"متحف رفح" أول متحف للحفاظ على الموروث الثقافي

للحفاظ على الموروث الفلسطيني والنهوض بالواقع الثقافي والاجتماعي افتتحت سهيلة شاهين متحفاً في قطاع غزة، ليكون نموذجاً مشرقاً للمرأة الفلسطينية.

نغم كراجة

غزة ـ بعد 30 عاماً من السعي والعمل، استطاعت سهيلة شاهين أن تحول إحدى المنازل لمتحف تعرض فيه مجموعة من المقتنيات التراثية التي تبرز ثقافة المرأة الفلسطينية.

تقول مؤسسة متحف رفح سهيلة شاهين البالغة من العمر 60 عاماً "يعد افتتاح هذا المتحف إنجازاً بالنسبة لي فهو يعتبر أول متحف في مدينة رفح، وجاء بمبادرة فردية وجهود ذاتية، إيماناً مني بضرورة الحفاظ على التراث وإحياءه".

وأوضحت أنها تسعى من خلال "المتحف إلى إثراء التراث والتعريف به في إطار ثقافي يتأقلم مع حاجيات ومتطلبات المجتمع، والمحافظة على المجموعات الفنية ذات القيمة، بالإضافة إلى جذب السياح للتعريف بتاريخ الشعب الفلسطيني".

وحول أهمية المتاحف تقول "تكمن الأهمية الحقيقية للمتاحف كونها مكان مخصص بالتراث، وهي ضرورية للحفاظ على الموروث الثقافي الخاص بكل بلد، وتساهم في تربية الأجيال ثقافياً، وإثراء الجانب المعرفي والحضاري لدى الشعوب من خلال التعرف على تاريخها وتنمية الروح الاجتماعية".

 

 

ويضم المتحف الذي افتتحته سهيلة شاهين ما يقارب 250 قطعة تراثية "لقد تم تجميع المقتنيات التراثية القديمة بشرائها من أصحابها أو ممن يمتلكها من أجل الحفاظ عليها وعرضها في مكان واحد يمكن زيارته والاطلاع عليه".

وأشارت إلى أنه من بين القطع التراثية توجد ثياب مطرزة تمثل كل قرية فلسطينية، وعملات نقدية قديمة تعود لعصور مختلفة، وأحجار كريمة وخرز وعقود نسائية تراثية، وأدوات وقطع نحاسية كانت تستخدم في الصبابات والبكارج، كذلك معدات زراعية معدنية وخشبية منقرضة، إضافة إلى الأدوات القتالية والبدائية من سيوف وخناجر.

وأضافت "لم أترك أي فعالية أو دعوة تخص التراث إلا وكنت أول الحضور حيث اشتريت العديد من القطع التراثية واحتفظت بها إلى أن قررت افتتاح المتحف، لكن الأمر ليس بهذه السهولة حيث أنه يحتاج إلى الكثير من المقتنيات وما اقتنيه لا يكفي لذلك أعلنت عن حاجتي لقطعة تراثية وقديمة لمن بحوزته بمقابل مادي، واستغرق تجهيز المتحف ومقتنياته مدة ستة أشهر".

وعبرت عن سعادتها الغامرة بتحقيق حلمها بعد 30 عاماً من السعي والعمل "من أبرز صفات المرأة الفلسطينية الكفاح والعطاء، لذلك انشأت المتحف بمجهودي الشخصي ونفقتي الخاصة ولعل هذا هو الصرح الثقافي العظيم"، وترى أن المرأة الناجحة تدع أعمالها وإنجازاتها تتحدث نيابة عنها، لافتةً إلى أنه ضمن المتحف يتم إقامة ورش عمل تدريبية للنساء والفتيات، حيث تعملن على صنع أعمال فنية مقتبسة من التراث.

وأكبر عائق واجهته هو احتفاظها بالمقتنيات الأثرية في بيتها في ظل الحروب والأزمات "عندما تشتد الحروب تتجهز العائلات لإخلاء منازلها وتحضير الأوراق الثبوتية وأموالهم، بينما أنا كنت أجهز الحقائب وأضع بها المقتنيات وما يخص التراث حتى أنقلها معي"، لافتة أن هذه المقتنيات الأثرية والتراثية أهم وأغلى ممتلكاتها في الحياة، وتطمح للحصول على مقر دائم للمتحف.