أكثر من 150 امرأة تعرضن للاغتصاب خلال فرارهن من الفاشر

أفادت منسقية اللاجئين بأن آلاف المدنيين من الفاشر تعرضوا لانتهاكات جسيمة خلال فرارهم من بينهم أكثر من 150امرأة تعرضن للاغتصاب، في وقت تجاوز فيه عدد النازحين 12مليون شخص ما جعل أزمة السودان من أكبر أزمات النزوح والجوع عالمياً.

مركز الأخبار ـ تشهد مدينة الفاشر موجة غير مسبوقة من الانتهاكات الإنسانية، وسط تصاعد القتال وسيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، وبحسب التقارير الأممية والحقوقية، يعيش الآلاف المدنيين، نصفهم من الأطفال في حصار خانق في ظل انقطاع شبه كامل عن العالم الخارجي وحرمان من الغذاء والمساعدات الإنسانية.

أعلنت منسقية اللاجئين في السودان اليوم السبت الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر، أن أكثر من 150 امرأة تعرضن للاغتصاب والاعتداء الجنسي أثناء فرارهن من مدينة الفاشر، وأشار المتحدث الرسمي باسم المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين في دارفور، إلى أن هذه الانتهاكات وقعت خلال رحلة النزوح إلى منطقة طويلة، الواقعة على بعد 60 كيلومتراً غرب الفاشر.

وأفاد المتحدث باسم المنسقية، أن أكثر من 1300 شخص أصيبوا بطلقات نارية خلال ملاحقة قوات الدعم السريع للنازحين الفارين من مدينة الفاشر، مشيراً إلى أن أكثر من 1210 طفلاً يعانون من سوء التغذية في الوقت الذي يواجه فيه قرابة 700 شخص من كبار السن أوضاعاً صحية حرجة.

ولفت إلى أن عدد الناجين الذين تمكنوا من الوصول إلى منطقة طويلة تجاوز 15 ألف شخص، بينهم من يعاني من إصابات جسدية أو آثار نفسية نتيجة العنف الذي تعرضوا له أثناء النزوح، مشدداً على ضرورة التدخل العاجل لتوفير الاحتياجات اليومية والأساسية للنازحين، بما في ذلك الأدوية المنقذة للحياة، والغذاء، ومصادر مياه الآمنة، ومواد الإيواء، ودورات المياه، مؤكداً على أهمية تقديم الدعم النفسي وإنشاء مساحات آمنة للأطفال الذين تعرضوا لصدمات نفسية نتيجة المشاهد المروعة التي شهدوها خلال رحلة النزوح.

 

جهود لإيصال المساعدات

وقال المتحدث إن منطقة طويلة، التي استقبلت مئات النازحين خلال الشهور الماضية، تستضيف حالياً أكثر من مليون نازح، مما يتطلب دعماً إضافياً لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

ولا تزال قوات الدعم السريع تلاحق النازحين الفارين من مدينة الفاشر، حيث أفادت التقارير بأن بعضهم اُحتجز في منطقة قرني، حيث لا يزال آلاف الأشخاص عالقين فيها، من بينهم أطفال فصلوا عن ذويهم خلال رحلة النزوح.

وفي السياق ذاته، أعلنت قوات الدعم السريع موافقتها على مقترح هدنة إنسانية قدمته اللجنة الرباعية الدولية، غير أن مسؤولاً عسكرياً سودانياً أكد أن الجيش السوداني لن يوافق على أي هدنة ما لم يتضمن انسحاب قوات الدعم السريع من المناطق المدنية وتسليم أسلحته، فيما يعكس استمرار التباين في مواقف الطرفين بشأن شروط وقف إطلاق النار.

ومنذ اندلاع النزاع في السودان في منتصف نيسان/أبريل 2023، قُتل عشرات الآلاف الأشخاص، ونزح نحو 12 مليوناً من منازلهم، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، وقد تسبب النزاع في حدوث أكبر أزمتين إنسانيتين على مستوى العالم من حيث النزوح والجوع، مما فاقم من معاناة المدنيين وأدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق في البلاد.