نساء غزة بين الانقاض والجوع... أزمة إنسانية تتفاقم وسط انهيار صحي شامل

وسط المعاناة الإنسانية التي تتفاقم في غزة يوماً بعد آخر، كشف مسؤول أممي عن انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية في غزة، محذراً من كارثة إنسانية تطال النساء والأطفال وسط نقص حاد في الغذاء والمستلزمات الطبية.

مركز الأخبار ـ طالت الحرب التي استمرت لعامين في غزة حياة النساء في أدق تفاصيلها، من فقدان المأوى والأمان إلى انعدام الرعاية الصحية والغذاء والمياه النظيفة، في الوقت التي تواجه فيه النساء الحوامل مخاطر متزايدة من انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية.

أعرب نائب المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان المعني بالصحة الجنسية والإنجابية، أمس الاربعاء 22 تشرين الأول/أكتوبر، عن صدمته من حجم الدمار الذي شاهده في غزة، واصفاً المشهد بأنه أشبه بـ"موقع تصوير لفيلم ديستوبي مظلم"، مؤكداً أن ما رآه لم يكن خيالاً بل واقعاً مؤلماً.

وعن تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، لفت إلى أن العديد من النساء فقدن كل شيء، ولا تستطعن حتى الحصول على أبسط مستلزمات النظافة الشخصية أثناء الحيض، مضيفاً أن واحداً من كل أربعة أشخاص في القطاع يعاني من الجوع، من بينهم نحو11.500 امرأة حامل، مؤكداً أن الجوع بالنسبة لهم كارثي بشكل خاص، لكل من الأم والمولود الجديد، في ظل انهيار الخدمات الصحية ونقص الغذاء والمياه.

وأفاد نائب المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، بأن نحو 70٪ من المواليد الجدد في قطاع غزة هم أطفال خدج أو منخفضو الوزن عند الولادة، مشيراً إلى أن حالة حمل من كل ثلاث تُصنف على أنها عالية الخطورة.

وأوضح أن النظام الصحي في القطاع يعاني انهياراً شبه كامل، حيث تضررت أو دُمرت 94٪ من المستشفيات، ما أدى إلى ارتفاع وفيات الأمهات نتيجة نقص الأدوية المنقذة للحياة. وأضاف أن "العديد من المواليد الجدد يُحشرون في حاضنة واحدة بسبب نقص الوقود والمعدات"، في مشهد يعكس حجم الأزمة الصحية المتفاقمة.

وأكد نائب المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، أن الظروف الصحية في قطاع غزة وصلت إلى مستويات مأساوية، لافتاً إلى أن الولادة الطبيعية لم تعد ممكنة نتيجة تعذر وصول النساء إلى المستشفيات وانعدام المعدات وسيارات الإسعاف، ولهذا تلد بعض النساء من بين الأنقاض وعلى جوانب الطرق دون حتى مساحة خاصة داخل خيمة.

ورغم إدخال بعض المساعدات الإنسانية إلى غزة مؤخراً، أشار المسؤول الأممي إلى أن الكميات لا تزال "غير كافية على الإطلاق"، موضحاً أن هناك مساعدات إضافية جاهزة على المعابر تشمل حاضنات وأجهزة مراقبة القلب ومستلزمات النظافة.

وطالب بفتح جميع المعابر وتوفير وصول إنساني آمن ومستدام، مسلطاً الضوء على معاناة 700 ألف امرأة وفتاة في غزة، حيث تحولت الدورة الشهرية إلى "كابوس شهري" بسبب غياب الخصوصية وانعدام المياه النظيفة والفوط الصحية.

وفيما يتعلق بالضفة الغربية، أشار إلى أن الحياة هناك "محاطة بالحواجز ونقاط التفتيش"، ما يعيق الوصول إلى المدارس والأسواق والمراكز الصحية، لافتاً الانتباه إلى أن هناك نساء حوامل تحتجزن لساعات عند الحواجز، ويتم منعهن من مواصلة السفر، مما يشكل تهديداً لحياتهن وحياة أطفالهن "لم يعد بإمكان العالم أن يغض الطرف، لا عن غزة ولا عن الضفة الغربية، السلام الحقيقي يجب أن يضمن الأمان والدعم والكرامة لكل امرأة وفتاة".