"أدب بأقلام سورية"... الرقة تحتضن مهرجان الأدب الثاني
يعتبر الفن والأدب والثقافة سلاح المجتمعات لحماية ذاتها والنهوض بواقعها في ظل ما تشهده المنطقة من أزمات وحروب، حيث أكدت المشاركات في مهرجان الأدب الثاني في الرقة ضرورة النهوض بالواقع الثقافي والأدبي في المنطقة.
الرقة ـ لمواجهة السياسات التي تستهدف هوية المجتمعات وقيمها الثقافية، وتوحيد الثقافات المتنوعة، نظمت هيئة الثقافة في إقليم شمال وشرق سوريا، مساء اليوم الاثنين 18 تشرين الثاني/نوفمبر، مهرجان الأدب الثاني تحت شعار "أدب بأقلام سورية".
تكلل مهرجان الأدب الثاني الذي يستمر حتى الـ 20 من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، بإلقاء كلمات حثت على أن الأدب رسالة محبة وسلام، وأن الأدباء هم مشاعل تهتدى بهم الأمم ويستحضرون عبير الماضي ويتناولون الحاضر بأقلامهم، ورسالة من هذا المهرجان رسالة محبة جامعة لكل السوريين متجاوزين الحدود.
وتلاها عرض الفلم القصير "الثقافة تجدد انتصارها"، الذي دار حول ما شهدته المنطقة من دمار وخراب وحروب، وجسد تمكين الفن من النهوض مجدداً من بين الركام.
كما تم تقديم عرض دبكة فرقة الفنون الشعبية، وإلقاء العديد من القصائد بالغة العربية والكردية والسريانية، وقراءة قصص باللغة العربية والكردية، بمشاركة العديد من الأدباء والقاصات والشاعرات من الداخل السوري ومباركات من عدة دول شرق أوسطية عبر تطبيق الزوم.
وعلى هامش المهرجان قالت الرئاسة المشتركة لهيئة الثقافة والفن لإقليم شمال وشرق سوريا سنفرانس شريف أن المهرجان الذي سيستمر على مدار ثلاثة أيام، سيشهد عرض العديد من الفعاليات والأمسيات الأدبية والفنية وسيختتم بتكريم المشاركات.
وأشارت إلى أنهم يحضرون لهذا المهرجان منذ أكثر من ثلاثة أشهر، لافتةً إلى أن مشاركة شعراء وشاعرات وقاصين وقاصات من كافة المناطق السورية في المهرجان وبكافة المكونات ما هي إلى رسالة سلام وأمان تفقدها سوريا.
وحول أهمية مشاركة المرأة في المهرجان تقول "تعتبر المرأة هي المحافظة على الثقافة من خلال تعزيز دورها والقصائد والأشعار المميزة التي قدمتها، كان للمرأة الدور المهم في النهوض الثقافي الذي غيب تماماً إبان سيطرة داعش على المنطقة".
ولفتت إلى أن الهدف من هذا المهرجان تعزيز التماسك المجتمعي والهوية المجتمعية، فالثقافة تعتبر واجهة وهوية كل مجتمع وحضارة، لذا فرغم كافة التحديات التي تشهدها المنطقة في الآونة الأخيرة من هجمات وأزمات سياسية ومحاولات ضرب الثقافة والفن وتفكيك قيم المجتمع ومبادئه، إلا أننا سنرد على هذه السياسات بحماية الثقافة التي تعتبر سلاح كل مجتمع، وذلك من خلال إقامات فعاليات فنية ومهرجانات وأنشطة ثقافية".
وعبرت القاصة رحاب حيدر من مدينة طرطوس السورية، عن سعادتها بمشاركتها في هذا المهرجان "لي كل الفخر والاعتزاز لحضور هذا المهرجان الذي شكل لوحة فسيفسائية جميلة، وصورة جميلة عن الحضارة الأدبية التي تمتعت بها مدينة الرقة".
وعن القصة التي شاركت بها تقول "شاركت بقصة قصيرة بعنوان "مدينة الدمى"، سلطت من خلالها الضوء على واقع الأطفال في سوريا وتداعيات الحرب عليهم"، لافتة إلى أنها أرادت إيصال رسالة للعالم أجمع مفادها، إنه لايزال هناك أمل في إحلال السلام والأمان.
وأشارت إلى أن المهرجان تمكن من نقل صورة ثقافة وفلكلور مدينة الرقة، وشجعت في ختام حديثها الأدباء والأديبات وكل من يحمل في روحه أبيات من الشعر بالمشاركة في هكذا مهرجانات تجسد الأدب والثقافة والهوية.
وحول أهمية مشاركة المرأة في هكذا مهرجانات تقول الأديبة والقاصة نرمين عبدكي "تشغل المرأة نسبة قليلة في الجانب الأدبي، لذا هكذا مهرجانات تعتبر مصدر تشجيع للمرأة للانخراط في الساحة الفنية وتعزيز دورها وتطوير مواهبها الفنية"، متمنية الاستمرار في إقامة المهرجانات الأدبية في المنطقة لما لها أهمية في النهوض بالواقع الأدبي والثقافي.