3.2 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد

أعلن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في تقرير له، أن أزمة سوء التغذية بين الأطفال والحوامل والمرضعات في أفغانستان تزايدت بشكل ملحوظ.

مركز الأخبار ـ يواجه الأطفال في أفغانستان سوء تغذية حاد ناجم عن الجوع والفقر، وباتت المستشفيات تستقبل يومياً عشرات الحالات، في وقت تكافح فيه العائلات الأشد فقراً من أجل توفير الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية.

في ظل الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها أفغانستان، وتوقف المساعدات الدولية بعد سيطرة طالبان على البلاد، تعمقت ظاهرة الجوع والبؤس، لذلك أعرب الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أمس الاثنين 21 تشرين الأول/أكتوبر، في تقرير له عن قلقه إزاء أزمة سوء التغذية في أفغانستان، خاصة في إقليمي قندهار وباكتيكا، مؤكداً أن أفغانستان شهد بين شهري أيار/مايو وأيلول/سبتمبر 2024، مستويات غير مسبوقة ومثيرة للقلق من سوء التغذية، مما تسبب في زيادة مفاجئة في سوء التغذية الحاد بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في جميع أنحاء البلاد.

ووفقاً للتقرير يعاني 3.2 مليون طفل دون سن الخامسة و840 ألف امرأة حامل ومرضعة من سوء التغذية الحاد في أفغانستان، ومن بين هؤلاء يعاني 1.7 مليون طفل من سوء التغذية الحاد والمضاعفات الصحية المرتبطة به، مشيراً إلى أن هذه الحالة تُعرض الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات لخطر الوفاة المبكرة ومضاعفات أخرى تستمر مدى الحياة، بما في ذلك ضعف الوظيفة الإدراكية وقصر القامة.

وبالإشارة إلى تقرير مؤشر الجوع العالمي، قال الاتحاد الدولي إن وضع سوء التغذية والجوع في أفغانستان قد يتفاقمان وأن عوامل مثل زيادة الاحتياجات الإنسانية وانخفاض الميزانية الإنسانية زادت من تدهور أوضاع الأفغان الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

ولفت التقرير إلى أن وضع السكان الأفغان، خاصة في مناطق الزلازل والفيضانات، سيتفاقم مع بداية فصل الشتاء، وهناك حاجة إلى اتخاذ تدابير عاجلة وجادة للحد من الجوع الحاد قبل بداية فصل الشتاء حتى 25 شباط/فبراير 2025.

وجاء في التقرير أن إقليمي قندهار وباكتيكا من المناطق المعرضة لأزمة سوء التغذية في أفغانستان، كما أن إقليم قندهار الذي يقدر عدد سكانه بمليونين و67 ألف و723 نسمة، يدخل في تصنيف المرحلة المتكاملة العالمية لسوء التغذية الحاد، ويواجه في هذه المقاطعة 103آلف و386طفلاً دون سن الخامسة سوء التغذية الحاد، و41 ألف و354 امرأة حامل ومرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد والمعتدل.

كما كانت مقاطعة باكتيكا، التي يقدر عدد سكانها بـ 852.934 نسمة، هي الأكثر تضرراً حيث تم تصنيف مستويات سوء التغذية العالمية الحادة على أنها أزمة وفقاً لتقرير التصنيف المتكامل للبراءات لعام 2024. وبحسب الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، فمن المتوقع أن يتعرض في هذه الحالة أكثر من 47 ألف و647 طفل و17 ألف و58 امرأة حامل ومرضعة لإصابات خطيرة.

ونوه التقرير إلى أنه يعاني اثنان من كل خمسة أطفال من سوء التغذية الحاد الشديد، وقال آباء الأطفال إنهم لم يكن لديهم ما يكفي من الدخل لتوفير الطعام وباعوا ممتلكاتهم من أجل البقاء "المساعدات الإنسانية هي الملاذ الأخير لهم".

وأعلن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، أنه ينبغي اتخاذ إجراءات عاجلة في أسرع وقت ممكن لإنقاذ حياة الأطفال والنساء، لأنه مع حلول فصل الشتاء ستواجه معظم مناطق ولايتي باكتيكا وقندهار التهابات الجهاز التنفسي الحادة وأمراض الإسهال، وهذا الوضع يعرض الأطفال لخطر الوفاة المبكرة أكثر من ذي قبل.

وفقاً لبروتوكولات "الإدارة المجتمعية المتكاملة لسوء التغذية الحاد"، يحتاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد دون أي مضاعفات طبية أساسية إلى شهرين على الأقل من العلاج المكثف باستخدام الأغذية العلاجية الجاهزة للتعافي تماماً والخروج من برنامج العلاج، ولذلك ينبغي البدء فوراً بتدخلات "علاج سوء التغذية" حتى يتم علاج الأطفال وإخراجهم من المشفى قبل ذروة فصل الشتاء، وإلا فإن الوضع سيخرج عن السيطرة بلا شك، وحتى بجهود الجميع بعد فصل الشتاء سيقل تأثيره.

وذكرت هذه المؤسسة في نهاية تقريرها أن قضية سوء التغذية تشكل مصدر قلق كبير على الصحة العامة بسبب عوامل معقدة وكامنة وعاجلة، بما في ذلك الجفاف الطويل الأمد، وتغير المناخ، ونزوح السكان، والزيادة المفاجئة في تكاليف المعيشة، وانعدام الأمن الغذائي وانتشار المرض والبطالة في أفغانستان منذ عقود.