، وقد اضطر معظم الأهالي إلى النزوح نحو المنطقتين المركزيتين في قطاع غزة، وهما خان يونس ودير البلح، حيث شهدتا تضاعفاً في عدد السكان بلغ نحو ثلاثة أضعاف، نتيجة تدفق النازحين من المناطق المنكوبة.