39 ألف نازح في شمال كردفان خلال أيام قليلة

أعلنت مصفوفة تتبع النزوح التابعة لمنظمة الهجرة الدولية عن موجة نزوح واسعة من عدة مناطق محيطة بمدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، بعد نزوح عشرات الآلاف من السكان خلال الأيام الأخيرة نتيجة تصاعد العمليات العسكرية.

مركز الاخبار ـ يشهد السودان موجات نزوح متزايدة في عدد من الولايات، مع تصاعد حدة النزاع وتدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية، حيث اضطرت آلاف الأسر إلى ترك منازلها والانتقال نحو مناطق أكثر أمناً.

شهد السودان تطوراً إنسانياً جديداً يعكس اتساع دائرة النزاع، حيث أفادت مصفوفة تتبع النزوح التابعة لمنظمة الهجرة الدولية أمس الأربعاء 26 تشرين الثاني/نوفمبر، بحدوث موجة نزوح كبيرة من مناطق متعددة حول مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، وتشير التقديرات إلى أن عشرات الآلاف من الأهالي اضطروا خلال الأيام الماضية إلى ترك منازلهم نتيجة تصاعد حدة العمليات العسكرية.

أوضحت النشرة الصادرة عن المنظمة أن إجمالي عدد النازحين بلغ 39،725 شخصاً، توزعوا على عدة محليات في ولاية شمال كردفان، فقد سجلت محلية أم دام حاج أحمد العدد الأكبر بواقع 27 ألف و575 نازحاً، تلتها محلية بارا التي شهدت نزوح 7،565 شخصاً، ثم محلية شيكان بـ 2،250 نازحاً، كما نزح 910 أشخاص من محلية أم روابة، و735 شخصاً من محلية غرب بارا، إضافة إلى 690 نازحاً من محلية أخرى.

ولفتت المنظمة إلى أن النازحين انتقلوا بشكل رئيسي إلى مواقع مختلفة داخل محلية شيكان بولاية شمال كردفان، إضافة إلى محلية الدويم بولاية النيل الأبيض، مضيفةً أن مجموعات أخرى من النازحين توجهت إلى ولايات النيل الأبيض والخرطوم والجزيرة، فيما بينت التقارير الأولية وصول نازحين إلى عدد من المحليات في الولاية الشمالية، ما يعكس اتساع نطاق الأزمة الإنسانية وتعدد وجهات النزوح.

وأعلنت مصفوفة تتبع النزوح (DTM)، أن ولاية شمال كردفان سجلت منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023 ما مجموعه 65 حادثة نزوح، لتحتل المرتبة الثانية بين ولايات السودان بعد شمال دارفور من حيث عدد الحوادث المرتبطة بالنزوح، وتشير هذه الأرقام إلى تفاقم الضغوط على المجتمعات المحلية في ظل استمرار العمليات العسكرية وتدهور الأوضاع الأمنية.

ويأتي هذا النزوح الجديد في أعقاب التطورات الميدانية الأخيرة، حيث استعادت قوات الدعم السريع السيطرة على مدينة بارا بولاية شمال كردفان بعد معارك عنيفة مع الجيش السوداني، وأسهمت هذه الأحداث في تفاقم حالة عدم الاستقرار، ما أدى إلى نزوح آلاف السكان من شمال كردفان والمناطق المجاورة، لتتسع بذلك دائرة الأزمات الإنسانية التي تعصف بالبلاد منذ اندلاع النزاع.