1200 موظف ضحية قرارات تعسفية وتمييز وظيفي

أدّت ممارسات تمييز عنصري نفّذها جهاديّو هيئة تحرير الشام بحق أبناء الطائفة العلوية إلى اتساع فجوة الرواتب بين موظفين ذوي كفاءة علمية وخبرات طويلة، وموظفين جدد، إضافةً إلى فصلٍ تعسّفي لأكثر من 1200 موظف.

مركز الأخبارـ فصل جهاديّو هيئة تحرير الشام 1200 موظفاً دون سابق إنذار، إلى جانب تصاعد ضغوط إدارية تهدد مئات العاملين في الساحل السوري خلال كانون الأول/ديسمبر.

أسفرت سلسلة قرارات تعسفية شهدتها مدينتي اللاذقية وطرطوس، خلال شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري، عن فصل نحو 1200 موظف من مؤسسة التبغ في اللاذقية، غالبيتهم من أبناء الطائفة العلوية، ما أثر غضباً وقلقاً في الأوساط العمالية، وسط مخاوف متزايدة من توسّع دائرة الفصل لتشمل مئات آخرين في مؤسسات حكومية مختلفة، بحسب المرصد السوري لحقوق الأنسان.

وبين المرصد أن عشرات العمال والعاملات واجهوا قرارات وصفوها بـ"الجائرة"، تقضي بنقل عدد منهم إلى معابر جرابلس والبوكمال في المناطق الشرقية من سوريا، رغم ظروفهم الاجتماعية والمعيشية الصعبة، معتبرين ذلك ضغطاً مباشراً يهدد استقرارهم المادي والمهني.

وكان الأمر الأكثر إثارة للجدل تمثّل في إبلاغ العمال بقرارات النقل والفصل عبر رسائل على تطبيق "واتساب"، دون أي تبليغ رسمي خطي أو مسوّغ قانوني، في إجراء اعتبره العاملون مخالفاً لقانون العمل السوري والأنظمة الإدارية المعمول بها، التي تمنع فصل أو نقل العامل بهذه الطريقة.

وتلقى المرصد السوري لحقوق الإنسان عدة مناشدات من عشرات الموظفين المثبتين في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، ومعظمهم من أبناء الطائفة العلوية، بعد أن أبلغتهم إدارة المعهد بشكل مفاجئ بالتوقف عن الدوام، وذلك شفهياً على لسان مدير المعهد.

وتعكس هذه التطورات تصاعداً مقلقا في الضغوط الإدارية والوظيفية التي تطال مئات العاملين في الساحل السوري، وسط تحذيرات من توسّعها خلال الفترة المقبلة لتشمل أعداداً أكبر، في حال استمرار العمل بقرارات غير موثّقة قانونياً، ما ينذر بتداعيات اجتماعية ومعيشية خطيرة.

وإلى جانب ذلك، جرى توزيع المواقع الوظيفية والأجور وتعينات بشكل غير عادل، بحسب العاملات والعاملين في مصفاة بانياس، ووفق مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، نُقل عدد كبير من الموظفين الجدد المرتبطين بالإدارة الحالية إلى مواقع ومفاصل حساسة داخل المصفاة، دون مراعاة المؤهلات العلمية أو الخبرات الفنية، في حين جرى تهميش موظفين قدامى عملوا لسنوات طويلة في اختصاصاتهم خلال عهد نظام البعث السابق.

ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان معلومات تشير إلى وجود تفاوت كبير وغير مسبوق في الأجور، إذ يتقاضى عناصر جدد رواتب تبدأ من نحو 300 دولار أمريكي منذ اليوم الأول للدورات التدريبية، بينما تتراوح رواتب الموظفين الجدد المعينين حديثاً بين 400 و1700 دولار، في حين لا يتجاوز أعلى راتب للموظفين الحاليين العاملين فعلياً في المصفاة سقف 100 دولار، ما خلق فجوة حادة في الرواتب.